كشف البروفيسور مصطفى خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث لـ “الجزائر” أن العودة إلى الحياة الطبيعية تستدعي تكاثف الجهود بين المواطنين والسلطات لمنع رفع عدد حالات الإصابة من جديد، مؤكدا على ضرورة التقيد بالإجراءات الوقائية والاحترازية خاصة في شهر رمضان كما دعا إلى تكثيف الحملات التحسيسية والإسرع في عملية التقليح حتى نتمكن من تحقيق المناعة الجماعية.
– هل يمكن التأكيد بأن الجزائر اقتربت من تحقيق المناعة الجماعية؟
لمعرفة مدى نسبة تقربنا من تحقيق مناعة الجماعية يجب إجراء تحقيق وبائي دقيق وعميق لمعرفة نسبة الأشخاص الذي أصيبوا بفيروس كورونا دون أعراض، لذلك نحن طالبنا بإجراء دارسة علمية معمقة حتى نتمكن من تحديد نسبة المناعة الموجودة لدى المواطنين، لذلك يجب رفع عدد الدراسات الخاصة بالتحاليل الوبائية بشكل أهم وفتح تحقيقات من أجل الخروج بنتيجة والقول بأنه تم بلوغ المناعة الجماعية.
– كيف ترون سير عملية التلقيح ضد فيروس كوفيد19 بالجزائر إلى غاية الآن؟
عملية التلقيح تسير بشكل روتيني حسب الجرعات الموجودة، لذلك يجب تكتيف عمليات تحسيسية وتحفزية للمواطنين من أجل توجهم إلى مراكز التطعيم والتسريع في وتيرة التقليح حتى نتمكن من وضع حد لانتشار فيروس كورنا لذلك يجب على السلطات الصحية والمجتمع المدني ووسائل الإعلام إطلاق حملة واسعة للتحسيس والتوعية بأهمية التلقيح ضد فيروس كورونا، حتى يتم إزالة كل الغموض حول اللقاح وحتى يتمكن الجزائريون من اقتنائه بصفة تلقائية.
كما ندعو إلى التصريح بأرقام الملقحين يوميا لأن المعلومات المتوفرة إلى حد الساعة شحيحة، كما أن الوزارة الوصية لم تقدم بعد إحصائيات، كما لم يتم نشر عدد المواطنين الذين تلقوا اللقاح، لذلك أدعو وزارة الصحة إلى نشر عدد المتلقين للقاح بصفة يومية مثلما يتم نشر عدد الإصابات المسجلة بشكل يومي.
– كيف تصفون الوضعية الوبائية الحالية في الجزائر؟
معدل الإصابات بفيروس كورونا في الجزائر مستقر نسبيا (الحمد الله ) خلال الأيام الأخيرة والجزائر في مرحلة صحية مستقرة مقارنة بدول أخرى التي دخلت الحجر الشامل للمرة الثالثة رغم أنها شرعت في عملية التلقيح في وقت مبكر، لذلك فمن المهم أن يستمر مخطط الوقاية لتفادي أي انتكاسة وعودة لانتشار الوباء وارتفاع عدد الإصابات اليومية.
ولا يجب التخلي عن التدابير الوقائية، لأن التلقيح سيحمى من الحالات الخطيرة وسيقلص من عدد الوفيات، خاصة أننا لا نعلم بعد حدود انتشار هذا الوباء.
– هل يمكن القول إن الجزائر تفادت موجات كورونا التي تضرب العديد من بلدان العالم؟
لا يجب التفريط في التفاؤل لأننا إمام جائحة تعرف تغييرات وتطورات ولأن الأمر يتعلق بفيروس سريع الانتشار، ففي فرنسا مثلا نجد أن 40 إلى 50 بالمائة من الحالات المسجلة لها علاقة بالمتحور البريطاني لذلك علينا توخي الحذر، لأننا نجهل ما الذي تخبئه لنا الأيام المقبلة.
لذا أجدد حتمية مواصلة الالتزام بالإجراءات الوقائية والإبقاء عليها إلى غاية عدم تسجيل أي حالة إصابة وهذا بالنظر إلى قدرة الفيروسات في التحوّل بخصائص متجددة سواء من حيث طريقة وسرعة انتقالها أو بطبيعة الأمراض التي تتسبب فيها.
– بماذا يمكن أن تنصح المواطنين خلال شهر رمضان الذي يشهد حركية في الأسواق وكثرة اللقاءات؟
هذه السنة مع رفع القيود على المساحات التجارية والمحلات والمساجد فالرهان على وعي المواطن الذي يجب أن يلتزم بالإجراءات الوقائية حتى لا نعود إلى نقطة الصفر.
من أهم الإجراءات الوقائية والاحترازية التي يجب الالتزام بها أولا، ارتداء الكمامة الواقية التي لا تزال إجبارية، ففي هذه الفترة ارتداء القناع ضروري حتى إشعار آخر وحتى وصولنا إلى الحالة صفر من الإصابات ولا يمكن التهاون في ضرورة ارتدائه.
ثانيا، التباعد الاجتماعي أو مسافة الأمان الصحي التي فرضها المختصون لحماية الإنسان من تلقي الفيروس أما ثالثا، فهو التعقيم سواء على المستوى الشخصي بغسل اليدين أو استعمال السائل الهيدروكحولي.
فلة. س