ثمنت منظمات أولياء التلاميذ والمهتمون بالشأن التربوي وكذا الأسرة الجامعية توجه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بتمديد غلق المدارس والجامعات ومؤسسات التكوين المهني في إطار إجراءات الوقاية من انتشار وباء “كورونا” ومكافحته، لكن الأمر ذاته، خلف عدة تساؤلات حول مصير التلاميذ والطلبة وكيفية إتمام الموسم الدراسي.
وجاء إعلان غلق المدارس والجامعات ومؤسسات التكوين المهني خلال لقاء جمع الرئيس تبون مع ممثلي عدد من وسائل الإعلام الوطنية، حيث كان قد افضي بقرار التمديد لعطلة مماثلة، حيث كان رئيس الجمهورية قد أمر يوم 12 مارس الماضي، بغلق مدارس التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي إلى غاية انتهاء العطلة الربيعية في الخامس من شهر أفريل 2020
وفي سياق متصل، يشمل هذا القرار أيضا المؤسسات التكوينية التابعة لقطاع التكوين والتعليم المهنيين ومدارس التعليم القرآني والزوايا وأقسام محو الأمية وجميع المؤسسات التربوية الخاصة ورياض الأطفال.
وبذات الصدد ثمنت المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، أمس، قرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، القاضي بتمديد العطلة المدرسية بالمدارس الجامعات والمعاهد، وقالت في بيان لها عقب بث المقابلة التلفزيونية لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون والتي أعلن من خلالها تمديد العطلة المدرسية أن قرار غلق المؤسسات التعليمية كان حفاظا على سلامة الابناء من الابتدائي وحتى الجامعة وكذا الحفاظ على الأولياء.
وقال رئيس منظمة اولياء التلاميذ علي بن زينة ان في مثل هذه الظرف الوبائي استمدت النقابة من خلال قرار رئيس الجمهورية ما يبعث الطمأنينة في النفوس الوطنية لأولياء التلاميذ ويجعل المجتمع يلتف حول حكومته في تضامن ، وان منظمة اولياء التلاميذ ومن خلال كلمات رئيس الجمهورية في بعدها الاجتماعي بما يخمل من قدرة لبعث الاستقرار النفسي وغرس الوعي الاجتماعي باعتباره سبيلا من سبل العلاج، معتبرا اياه قرار صائب بغلق المؤسسات التعليمية من الابتدائي الى الجامعة وكذا الحفاظ على الأولياء.
مسعود عمراوي: “الجزائر في منأى عن السنة البيضاء نهائيا”
من جهته، أكد نائب جبهة العدالة والتنمية والقيادي في الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، مسعود عمراوي، أنه “يتلقى اتصالات عديدة في هذه الأيام وبالخصوص الأولياء – ومن حقهم ذلك – من شبح السنة البيضاء على غرار الجدل القائم من مختلف شراىح المجتمع لا قدر الله لو استمر هذا الوباء، وهذه الأزمة، موضحا بأن الجزائر في منأى عن السنة البيضاء نهائيا خاصة وأن التلاميذ في كل الأطوار وبدون استثناء أجروا اختبارات الفصلين الأول والثاني، وحتى في الظروف الاستثنائية فإن التلميذ حين يصاب بمرض في الثلاثي الأخير ويقدم الشهادات الطبية خاصة إن كانت هناك شهادة إقامة بالمستشفى تحتسب له نتائج الفصلين فقط للاعتماد عليهما في الانتقال إلى القسم الأعلى من عدمه.
وأضاف المتحدث ذاته، أنه الإشكال الحقيقي في الشهادات الرسمية السنة 5 ابتدائي، شهادة التعليم المتوسط، شهادة البكالوريا، مقرا بإمكانية اجتياز هذه الامتحانات في كل الحالات، فقط بتسخير كل موظفي القطاع بالعدد الكافي مع توفير الإمكانات والظروف اللازمة، باعتبار الظرف بحاجة لتكاثف جهود الجميع والتضامن الكلي باعتباره واجبا وطنيا، بوضع في كل قسم 10 تلاميذ ممتحنين فقط مع التوعية الكاملة، وتنظيف الأقسام وتعقيمها في حملة وطنية واتخاذ كل سبل الوقاية، أو تأجيل الامتحانات الرسمية إلى حين التعافي من الوباء.
وشدد عمراوي على الوعي بمدى مخاطر الاستهزاء وعدم الحيطة والحذر، وعدم الامتثال والاستماع للنصائح المقدمة لتفادي العدوى، والقضاء على الفيروس من خلال الحجر الصحي لأن الذهنيات مازالت لم تتأقلم بعد مع هذه الظروف ولم تستسغها، كما أن الشغب يعيش بين التهويل والتقزيم والاستهزاء، بعيدا عن فقه المرحلة وما تقتضيه من حيطة ووعي وأمل رفعا للمعنويات والتي تعتبر من أكبر عوامل المناعة، وهذا ما اكده رئيس الجمهورية في معرض حديثه.
خيرجة عبد الفتاح: “نثمن قرار رئيس الجمهورية لكن على الوزارة إيجاد صيغ عملية لاستكمال الدروس”
من جهتها، ثمنت النقابة الوطنية للمشرفين والمساعدين التربويين قرار رئيس الجمهورية بخصوص تمديد عطلة الربيع واعتبرته قرار حكيما ومسؤولا، مشددة على أنه بات من الضروري على الوزارة إيجاد صيغ عملية لاستكمال دروس الأقسام النهائية وفي الأطوار الثلاثة الإبتدائي ،المتوسط والثانوي وخاصة التلاميذ المقبلين على شهادتي التعليم المتوسط وشهادة البكالوريا وذلك باستثمار تكنولوجيا الإعلام والإتصال من خلال التفعيل الآلي لحساب الأولياء على الفضاء الخاص بهم ضمن النظام المعلوماتي وعدم حصره في إعلان النتائج فقط.
وأوضح المكلف بالإعلام والاتصال للنقابة خيرجه عبد الفتاح أنه “يجب نشر الدروس وفق المناهج التربوية بتكنولوحيا السمعي البصري وجميع الوسائط التكنولوجية الممكنة بما فيها مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة الصفحة الرسمية للوزارة على الفايسبوك”، كما دعا الوزارة إلى التعاون التقني والفنّي الفعال والإيجابي مع وسائل الإعلام والاتصال العمومية والخاصة من أجل بث حصص لدعم المقبلين على الامتحان الرسمية طمأنة لهم ولأوليائهم على المسار الدّراسي لأبنائهم من خلال المسارعة في تسجيل الحصص وتخصيص قناة تلفزيونية من التلفزيون العمومي خاصة بالتعليم ،تخصص لبث الحصص التربوية وبطريقة تفاعلية يساهم فيها أساتذة مختصون وخبراء في الشأن التربوي.
وأضافت المتحدث ذاته، دون أن اهمال دور مستشاري التوجيه المدرسي وخبراء علم النفس في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها التلاميذ لأنهم اليوم هم في أمس الحاجة للمتابعة النفسية وعليه وجب المزاوجة بين المعالجتين البيداغوجية والنفسية في الحصص المتلفزة.
وبذات الصدد، أوضحت النقابة أنه “من باب الالتزام الوطني والمهني والأخلاقي استعدادنا كمساعدين ومشرفين تربويين في النقابة الوطنية للمشرفين والمساعدين التربويين على العمل تشاركيا مع الوزارة وكل الشركاء الاجتماعيين لتجاوز هذه المحنة”، مناشدين الأسرة التربوية وبمختلف أسلاكها ورتبها التّحلي بروح التّضامن الوطني والعمل على استدراك الدروس في حال استئناف الدراسة بعد جلاء وانحصار الوباء محاولين وبكل الوسائل والطرق المتاحة تجنيب التلاميذ سنة بيضاء خدمة لمسارهم الدراسي.
من جهتها، أكدت وزارة التربية الوطنية، أن إتمام ما تبقى من البرامج الدراسية للمراحل التعليمية الثلاث، سيكون بواسطة حصص التعليم المسجلة، والتي سيتم بثها عن بعد على مستوى ولايات الوطن، ويتساءل المهتمون بشان التربوي حول إمكانية نجاعة الحصص التعليمية المسجلة أو توقف الدروس التعليمية عن بعد بعدما قرر رئيس الجمهورية عيد المجيد تبون بغلق المدارس والجامعات والمعاهد والدخول في عطلة ممائلة مما ولد التأويل كل على حسب ما روق له في ظل صمت الوزارة الوصية ، حيث يشتكي الشريك الاجتماعي من عدم تلقيه أي دعوة لمعالجة الوضع الذي يتخبط فيه قطاع التعليم في هذا الظرف الاستثنائي.
كما ألزمت وزارة التربية الوطنية، منسقي هيئات التفتيش في الولايات، بمتابعة تسجيل الحصص التعليمية للفصل الثالث في المراحل الثلاث، وقالت الوزارة في تعليمة بعث بها المفتش العام للبيداغوجيا بتاريخ 30 مارس الماضي، إنه “ولضمان متابعة هذه الحصص التعليمية للفصل الثالث، نطلب منكم عقد جلسات عمل دورية مع المفتشين المكلفين بهذه العملية في ولاياتكم، مع المتابعة الحثيثة وبالسهر على تطبيق الإجراءات والتدابير المتعلقة بالجانب التنظيمي، المتعلق بالمواد، وعدد الأسابيع، وعدد الحصص والحجم الزمني المخصص لكل مادة، وتوزيع الحصص على المواد في كل أسبوع”.
وبذات الصدد، واول الكثيرون من خلال هذه التعليمة، انها إشارة واضحة إلى عدم استئناف الدروس بعد انقضاء العطلة الربيعية، التي تنتهي في الخامس أفريل الجاري، لا سيما بعد الانتشار الملحوظ لفيروس كورونا والذي مس إلى حد الساعة 38 ولاية على المستوى الوطني، وحرص السلطات على عدم تسجيل إصابات أخرى، خاصة في المحيط المدرسي، حيث ورد في التعليمة الآتي “في إطار تطبيق الإجراءات الوقائية من فيروس كورونا –كوفيد 19- وتنفيذا لقرار وزارة التربية الوطنية، والذي مفاده إتمام ما تبقى من البرامج الدراسية للمراحل التعليمية الثلاث، بواسطة حصص التعليم المسجلة، وبثها عن بعد على مستوى ولايات الوطن جميعا”، وفي سياق آخر، طلبت المديرية العامة للمالية والهياكل والدعم لوزارة التربية، من مديري التربية بالولايات والمفتشين ومديري المؤسسات التعليمية، الالتزام بمجموعة من الإجراءات عند إعداد مشاريع ميزانيات المؤسسات التعليمية، على غرار ترشيد النفقات، و استهلاك الطاقة والاستعمال العقلاني للماء، وطلب من مسؤولي القطاع تحسيس الحراس والعمال، والموظفين بضرورة انتهاء من عملية التعقيم على مستوى كل المدارس في مختلف الولايات.
هذا وأول المهتمون بالشان التربوي عدم التنسيق وزارة التربية الوطنية مع الحكومة وكما وصفوها ” الوزارة في واد والحكومة في واد أخر” ، حيث يتضح ذلك من خلال قرارات الصادرة عن وزارة التربية الوطنية التي فندت تمديد العطلة و استعجلت بإجراءات اظهرت فيها عدم التشاور مع الشريك الاجتماعي، وعدم رد على هذا الأخير رغم الرسائل والتساؤلات التي تهاطلت على الوزارة الوصية.
المدارس ليست جاهزة وعملية التعقيم لم تستكمل بعد
وبذات الصدد، لم ينته مدراء المدارس بالتنسيق مع البلديات من إكمال تعقيم المدارس، رغم أن وزارة التربية الوطنية استعجلت مديريها التنفيذيين تعقيم المؤسسات التربوية في أقرب الآجال، وذلك على خلفية التقارير التي وصلتها والتي أكدت بأن المديرين لم يلتزموا بتنفيذ العملية في الميدان خاصة عقب تسجيل دخول أغلبهم في عطلة مدفوعة الأجر، بسبب “فيروس كورونا المستجد” أمام مدارس مغلقة.
وللإشارة، كان رئيس الديوان بوزارة التربية وجه مرارا مراسلات مستعجلة إلى مديري التربية للولايات يأمرهم بالإسراع في تعقيم المؤسسات التربوية الموزعة على المستوى الوطني خاصة المدارس الابتدائية، وذلك بالتنسيق والعمل مع مصالح الحماية المدنية ومديريات الصحة للولايات، لتجهيزها قبل 5 أفريل المقبل، وهو تاريخ انقضاء العطلة قبل ان يعلن رئيس الجمهورية تمديد العطلة لعطلة مماثلة، إلا انه لحد كتابة هذه الاسطر لم تستكمل عملية التعقيم بعد رغم تشديد الحكومة على أهمية التعقيم بغية الوقاية من تفشي الفيروس في الوسط المدرسي باعتبار أن المؤسسة التربوية هي المكان الأنسب لاستقبال التلاميذ في ظروف صحية وسليمة، وذلك على خلفية التقارير المرفوعة للوزير والتي أظهرت تماطل معظم مديري التربية للولايات في تنفيذ العملية ميدانيا، كما أنه في بعض الولايات لم تنطلق عملية التقييم في المدارس أصلا حسب ذات الشكاوي التي تصل الى الوزارة الوصية.
أميرة أمكيدش