تقوم الجزائر بإعداد استراتيجية وطنية للوجستيك بالتعاون مع البنك العالمي، من شانها تسهيل مهام جميع المتدخلين في مجال التجارة الخارجية، خاصة في نشاطات التصدير، حسبما اكده مدير النقل البحري التجاري والموانئ بوزارة الأشغال العمومية والنقل، عبد الكريم غزال.
و في مداخلة اثناء الطبعة الثالثة للندوة الدولية حول اللوجستيك والعبور وتخزين البضائع، أوضح غزال ان”الجزائر بصدد إعداد استراتيجية وطنية للوجستيك بمرافقة تقنية من طرف البنك العالمي ، حيث تم الانتهاء من المرحلة الأولى منها والمتعلقة بتشخيص شامل للقطاع”.
وحسب ذات المسؤول ” كانت هناك عمليات لوجيستية لكن لم تتم ضمن رؤية استراتيجية شاملة (…)، اليوم نحن واعون بهذه النقائص”.
كما اشار غزال الى عدم وجود إطار قانوني أو نصوص تنظيمية لتفعيل هذا القطاع الحيوي.
في نفس الاطار،اكد الفاعلون في القطاع، اثناء تدخلهم في هذا اللقاء ان عدم توفر قاعدة قانونية ، امر يعرقل استثمارات القطاع الخاص في هذا المجال.
كما اشار المشاركون في الندوة الى أهمية اعادة تأهيل العنصر البشري،داعين في ذات السياق مراكز التكوين والجامعات الى أخذ النشاط اللوجيستي بعين الاعتبار كونه رافد اقتصادي حيوي و ذي قيمة مضافة عالية.
للإشارة، خصص موضوع هذا اللقاء للصين بصفته الشريك الأول للجزائر في مجال التبادلات التجارية ،التي تبلغ قيمتها أكثر من 10 مليار دولار سنويا.
وقد رحب المتدخلون في الندوة ،الاختيار الصائب لهذا الموضوع الذي يسلط الضوء على مشاركة الجزائر في المشروع الصيني “الحزام و الطريق” العابر للقارات، وهو مبادرة استراتيجية كونها تساعد ،من خلال الاستثمارات، على تنمية اقتصادات الدول التي تعتبر شريكة للصين.
ويهدف الملتقى الذي حضره مسؤولون من المؤسسة العامة الصينية ” سي آ بي سي” إلى جانب الشركات الجزائرية من مختلف القطاعات، إلى استكشاف فرص جديدة للتعاون.
للتذكير، تم اطلاق مشروع “الحزام و الطريق” سنة 2013 من طرف الرئيس الصيني شي جين بينغ.
ويتضمن المشروع مجموعة من مشاريع للبنى التحتية التي تهدف إلى تعزيز العلاقات التجارية بين بكين و بلدان آسيا وأفريقيا وأوروبا.
وقد تم في وقت سابق إطلاق أولى أشغال هذا المشروع العملاق الذي من المرتقب الانتهاء منه بحلول عام 2030.
ويهدف مشروع ” الحزام و الطريق” إلى ربط بري وبحري وجوي بين البلدان المطلة على البحر من خلال إطلاق مشاريع لإنجاز الطرقات والطرقات السريعة والموانئ و المطارات، فضلا عن الاتصالات السلكية واللاسلكية و أنابيب نقل النفط والغاز.
بالنسبة للقارة الأفريقية، توجد حاليا بنية تحتية معتبرة للسكك الحديدية التي يتم تطورها تدريجيا ضمن هذا المشروع.
ويقدر التمويل الإجمالي لمبادرة ” الحزام و الطريق” نحو 1.000 مليار دولار من بينها 800 مليار دولار يضخها بنك الصين والذي تعهد بالاستثمار في مئات من المشاريع لاستحداث طرق جديدة للحرير.
يذكر أن الجزائر والصين قد وقعتا في سبتمبر الماضي، على هامش منتدى التعاون الصيني الأفريقي، مذكرة تفاهم حول انضمام الجزائر الى هذا المشروع، ما من شأنه أن يساهم في تعزيز التعاون الجزائري-الصيني مع أكثر من 90 دولة عبر مختلف القارات.