يستعد الفلاحون لموسم الحرث والبذر، وتستعد معهم الوزارة الوصية في التحضير لهذه الحملة، والتي تأمل أن تكون أكثر مردودية من السنوات الماضية، إذ تطمح إلى بلوغ مساحة 3.2 مليون هكتار من الحبوب في الموسم الجديد، وكلها هذا بغية تحقيق الأمن الغذائي، عبر تحسين مستوى الإنتاج الفلاحي في مختلف الشعب.
وككل سنة، تكون بداية حملة الحرث والبذر نهاية شهر أكتوبر وبداية شهر نوفمبر، غير أنه وقبل انطلاق هذه الحملة، تسبقها تحضيرات مكثفة لإنجاحها، حيث تعمل وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، بالتنسيق مع الهيئات التابعة من تعاونيات فلاحية ودواوين، على التحضير الجيد لهذا الموسم، من خلال اتخاذ جميع الإجراءات للمرافقة الدائمة لكل الفلاحين والمنتجين، وتوفير المدخلات والبذور والأسمدة، ومرافقة الفلاحين سيما فيما يخص التوجهات الخاصة بأنواع الزراعات، تماشيا والظروف المناخية التي أصبحت سائدة، في ظل شح الأمطار نتيجة الاحتباس الحراري.
وفي هذا الإطار، تستعد تعاونيات الحبوب لموسم الحرث والبذر من خلال تحضير البذور ووضع الإمكانات اللازمة، وذلك تماشيا وتعليمات وزير الفلاحة والتنمية الريفية، يوسف شرفة، الذي أكد خلال لقاء مع إطارات قطاع الفلاحة، في 29 جويلية الماضي، على ضرورة التحضير الجيد لموسم الحرث والبذر، لا سيما تحضير البذور والأسمدة وكل الإجراءات اللازمة قبل نهاية شهر أكتوبر، كما شدد أنذاك على ضرورة تحديد المساحة الحقيقية التي سيتم تخصيصها لزراعة البقوليات.
وتشير الوزارة إلى أنها تستهدف زرع 3.2 ملايين هكتار من الحبوب، خلال موسم 2024- 2025، مع توفير 5.2 ملايين قنطار من البذور لهذا الغرض.
وتعمل الوزارة الوصية على توفير كل الإمكانيات لتفادي أية عراقيل من شأنها أن تؤثر على عملية الحرث والبذر أو العملية الإنتاجية ككل، حيث كان الوزير شرفة قد شدد في جويلية الماضي على ضرورة تفادي كل المشاكل التي حدثت خلال الموسم الماضي.
وأعطت الوزارة تعليمات لمدراء المصالح الفلاحية بالأخذ بمتطلبات المهنيين المتعلقة بحملة البذر والحرث، باعتبارهم أدرى بالميدان، كما دعت إلى الاعتماد على الرقمنة في جمع المعطيات الخاصة بالمساحات المزروعة والاحتياجات من البذور، والعمل على التحكم في المدخلات، وتحضير البذور والأسمدة وكل الإجراءات اللازمة “قبل نهاية شهر أكتوبر القادم”.
للإشارة، تم خلال الموسم الفلاحي 2023- 2024، تحقيق نتائج، تراوحت بين 47 و51 قنطار-هكتار، غير أن الوزارة تشدد على ضرورة رفع مستوى المردودية خلال الموسم الفلاحي الجديد، وأن “يجب ألا تقل عن 55 قنطارا في الهكتار”، وهذا بالموازاة مع قرار رئيس الجمهورية برفع المساحات المزروعة بالحبوب في الجنوب إلى 500 ألف هكتار.
هذا وقد وضعت السلطات المعنية، منذ 2023، مخططا استراتيجيا لتنمية إنتاج الحبوب في الجزائر “اكتوبر 2023-2028” والرامي لتوفير كل الظروف الكفيلة بتحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المنتج.
وجاءت هذه الخطة، التي أشرفت على إعدادها لجنة متعددة القطاعات، تضم باحثين وخبراء ومسؤولين يمثلون قطاعات الفلاحة والتعليم العالي والبحث العلمي والصناعة والطاقة والري والنقل، للوقوف على أسباب عدم استقرار إنتاج الحبوب خصوصا القمح اللين ووضع الحلول.
كما أولت السلطات العليا اهتماما بالغا للمزارع النموذجية، باعتبارها من الأقطاب الرئيسية لتحقيق الأمن الغذائي، حيث كان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، قد أكد خلال اجتماع لمجلس الوزراء في 15 جويلية الماضي، على “ضرورة الدخول في مرحلة تطوير المنتوجات الفلاحية من خلال المزارع النموذجية، التي أعيدت هيكلتها على نحو يجعلها أكثر مردودية، على أن يكون زيت شجرة الأرغان أول منتوج ينبغي إيلاء كل العناية لتطوير إنتاجه، لما تتوفر عليه الجزائر من مؤهلات كبرى لذلك”.
رزيقة. خ