عادت أسعار السيارات المستعملة خلال الأسبوعين الماضين إلى الارتفاع مرة أخرى، وهو الارتفاع الذي وصف ب”الجنوني”، لكن في المقابل لم يتحسن حال السوق-أي سوق السيارات- بل بقي على حاله، فلا بيع و لا شراء ، في الوقت الذي تشهد البلاد وضعا سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا غير مسبوق أثر بشكل كبير على حركية هذا السوق خصوصا بعد ما حل بمصانع تركيب السيارات بعد سجن ملاكها المتورطين في قضايا الفساد وتجميد كل نشاطاتها.
أثر تجميد نشاط تركيب السيارات “مؤقتا” بعد أن تم إدخال أصحاب المصانع للسجن بعد تورطهم في قضايا فساد، إلى غاية النظر في كيفية إعادة تسيير هذه المصانع-بشكل كبير على أسعار السيارات المستعملة، حيث ارتفعت الأسعار خلال الأسبوعين الماضين بشكل رهيب، و السبب حسب آراء البعض راجع إلى الندرة بعد توقف المصانع عن عمليات البيع بسبب الوضعية المبهمة لها لحد الآن، و لعدم فتح باب الاستيراد الخاصة بالسيارات اقل من ثلاث سنوات، وهو الوضع الذي تسبب في “الندرة” و قابله ارتفاع الأسعار.
غير أن البعض من سماسرة السوق أكدوا أمس في تصريح ل”الجزائر”، أن سبب ارتفاع الأسعار ليس الندرة، إنما أصحاب السيارات يحاولون رفع السعر باستغلال وضعية تلك المصانع علهم يتمكنون من تعويض بعض الخسائر التي تكبدوها الأشهر الماضية نتيجة تراجع الأسعار”نسبيا” و الركود الذي عرفه السوق منذ ما يزيد عن السنة، و أضاف أن ارتفاع الأسعار لا يعكس بالضرورة “حركية السوق”، حيث أكد أنه”لا بيع وشراء” و أن سوق السيارات زادت وضعيته سوء بعد ارتفاع الأسعار، فان كان سابقا يمكن للتاجر بيع أو شراء سيارة في مدة شهر، فاليوم لا يمكنه ذلك بتاتا، فالجميع متخوف ، البائع من جهته يتوجس و الشاري ليس بأحسن حال منه .
و بخصوص نسبة ارتفاع الأسعار، قال التاجر، أنها تتراوح ما بين 10 إلى 15 مليون سنتيم بالنسبة للسيارات التي تتراوح أسعارها ما بين 120 إلى 135 مليون سنتيم.
و يتوقع بعض وكلاء السيارات ارتفاع اكبر للأسعار خلال الفترة القادمة في حال عدم الترخيص لاستيراد المركبات الأقل من 3 سنوات وفتح المجال لاستيراد السيارات الأقل من 5 سنوات وأيضا إعادة المجال لاستيراد مركبات جديدة
للإشارة، تم إيداع ثلاثة مستثمرين في نشاط تركيب السيارات منذ أشهر في سجن الحراش وهم ممثل علامة هيونداي محي الدين طحكوت، ممثل علامة فولسفاغن مراد عولمي، ممثل علامة كيا حسان عرباوي، وذلك لتورطهم في قضايا فساد كبيرة.
رزيقة.خ
الرئيسية / الاقتصاد / فيما تباينت أسباب ذلك بين الندرة والتوجس من وضع البلاد:
ارتفاع أسعار السيارات من جديد لكن “لا بيع و لا شراء”
ارتفاع أسعار السيارات من جديد لكن “لا بيع و لا شراء”