أكد اساتذة ومحللون جزائريون خلال مشاركتهم في فعاليات الجامعة الصيفية الصحراوية ببومرادس ان استمرار النزاع في الصحراء الغربية يعيق بناء الإتحاد المغاربي، مشددين على ضرورة استفتاء تقرير المصير.
فيصل مقدم : التكتل المغاربي خيار ضروري تفرضه التحديات الدولية
اكد الأستاذ المحاضر بجامعة الجزائر الدكتور فيصل مقدم أن استمرار النزاع في الصحراء الغربية يعيق بناء وقيام الإتحاد المغاربي.
الأستاذ فيصل وفي محاضرة قدمها أمام إطارات جبهة البوليساريو والدولة الصحراوية في ولاية بومرداس الجزائرية بعنوان ” السلم والأمن الأفريقين ” حالة الصحراء الغربية ” ، أكد أن التكتل المغاربي في عالم اليوم هو خيار ضروري وحيوي تفرضه التحديات الدولية التي تجعل من التجمعات الإقليمية وسيلة للاحتماء من المخاطر الخارجية المتزايدة في أبعادها العسكرية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية ومدخلاً لربح رهانات التنمية الشاملة، وهذا مرهون – يؤكد الدكتور – بممارسة حق الشعب الصحراوي لحقه في الحرية وتقرير المصير .
وتطرق الأستاذ إلى الجهود التي يقوم بها مجلس السلم والأمن الإفريقي في ايجاد حل للقضية الصحراوية ، معتبرا منظومة السلم والأمن في إفريقيا مساهم في إيجاد حل سريع للقضية حفاظا على إستقرار وأمن القارة .
وأكد المحاضر أن مجلس السلم والأمن الأفريقي مطالب بإتخاذ الخطوات اللازمة لحث المجتمع الدولي على تمكين “المينورسو” من ممارسة مهامها كاملة بما فيها ألية لمراقبة حقوق الإنسان في المدن المحتلة من الصحراء الغربية .
دفاع الدبلوماسية الجزائرية عن قضايا التحرر نابع من ثورة نوفمبر
وأضاف من جهة أخرى أن ثبات الدبلوماسية الجزائرية في الدفاع عن قضايا التحرر عبر العالم وفي مقدمتها القضية الصحراوية نابع من المواقف الثابتة لثورة أول نوفمبر الخالدة .
وأشار كذلك إلى الدور المحوري الذي تلعبه الدبلوماسية الجزائرية في دعم قضايا التحرر وكذا دورها البارز في بعض القضايا خاصة في إفريقيا كتنسيق الجهود الأمنية في منطقة الساحل والصحراء وكذا اتفاق المصالحة الوطنية في مالي .
صالح سعود: حل القضية الصحراوية مرتبط بتقرير المصير
كما أكد الأستاذ المحاضر صالح سعود أن حل القضية الصحراوية مرتبط بممارسة الشعب الصحراوي لحقه غير القابل للتصرف في الحرية وتقرير المصير .
واشار المتحدث الى دور هذه التجمعات والوكالات في دعم الاستقرار والأمن في المنطقة ، وهو ما يستلزم حسب قوله اعطاء الشعب الصحراوي حقه في الحرية وتقرير المصير وذلك حفاظا على الأمن والاستقرار في المنطقة المنطقة .
كما استشهد الأستاذ بالنجاحات التي حققها الشعب الصحراوي بقيادة جبهة البوليساريو معتبرا اياها مكاسب ثمينة يجب الحفاظ عليها .
وأضاف أن التجمعات الإقليمية بحكم المفاهيم والأساليب الجديدة التي طرأت على العالم والحاجة إلى تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان ،أصبح لزاما إيجاد حلول للقضية الصحراوية، وذلك تعزيزا لثقافة حقوق الإنسان واستتبابا للأمن والاستقرار في المنطقة والمساهمة في بناء مغرب الشعوب .
وأعتبر المحاضر أن الصراعات في المنطقة المغاربية تفرض على الجميع التمسك بالحل السلمي للقضية ، لكن في مقابل هذا لا يقفل أبدا خيار العودة للكفاح المسلح كحق مشروع للشعب الصحراوي لاسترجاع حقوقه .
سعيد مكي: يجب التركيز على الدبلوماسية الشعبية في الدفاع عن القضية الصحراوية
دعا الدكتور المحاضر محمد سعيد مكي الشعب الصحراوي إلى التركيز على الدبلوماسية “الشعبية” في الدفاع عن القضية الصحراوية .
وأكد المتحدث على الدور الذي باتت تلعبه الدبلوماسية الشعبية في الدفاع عن قضايا التحرر عبر العالم ، ونفس الشي يتجلى لدى الشعب الصحراوي من خلال الدعم الذي يتلقاه من لدن المنظمات والجمعيات المتضامنة معه عبر انحاء العالم .
وأشار المحاضر إلى أن الدبلوماسية التقليدية الرسمية وحدها كأداة تنفذ السياسة الخارجية,لا تكفي بل أصبح هناك فاعلون جدد يشاركونها في تنفيذ أهداف وأولويات السياسة الخارجية باعتبارهم طرف مهم وفاعل على الساحة الدولية.وهي آلية الدبلوماسية الموازية غير الرسمية عبر وسائلها المختلفة من دبلوماسية برلمانية ومنظمات غير حكومية ووسائل الإعلام وتأثير الرأي العام والقوة الناعمة وجماعات الضغط .
وأعتبر الدكتور مكي أن التركيز على الدبلوماسية غير الرسمية سيجعل المغرب يعيش في عزلة نتيجة الضغط الذي تمارسه عليه هذه المجموعات بحكم عدالة القضية التي يكفلها القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني .
ومن هذا المنطلق – يضيف الدكتو مكي – يقع على عاتق الجالية الصحراوية مسؤولية جسيمة في ممارسة الدبلوماسية الموازية ، فالجالية الصحراوية المتواجدة في مجموعة من الدول الأوروبية والأفريقية وأمريكا اللاتينية ، وهذه الجالية تحظى بالاحترام من طرف هذه الدول بإمكانهم أن يلعبوا دورا مهما في ممارسة الدبلوماسية الموازية وإسماع صوت الشعب الصحراوي العادل بشكل مشرف وخدمة القضية الوطنية .
نسرين محفوف