شدد وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي على ضرورة الحفاظ على أمن واستقرار الوطن لاسيما في ظل ما أسماه بالبعض الذين لا يريدون الخير لهذه البلاد، داعيا الجميع لتلبية نداء الوطن وبناء المؤسسات الجزائرية، وأفاد بأنه سيتم تقديم مشروع للديوان الوطني للأوقاف مثلما كان عليه الحال مع صندوق الزكاة.
وقال بلمهدي خلال الندوة الجهوية التي نظمت حول الأوقاف والزكاة أمس، بولاية عين تموشنت في هذا الصدد: “علينا خدمة هذا الوطن والوقوف معه وأن لا نغفل في وقت الذين يحسدونا الكثير على الخير الموجودة فيه بلادنا على شعبنا وشبابنا ويحسدونا حتى على التغيير السلمي الذي شهدته الجزائر فلم يكونوا يتوقعون أن تتغير الأمور بصفة سلمية وحضارية وراهنوا على الفوضى غير أن وعي الجزائريين كان خير رد عليهم”. وتابع في السياق ذاته: “ويبقى هناك أناس يريدون التشويش وركوب الموجة وهذا لا يهمنا لأن مثل هؤلاء الناس موجودين”.
كما أكد بلمهدي إلى أن البعض كانوا لا يريدون الوصول للإنتخابات الرئاسية فيما سبق ورفضوا بعدها محطة الإستفتاء على الدستور ويريدون أن تبقى الجزائر في فتنة وبلبلة.
واعتبر بلمهدي أن النظرة القاصرة للوقف حجبت عن الأمة سبلا عديدة من النهضة والارتقاء والخدمة، مشيرا إلى دور الاوقاف والزكاة في محاربة الفقر وتحقيق التكافل الاجتماعي وقال إن الأوقاف والزكاة مؤسستان اجتماعيتان ساهمتا في محاربة الفقر وحققتا التكافل الاجتماعي وتعليم أبناء المسلمين والتكفل بالمحتاجين.
وقال :”فالأوقاف توسعت أنواعها وخدماتها وأصبح الناس يقدمون العلم في مؤسسات وقفية وأحيانا الوقف في أذهاننا هو بناء المساجد أو المدارس القرآنية ونحن لا نقول أنه ليس بالأمر العظيم”.
وأضاف: “ولكن إذا كان الحي قد اكتفى من المساجد ومن المدارس القرآنية لماذا لا يفكر الناس في وقف آخر قد يساعد ذلك الحي ولا نقول بأن ذلك من مهام السلطات العمومية ويأخذ ذلك الشخص أجرا على ذلك وهذا هو المهم المحسن اليوم لا بد أن تفتح له الآفاق ولن يتم الإعتماد فقط على السلطات العمومية”.
وتابع :”نريد الإرتقاء بالأوقاف إلى هذه المجموعة من الخدمات التي تسهل حياة الناس اليومية فالعالم الغربي استفاد من الأوقاف والتي هي القطاع الثالث بعد العام و الخاض فهو يشكل في أمريكا أمر كبيرا ويساهم في الناتج القومي المحلي ب 9 بالمائة إلى جانب المؤسسات العمومية و الخاصة .”
وأشار بلمهدي إلى أن هذه الندوة الجهوية الأول من نوعها تعد مقدمة وتوطئة لنشاط قادم قريب لأنه من برنامج مخطط عمل الحكومة الذي تم اعتماده وتشرف وزارة الشؤون الدينية على تجسيده وهو أيضا من التزامات رئيس الجمهورية.
رقمنة القطاع
وما تعلق بالرقمنة، كشف بلمهدي أن دائرته الوزارية قطعت أشواطا كبيرة في هذا المجال وبرقمنة منظومة التعليم القرآني والسعي لرقمنة المكتبة المسجدية وهي العملية التي قال بخصوصها بأنه تم الوصول لخمسة الولايات في انتظار تعميمها للولايات الأخرى.
وذكر في هذا الصدد: “رقمنة القطاع من صميم عمل الحكومة ومن صميم إلتزامات رئيس الجمهورية 54 لتسهيل الخدمة العمومية للجزائريين وقطاع الشؤون الدينية يشهد مثل هذا المشروع المهم جدا لمعرفة القطاع والمشاكل الموجودة فيها والعمل على تسويتها لتطويره ويصبح رافدا من روافد التنمية”.
وعاد بلمهدي ليذّكر بالدور الذي لعبه المسجد ومعه الأئمة خلال الأزمة الصحية التي تعيشها البلاد بسبب وباء كورونا والذين كانوا في الصفوف الأولى عبر خطابهم في المنصات الرقمية وهو ما اعتبر بالمساهمة الكبيرة، كما أكد أن الأزمة الصحية أبانت عن طينة الجزائريين بتظافرهم وحبهم للوطن لاسيما وقت الأزمات في الوقت الذي كان يراهن البعض على عدم قدرة الجزائر على تجاوز هذه الأزمة الصحية.
وتابع الوزير: “كان للأئمة دور كبير خلال الأزمة الصحية وكل القائمين على الشأن الديني ووجدنا أنفسنا بأننا قمنا بمساهمة كبيرة في جزء من التخفيف من هذه الأزمة الصحية”.
وتابع في السياق ذاته: “نحيي السادة الأئمة على ما بذلوه وندعوهم إلى المواصلة في دعوة المجتمع لتلبية نداء الوطن في بناء مؤسساته كما ندعوهم إلى خطاب توعوي ليكون شهر رمضان هو شهر التراحم والتعاون والتكافل ونبذ كافة أشكال الجشع والتبذير والإسراف والاحتكار والمغالاة”.
زينب بن عزوز