عرفت عملية تموين أسواق شمال الوطن باللحوم الحمراء من ولايتي تمنراست وأدرار خلال سنة 2022 انطلاقة واعدة بفضل اتخاذ عدة تدابير لتدعيم وتأطير هذا النشاط التجاري.
بولاية أدرار، أبرز المفتش البيطري، عياشي بوحوس، أنّه تمّ تسويق ما مجموعه 1138 طنًا من اللحوم الحمراء من مذبح الولاية منذ الشروع في هذه العملية، وجرى تسجيل ارتفاع ملحوظ بخصوص الكمية المسوقة حيث بلغت خلال 2022 زهاء 945 طنًا مقارنة بسنة 2021 التي تمّ فيها نقل 193 طنًا نحو أسواق ولايات شمال الجزائر.
وشملت المواشي التي تم تسويق لحومها 9005 رؤوس أبقار (1084 طنًا) و4457 طنًا من رؤوس الأغنام (53.4 أطنان).
وبخصوص ولاية تمنراست، صرّح مدير القطاع بالولاية، أحمد إيرزاغ أنّ كميات اللحوم التي نُقلت إلى أسواق شمال الوطن منذ بداية هذه العملية (جوان 2021) فاقت 21 ألف طن، ومن المنتظر أن تعرف هذه الكميات زيادة مستقبلاً، مع الإشارة إلى إحصاء أكثر من 30 تاجر مقايضة ينشطون في عمليات تموين السوق بمختلف أنواع المواشي.
وتساهم عملية نقل اللحوم الحمراء من الجنوب إلى شمال الوطن في زيادة العرض، مما يؤدي حتمًا إلى انخفاض أسعارها في الأسواق وتكون في متناول المواطنين، فضلاً عن كونها تساعد على التقليص من فاتورة الاستيراد سيما اللحوم المجمدة، وفق إيضاحات أستاذ الاقتصاد بجامعة تمنراست، عبد الباسط عزاوي.
في السياق ذاته، اعتبر عزاوي أنّ هذه العملية تعد “خيارًا استراتيجيًا” بأبعاد اقتصادية واجتماعية، كونها تساهم في حلّ مشكل نقص اللحوم بولايات شمال البلاد وتساهم في خفض أسعارها.
ويوفّر هذا الخيار فرصًا استثمارية لعدّة مؤسسات، كما يساهم كذلك في امتصاص البطالة من خلال تشغيل عدد كبير من العاطلين عن العمل في تلك المشاريع.
وأكد عزاوي على ضرورة عدم الإخلال بقاعدة تحقيق الاكتفاء على مستوى ولايات الجنوب الكبير لكي لا تشهد نقصا في كميات اللحوم المتوفرة، حيث تبرز أهمية الدور المحوري لقواعد البيانات الإحصائية في المحافظة على هذا التوازن خاصة في ظل اختلاف مستويات الوفرة من موسم إلى آخر على مستوى أسواق المواشي بدول الجوار.
وأبرز الأستاذ عزاوي أهمية توفير كافة أنواع الأعلاف والأدوية اللازمة لرعاية المواشي من خلال تشجيع ودعم مصانع أو وحدات الإنتاج المحلية والتي تقوم باستغلال منتجات زراعية متوفرة على مستوى عديد ولايات الجنوب الكبير.