يواجه المنتخب الوطني الجزائري عشية اليوم، نظيره منتخب كوت ديفوار بداية من الساعة الـ17:00 بالتوقيت الجزائري، على ملعب السويس الجديد، ضمن الدور ربع النهائي من منافسة كأس أمم إفريقيا 2019 الجارية وقائعها بمصر، وهي المواجهة التي يعول عليها كثيرا الخضر” من أجل بلوغ المربّع الذهبي لأول مرة منذ تسع سنوات كاملة، وكذا مواصلة المغامرة الإفريقية والحلم الرائع الذي يعيشه الجزائريون عقب الأداء الرائع الذي يقدّمه أشبال بلماضي.
الأوضاع غير متشابهة مقارنة بما مضى
وعقب المشوار الكبير الذي قدّمته التشكيلة الوطنية في دور المجموعات ثم في التأهل على حساب غينيا في الدور ثمن النهائي، يلتقي “محاربو الصحراء” بمنتخب “الفيلة” الذي وصل إلى هذا الدور عقب التغلب على مالي بواقع هدف نظيف، يسعى رفقاء النجم رياض محرز من أجل إثبات أحقيتهم بالوصول إلى دور الثمانية بافتكاك مقعد في المربّع الذهبي بالتفوق على أحد كبار القارة السمراء الذي يعتبر مرشحا للتتويج بهذا اللقب بالرغم من تراجع مستواه لحد كبير في السنوات الماضية، غير أن “الخضر” سيكونون أمام مهمة تبدو جد معقدة بالنظر لتغير المعطيات وتغير الأمور مقارنة بالمباريات الماضية، لاسيما وأن الأنظار ستكون موجهة لهم والترشيحات تصب في مصلحتهم.
تأكيد القوة والأرقام الباهرة لحد الآن
ومع مرور المباريات وتقدم الأدوار، أصبحت تشكيلة بلماضي تحت المجهر وأبرز منتخب يحظى باهتمام إعلامي كبير سواء عالميا أو على المستوى القاري، وذلك بسبب المردود الرائع والأداء المقنع الذي حققه الفريق منذ أول لقاء، لتتحقق أرقاما مرعبة بأفضل دفاع (دون تلقي أي هدف) وأفضل هجوم (تسعة أهداف)، ما يجعل لقاء اليوم ضد كوت ديفوار من أجل تأكيد ذلك والحفاظ على ذات النسق ونفس المستوى الفني والبدني الذي سيكون مهما بالذات في هذا المباراة نظرا لطبيعة المنافس الذي يمتلك أرمادة من اللاعبين والنجوم رغم عدم إقناعهم لحد الآن، كما أكد بلماضي في وقت سابق، أن التتويج يمر عبر الحفاظ على ذات المستوى أو تحسينه.
تغيير الملعب والتوقيت والمناخ لن يكون عائقا
وخلافا للقاءات الماضية التي كان فيها “الخضر” يخوضون مبارياتهم بالقاهرة وبالضبط بملعب الدفاع الجوي، (باستثناء لقاء تنزانيا الذي لُعب في الكلية الحربية بالقاهرة)، سيضطر أشبال المدرب بلماضي لتغيير المدينة والتوجه إلى السويس التي تبعد بحوالي 134 كلم على العاصمة المصرية، كما سيكون المنتخب على موعد للعب اللقاء بداية منن الساعة السادسة بالتوقيت المحلي (الخامسة بالتوقيت الجزائري)، وهي أول مرة تُجرى فيها لقاء “الخضر” في هذا التوقيت، فضلا على تغير المناخ الذي قد يكون في صالح التشكيلة بانخفاضها الطفيف، وهي المعطيات التي لن تكون عائقا أمام اللاعبين وحتى الطاقم الفني الذي أكد أنه حضّر أشباله من جميع النواحي ولم يترك أي شيء للصدفة.
“الفيلة” نجوم لكنهم أشباح فوق الميدان
ولا شك اسم كوت ديفوار يعتبر كبيرا في سماء الكرة الإفريقية، خاصة وأنه طالما امتلك لاعبين ممتازين ونجوم كبار سطعوا حتى في سماء الكرة الإفريقية، غير أن ما أظهره المنتخب الحالي في دورة مصر، لم يكن مقنعا لحد بعيد بشهادة المختصين والمتتبعين، الذين أكدوا أن المستوى العام للتشكيلة انخفض بشكل كبير مقارنة بنسخة 2015 التي فاز من خلالها باللقب القاري، بالرغم من حيازته على العديد من اللاعبين المميزين والنجوم على غرار الحارس سيلفان غبوهو وسيري دي، بالإضافة إلى جيل جديد بقيادة المهاجم نيكولا بيبي لاعب ليل، الذي كان ضمن قائمة أحسن لاعب في البطولة الفرنسية رفقة نجمي باريس سان جيرمان نيمار ومبابي، بالإضافة إلى ويلفريد زاها لاعب كريستال بالاس الإنجليزي المطلوب في آرسنال وفرانك كيسي متوسك ميدان ميلان الإيطالي وسارج أوريي ظهير أيسر توتنهام الإنجليزي وصيف بطل أوروبا.
الحذر يبقى مطلوبا ولابد من تفادي الغرور
إلى ذلك، وبالرغم من التفاصيل المحيطة بالمواجهة والمستوى الذي حققته الجزائر مقارنة بنظيره الإيفواري، والاحترام الذي حظي به أشبال بلماضي من الجميع، إلا أن التشكيلة مطالبة بالحذر البالغ والدخول بنفس العزيمة والإرادة التي ظهرت في المباريات الماضية، والأهم هو عدم السقوط في فخ التساهل أو الغرور الذي قد يقلب الحلم إلى كابوس حقيقي، وهي النقاط التي طالما ركّز عليها الطاقم الفني الذي يشدد على وضع الأرجل في الأرض والتعامل مع جميع المواجهات على أنها نهائي.
عادل.ب