شرع الأحرار “المستقلون” في خطوات عملية لتشكيل تحالفات، وهو الأمر الذي أبان عنه تجمع “الحصن المتين” عندما أطلق مبادرة لتشكيل مجموعة من النواب الأحرار والتشكيلات السياسية بالمجلس الشعبي الوطني المنتخب لمساندة رئيس الجمهورية، في الوقت الذي لا تزال فيه هذه التحالفات محل نقاش داخل الأحزاب التي حققت نتائج إيجابية في الاستحقاق الإنتخابي الأخير.
عقد رئيس “الحصن المتين” ياسين مرزرقي أول أمس، ندوة صحفية حضرتها تشكيلتين سياستين هما صوت الشعب والحكم الراشد وبعض النواب الأحرار بحثا عن تحالف لمساندة رئيس الجمهورية.
وقال مرزوقي بأنه سيعمل على تحقيق حد أدنى من الاتفاق مع الأحزاب السياسية لتشكيل مجموعة لمساندة رئيس الجمهورية في تسيير المرحلة القادمة”.
كما اقترح مرزوقي “حلولا تقنية للمشاكل المطروحة في مختلف المجالات”، معتبرا أن المرجعية التي يعتمد عليها هذا التجمع تتمثل في “بيان أول نوفمبر”.
رئيس حزب الحكم الراشد، بلهادي عيسى:
“نحن جزء من التحالف الداعم للبرنامج الإصلاحي للرئيس”
واعتبر رئيس حزب الحكم الراشد، عيسى بلهادي أن “اللقاء الذي جمع أول أمس، بين نواب الأحرار وحزبين سياسيين ممثلين في الحكم الراشد و صوت الشعب هو الإجتماع التشاوري الأول من نوعه ويهدف بالدرجة الأولى لتشكيل مجموعة عمل برلمانية وتنسيق التعاون بين الأحزاب والأحرار الذين يريدون العمل معا تحت قبة زيغود يوسف”.
وقال بلهادي في تصريح لـ”الجزائر” “نحن كحزب سياسي وعلى الرغم من الظفر بـ3 مقاعد في التشريعيات الأخيرة غير أنها تظل نتيجة إيجابية لحزب فتي، هذا العدد لا يمكننا من تشكيل كتلة برلمانية ورأينا أنه من الإيجابي البحث عن تعاون مع نواب آخرين سواء أكانوا في أحزاب سياسية أو أحرار لتشكيل تكتل وتنسيق العمل المشترك”.
وتابع: “الإجتماع التشاوري الذي عقد أول أمس هو الأول جمع نواب الأحرار الحصن المتين وحزبي الحكم الراشد وصوت الشعب وبعض النواب الأحرار وكان فرصة لتبادل وجهات النظر في بعض القضايا وفي مقدمتها التعاون بين مكونات المجلس الشعبي الوطني المنتخب وإيجاد أرضية توافق حول طريقة التعامل في إطار التحالف لتشكيل الأغلبية البرلمانية والتي ستنبثق عنها الحكومة المقبلة”.
وأضاف في السياق ذاته: “هذه المشاورات واللقاءات نريد من خلالها تشكيل الأغلبية العددية والحكم الراشد جزء من هذا التحالف الداعم لبرنامج رئيس الجمهورية الإصلاحي والرامي لبناء الجزائر الجديدة ووضع خارطة طريق توافقية لكيفية العمل في الغرفة السفلى للمرحلة المقبلة”.
كما أكد بلهادي أن “هذا التكتل يراد من خلاله ترقية أداء البرلمان من خلال التنسيق المشترك والدائم بين المترشحين الفائزين في التشريعيات الأخيرة ووضع ورقة طريق تهدف للتأسيس للمرحلة القادمة من خلال إضفاء بصمة جديدة على عمل المجلس الشعبي الوطني”.
رئيس حزب “صوت الشعب”، لمين عصماني:
“سنفصل في مسألة التحالف مع الأحرار بعد إعلان المجلس الدستوري عن النتائج النهائية”
وفي السياق ذاته، أكد رئيس حزب “صوت الشعب”، لمين عصماني أنه “من الإيجابي أن تكون هناك مبادرات لتوحيد الجهود على مستوى المجلس الشعبي الوطني وسيما هذه المرّة مع غياب الأغلبية البرلمانية والتي تفرض على الجميع البحث عن تحالفات لاسيما الأحرار الذين أحدثوا المفاجئة في تشريعيات 12 جوان بحصدهم لـ 78 مقعدا وهو رقم لا يستهان به”.
وقال عصماني في تصريح لـ”الجزائر”: “كتلة الأحرار في استحقاق 12 جوان حققت رقما مهما وتمكنت من نيل لقب القوة السياسية الثانية في المجلس الشعبي الوطني ومن الطبيعي أن يسعى هؤلاء للبحث عن تحالفات”.
وتابع: “كان هناك لقاء جمعني أول أمس مع مجموعة الحصن المتين وذلك بعد دعوتهم لي ويبحثون عن تحالف لدعم رئيس الجمهورية وأنا قبلت الدعوة من باب أنه سبق لي أن كنت رئيسا لكتلة الأحرار في المجلس الشعبي الوطني سابقا وأرادوا الإستفادة من تجربتي وكان هناك نقاش على العديد من النقاط”.
وأضاف: “أنا اليوم لست وحدي لأتخذ قرارا بأن أكون ضمن هذا التحالف أو التكتل بل ننتظر إعلان المجلس الدستوري للنتائج النهائية لأخذ الموقف وذلك بعد العودة لمؤسسات الحزب والتي ستعود لها كلمة الفصل.. نحن استجبنا للدعوة ولكن سيكون لنا قرار في الوقت المناسب”.
وثمن عصماني هذه المبادرة لاسيما وأنها “تهدف إلى رسم مشهد سياسي جديد يعتمد على الحوار المسؤول والنقاش الهادف لتغيير الذهنيات والقضاء على العزوف الشعبي في المواعيد الانتخابية المقبلة”.
وتجدر الإشارة إلى أنه ليست القوائم الحرّة وحدها من فتحت ملف النقاش حول التحالفات الممكنة استعدادا للمرحلة المقبلة التي تبدأ محطتها الأولى في تشكيل الحكومة الجديدة، بل الأحزاب السياسية التي حققت نتائج إيجابية وهو الأمر الذي فرضه غياب الأغلبية البرلمانية كما ينص عليه الدستور.
زينب بن عزوز