• عائلة الشهيد عباس لغرور تستنكر استغلال الأفلان الانتخابي
تعرف الحملة الانتخابية لتشريعيات 4 ماي المقبل، منافسة بين مختلف التشكيلات الحزبية المشاركة في هذه الانتخابات باستغلال الرموز التاريخية المشتركة بين جميع الجزائريين كقادة وشهداء الثورة التحريرية الذين سقطوا من أجل استقلال الجزائر إضافة إلى تمادي هؤلاء المترشحين في زيارة الأضرحة والمقابر بالرغم من أن القانون الانتخابي يمنع استغلال الرموز الدينية والوطنية للدعاية السياسية.
عرف الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية ممارسة بعض الظواهر التي لم تكن مطبقة من قبل إلا في الحملات الانتخابية بمختلف أنواعها مع أن هذا ليس بغريب على الممارسات السياسية في الجزائر، وبالرغم من أن القانون الانتخابي في الجزائر يمنع استغلال أي من الرموز الوطنية والدينية في الدعاية الانتخابية، أو توظيفها في أغراض الدعاية السياسية لكنه لم يثن هذه الأحزاب من احتكار الشخصيات التاريخية المشتركة للجزائريين حتى تقوم بدعاية خلفت الكثير من الغضب الشعبي اتجاه هذه الممارسات التي اشتركت فيها أغلبية الأحزاب باختلاف مللها السياسية سواء من أحزاب السلطة أو المعارضة مع أن الدولة في حد ذاتها تستغل الثورة التحريرية دستوريا كما أن السلطة الحاكمة في الجزائر تعتمد على الشرعية الثورية كدعامة للحكم، وكان حزب السلطة الأول جبهة التحرير الوطني “عراب” هذه الممارسات بامتياز، حيث استغل أمينه العام جمال ولد عباس الذكرى الخامسة لرحيل رئيس الجمهورية الأسبق أحمد بن بلة للوقوف ترحما على روحه بمقبرة العالية وإعادة تأكيد مشاركته في الثورة التحريرية وهي المشاركة المطعون فيها بشهادة أحد مجاهدي منطقة عين تيموشنت، ومما قاله ولد عباس أنه ” ناضل إلى جانب أحمد بن بلة في حزب الشعب الجزائري قبل الثورة التحريرية وعرفناه مروجا للمصالحة الوطنية في التسعينات “، ولم يتوقف الاستغلال السياسي للأفالان نسخة ولد عباس عند هذا الحد، أين في تجمع شعبي له بولاية تيزي وزو أول أمس، قال الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أن ” جبهة التحرير الوطني ولدت في تيزي وزو ” وهو تصريح يستدعي الرد عليه من طرف المؤرخين ويشير إلى استغلال سياسي لحدث تاريخي مشترك في دعاية انتخابية، وذهب حزب جبهة التحرير الوطني إلى أكثر من ذلك عندما قام بتوزيع ملصقات ترويجية للحزب في ولاية خنشلة تحمل صورة الشهيد وأحد قادة ثورة التحرير بالولاية الأولى التاريخية عباس لغرور ووزعتها في اللوحات الإنتخابية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث دانت عائلته “استغلال” صورة الشهيد في الدعاية السياسية للانتخابات البرلمانية، وطالبت في تصريح لـ ” العربي الجديد ” اللجنة المستقلة لمراقبة الانتخابات بـ ” التدخل لإلزام الحزب السياسي بالاعتذار الفوري، وعدم الزج بهذا الرمز في المعارك الانتخابية “، وأكد أخ الشهيد صالح لغرور في حديثه لذات المصدر أن عائلة الشهيد لغرور ” تنتظر الرد من الجهات المخول لها العمل على إنفاذ القانون لحماية الرموز الثورية من المزايدة السياسية “، واصفا ذلك بـ” الوقاحة السياسية “، نفس الأمر يتعلق بجبهة القوى الاشتراكية وهو الحزب الذي يصنف في خانة أحزاب المعارضة التقليدية حيث أطلق أغنية ترويجية للحزب بمناسبة الإنتخابات ضمنها أسماء شهداء وشخصيات من التاريخ القديم للجزائر في إطار ترويجه للحزب، كما استنكر العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي إقدام الحزب على وضع صورة الزعيم التاريخي للأفافاس وأحد قادة الثورة على القوائم الترويجية للحزب، ووصفها بعض النشطاء على الفايسبوك باستغلال فاقد للروح لروح الراحل آيت احمد في انتخابات تشريعية من دون أي ذوق سياسي، وطالبوا قيادة الحزب بالتوقف عن استغلال حسين آيت احمد وتركه كميراث تاريخي يشترك فيه جميع الجزائريين، أما استغلال الأضرحة والزوايا فقد كان من صميم الحملة الإنتخابية للعديد من التشكيلات السياسية الصغيرة وحتى الكبيرة بما فيها جبهة التحرير الوطني التي استطاعت كسب تأييد جمعية الزوايا على رأسها الزاوية التيجانية التي دعا شيخها إلى التصويت بقوة لصالح قوائم ” الأفالان “، في المقابل تبقى المساجد غير مستغلة من طرف هذه الأحزاب بما فيها أحزاب السلطة بفضل تعليمة من وزير الشؤون الدينية محمد عيسى بالرغم من أنها تستغل لصالح السلطة في ظروف أخرى، في وقت تبقى الأضرحة والقبور محل زيارة واستغلال سياسي بمناسبة الحملة الإنتخابية وقد مارسها تحالف حركة مجتمع السلم وجبهة التغيير اللذان دشنا حملتهما المشتركة انطلاقا من قبر مؤسس ” حمس ” الراحل محفوظ نحناح.
إسلام كعبش
الرئيسية / الوطني / تجاوزات بالجملة تشهدها الحملة الانتخابية:
استغلال “فاحش” للشهداء ورموز الثورة والأضرحة
استغلال “فاحش” للشهداء ورموز الثورة والأضرحة