خرج الأئمة أمس، إلى الشارع بالعاصمة، بعد انتهاء الهدنة مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف عقب اللقاء الذي جمع الطرفين شهر جانفي الفارط وتضمن تعهدا بالشروع في تجسيد مطالبهم المتضمنة في المحاضر الموقعة في عهد الوزير الأسبق محمد عيسى، غير أنه لا جديد يذكر حولها بحيث اتهمت تنسيقية الأئمة وموظفي الشؤون الدينية الوصاية بالتخلي عن التزاماتها وتعهداتها والعودة لسياستها القديمة بصد الباب وانتهاج سياسة الصمت.
دفع الصمت المتواصل لوزارة الشؤون الدينية ومعها خرجة الأمين العام للمركزية النقابية سليم لعباطشة الوصف تنسيقية الأئمة بالغير شرعية للعودة للشارع بحيث نظمت هذه الأخيرة وقفة احتجاجية أمام المقر المركزية النقابية وبعدها أمام مقر وزارة العمل تنديدا بالوضعية التي يتخبطون فيها وسياسة التهميش والإقصاء المنتهجة من قبل الوصاية تجاههم، منددين بالاعتداءات التي تطالهم ومطالبين بمراجعة وتعديل القانون الأساسي والنظام التعويضي الخاص بهم، بالإضافة إلى المنح، العلاوات، الشهادات، السكن، الأجور وقضايا القائمين بالإمامة، المرشدات والأسلاك الدينية المشتركة مؤكدين أن حقوقهم مهضومة ورافعين شعارات “لا للاعتداءات على الرموز الدينية”، “لا للفساد في قطاع الشؤون الدينية والأوقاف”، “يا رئيس الجمهورية كون عادل ” الإمام راه متبهدل”، “حقوقنا مهضومة ووزارة ظلومة”واستنجدوا برئيس الجمهورية مطالبين إياه بضرورة التدخل وإنصافهم.
من المركزية النقابية إلى وزارة العمل
بدأ الأئمة احتجاجهم بتنظيم وقفة من أمام مقر الإتحاد العام للعمال الجزائريين تنديدا على وصف تنسيقية الأئمة وموظفي الشؤون الدينية ب”غير الشرعية” وصد باب المركزية النقابية في وجوههم من طرف الأمين العام سليم لعباطشة وهو التصرف الذي أدرجه جلول حجيمي في خانة “المؤامرة” المراد منها ضرب استقرار نقابة الأئمة وإثارة الفرقة بين أبناء القطاع وإلهائهم عن مطالبهم وقال حجيمي: “وقفتنا أمام المركزية النقابية هو رغبة في التأكيد على أن نقابتنا تنسيقية الأئمة وموظفي الشؤون الدينية هي نقابة شرعية ومنضوية تحت لواء الإتحاد العام للعمال الجزائريين ولا أحد يمكن التشكيك فيها لاسيما مع الكم الهائل من الأئمة الذين حضروا من كافة الولايات للوقفة الإحتجاجية “، وتابع: “نحن شرعيون يا سيادة الأمين العام للإتحاد العام للعمال الجزائريين ومهيكلون في كافة الولايات وأنتم بالأمس القريب دعمتنا ووصفت مطالبنا بالشرعية”.
ولم يتوقف الأئمة عند المركزية النقابة بل ساروا على الأقدام نحو مقر وزارة العمل مطالبين بلقاء الوزير أو الأمين العام للوزارة غير أنه لم يتم استقبالهم وتلقوا وعودا ببرمجة لقاء مع الأمين العام للوزارة قريبا وقال حجيمي في تصريح لـ”الجزائر”: “نقلنا احتجاجنا من مقر المركزية النقابية لوزارة العمل مشيا على الأقدام ووقفتنا أمام هذه الوصاية لأننا عمال وموظفين أيضا ولنا حقوق كباقي العمال وجب الإستجابة لها”، وأضاف: “تعبنا من الوعود والتسويف والقطاع على فوهة بركان”.
وزارة الشؤون الدينية.. التزام الصمت
بالمقابل تستمر وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في التزام الصمت الغير مبرر تجاه شريكها الإجتماعي الممثل في تنسيقية الأئمة وموظفي الشؤون الدينية أمام العديد من علامات الاستفهام التي تطرح عن السبب وراء ذاك وعما إذا ستستمر على الطريقة ذاتها لاسيما مع استنجاد الأئمة اليوم برئيس الجمهورية ومطالبته بالتدخل والإستجابة لمطالبهم ورفع الغبن عنهم.
وفي هذا الصدد، كشف حجيمي أن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف “تنتهج اليوم سياسة الصمت ناقضة بذلك تعهداتها والتزماتها للقاء الأخير الذي جمع نقابة الأئمة بالوصاية منذ شهر بمقر الوزارة وتلقت وعودا بالشروع في تجسيد مطالبها وعقد جلسات حوار بين الطرفين غير أن الأمور سارت لمجرى آخر بعد رغبة هذه الأخيرة بإشغالنا عن ما هو أهم وهو مطالبنا بخلق بلبلة حول شرعية التنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية”، والذي هو رد فعل طبيعي – على حد تعبيره- عن فتح تحقيق في قضايا فساد في قطاع الشؤون الدينية وقال: “نحن تعودنا على انتهاج الوزارة الوصية لسياسة الصمت والتجاهل وإقصاء الشريك الإجتماعي وسكوتها اليوم أيضا هو أمر توقعناه منها فأبوابها صُدت في وجوهنا في السابق وليس بالجديد اليوم أن تصمت بالرغم من معاناتنا وتخبطنا في مشاكل جمة هذه المشاكل التي ترجمت في مطالب وتضمنتها محاضر موقعة بين الجانبية في عهد الوزير الأسبق محمد عيسى وتلقينا في لقائنا معها قبل شهر وعود بالشروع في الاستجابة لها وتكون متبوعة بجلسات حوار غير أن هذه الأخيرة عادت لعادتها القديمة يتبني سياسة الصمت مرّة أخرى”، وأضاف: “سياسة الصمت هذه وتجاهل مطالبنا مرة أخرى مرده بسبب مطلبنا بفتح تحقيق على قضايا الفساد التي أخذت منحا تصاعدي في قطاع الشؤون الدينية من صندوق الزكاة وتسيير الأوقاف والتعيينات وتنظيم الحج وغير من ملفات الفساد” وتابع: “نحمل وزارة الشؤون الدينية والأوقاف مسؤولية التماطل وعدم التعامل الإيجابي مع الشريك الإجتماعي ومحاولة تهميش والإقصاء واستغلال الإدارة في التضييق على حرية العمل النقابي المكفول وعدم الجدية في التعامل مع مطالب ما يعانيه الأئمة وموظفي الشؤون الدينية من مشاكل وتهميش وصمت الوصاية لن يدفعنا إلا لتبني التصعيد ووقفتنا الاحتجاجية اليوم ما هي إلا البداية وسنقوم باعتصام أمام وزارة الشؤون الدينية قريبا “.
زينب بن عزوز