أكد رئيس مركز الهيموبيولوجيا وحقن الدم بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية مصطفى باشا، البروفسور عصام فريقع، أن وتيرة التبرع بالدم بالمركز شهدت ارتفاعا “معتبرا” خلال تفشي فيروس كورونا بالرغم من الحجر الصحي و الاجراءات الوقائية المشددة بالمستشفيات وانعدام وسائل النقل فضلا عن “عوائق” أخرى.
وأوضح البروفسور فريقع في تصريح لوكالة الإنباء الجزائرية أن المركز استقبل قرابة 19 ألف متبرع داخل المركز خلال سنة 2020 وهي نسبة وصفها ب”المعتبرة”, مفسرا ذلك بثقة المتبرعين في الطاقم الطبي المشرف على المركز والتطبيق الصارم للإجراءات الوقائية التي وضعها في متناولهم إلى جانب وعيهم بأهمية العملية خلال هذه الظروف الصحية الصعبة.
وأضاف أنه “بالرغم من الظروف الصعبة جراء تفشي فيروس كوفيد-19 وفرض إجراءات الحجر الصحي وأخرى وقائية مشددة بالمستشفيات وانعدام وسائل النقل سيما بولاية الجزائر , سجلت عملية التبرع بمركز حقن الدم بمستشفى مصطفى باشا الجامعي خلال السنة 2020 توافد “نسبة معتبرة” من المتبرعين, مثمنا هذه الهبة التضامنية التي تبرهن, حسبه,عن ثقافة الشعب الجزائري في استجابته لنداء الواجب عند الحاجة و تحديه كل الصعاب والعوائق.
وذكر البروفيسور في هذا الإطار بأن نسبة 39 بالمائة من الكميات التي يجمعها المركز توجه إلى مصالح الجراحة كما تستفيد مصالح أخرى من التبرع بالدم على غرار المصابين بأمراض الدم والتوليد (الحوامل و حقن و تبديل دم الجنين) إلى جانب أولئك الذين يتعرضون إلى الحوادث الذين تستدعي حالة البعض منهم كمية هامة من الدم.
حرص مركز مصطفى باشا خلال السنة الماضية على توفير هذه المادة الحيوية للذين هم في حاجة ماسة إليها, على غرار مراكز ولاية البليدة عندما كانت في حجر صحي تام ومؤسسات استشفائية أخرى وذلك بفضل المتطوعين سواء كانوا من المنتظمين أو المناسباتيين احساسا منهم بوجوب التضامن مع إخوانهم بسبب تفشي فيروس كورونا.
وأشار من جهة أخرى إلى أن الشهر الفضيل يتزامن للسنة الثانية على التوالي وانتشار فيروس كورونا. وبالرغم من تخفيف السلطات العمومية من الحجر الصحي إلا أن الوضعية “تبقى -حسب البروفسور فريقع – صعبة جدا بالنسبة للمتبرعين” سيما بالولايات التي لا زال يطبق فيها هذا الحجر, مشيرا إلى الاستعداد الدائم لمركز مصطفى باشا لاستقبال المتبرعين نهارا و بعد الإفطار إلى غاية الساعة منتصف الليل.
واستقبل ذات المركز خلال الأيام الأولى من الشهر الفضيل -حسب ذات المسؤول – بين 90 و 100 متبرع (120 متبرع يوم الأحد). و يبقى هذا العدد- بالرغم من الإقبال المتواصل للمتبرعين- “ضعيفا جدا” مقارنة باحتياجات المرضى الذين هم في حاجة إلى مادة الدم, كما قال البروفيسور, داعيا المواطنين إلى التبرع بكمية من دمهم خلال هذا الشهر الفضيل.
وأكد البروفسور فريقع من جهة أخرى أن المنصة الرقمية التي أطلقها مركز مصطفى باشا في مارس 2020 لتحديد مواعيد المتبرعين عن طريق هذه الصفحة الإلكترونية سهلت “كثيرا اجراء هذه العملية ليس على المشرفين على المركز فحسب بل حتى للمتبرعين وذلك من خلال ربح الوقت في تسجيل معلومات المتبرعين الذين يحظون “بعناية خاصة” سواء كان ذلك داخل المركز أو بالعيادات المتنقلة.
كما كانت الوضعية الصعبة لتفشي فيروس كورونا “حافزا” في إطلاق المركز لتقنيات جديدة على غرار تقنية تعطيل الجراثيم والفيروسات خاصة في البلازما و الصفائح والكشف عن الاختلالات الجينية في مجال سرطان الاطفال إلى جانب تحسين المراقبة والجودة.
وقد حرص المركز -حسب رئيسه- على الحفاظ على مخزون معتبر من الدم خلال الشهر الفضيل- الذي يعرف عادة تراجعا في عدد المتبرعين- وذلك من خلال تنظيم حملات تبرع مسبقة بالمناطق الصناعية للجزائر العاصمة, لكن هذا المخزون يبقى -كما أضاف- “غير كاف” نظرا لقصر مدة استعمال الدم مما يستدعي تجديدا متواصلا لبنك المركز سيما فيما يتعلق بالصفائح والزمر.
وتوجه نسبة 60 بالمائة من كميات الدم التي يجمعها المركز خلال المناوبة إلى الحالات الاستعجالية بعضها خاص بالزمر النادرة والبعض الآخر يوجه لتلبية احتياجات المستشفيات المجاورة.
للاشارة, تمثل الاحتياجات المتعلقة بالزمر والصفائح تحديا كبيرا للمشرفين على المركز حيث أن توفير صفيحة واحدة من الدم للمريض تستدعي تجنيد ستة متبرعين في حين ان استعمال تقنية الفصادة الخلوية (cytaphèrèse) يتطلب متبرعا واحدا فقط لتوفير الصفائح لمريضين اثنين في نفس الوقت.
وكان المركز استقبل خلال سنوات قبل تفشي الفيروس 2400 متبرع شهريا كما يقوم بالتدقيق في الطلبات المقدمة اليه يوميا حسب نوعية الوصفات لتحسين تنظيم و تسيير مادة الدم ومشتقاته -يضيف ذات المسؤول.
ومن جهته, دعا رئيس الفيدرالية الوطنية للمتبرعين, قدور غربي, جميع المواطنين البالغ سنهم ما بين 18 و65 سنة و هم في صحة جيدة بالتقدم الى مراكز حقن الدم للتبرع بكمية من هذه المادة الحيوية لفائدة أطفال مصابين بالسرطان والعمليات الجراحية ومصالح الولادة وحوادث المرور.و اكد بأن هذه المراكز المتخصصة “تتوفر على كل وسائل الوقاية من فيروس كورونا والحماية من الأمراض المعدية”, إلى جانب استفادة المتبرع من تحاليل طبية مجانية وبطاقة الفصيلة.
واعتبر في هذا الصدد أن مساهمة المواطنين في عملية التبرع بالدم تدخل في إطار “الصدقة الجارية”
ف س/ وأج