في وقت كان منتظرا أن تكرر الأحزاب الإسلامية تجربة التحالف فيما بينها داخل المجلس الشعبي الوطني، وهي الخطة التي لطالما لجأت إليها في الماضي من “تكتل الجزائر الخضراء ” وكذا “التحالف من أجل النهضة والعدالة والبناء”، يبدوا أن الأمور تغيرت اليوم نظرا للحسابات الجديدة التي أفرزتها الخارطة الإنتخابية لتشريعيات 12 جوان.
التوافق الوطني
اعتبر القيادي في حركة مجتمع السلم، عبد الرحمن بن فرحات بأن “تشكيلته السياسية لا تبحث عن تحالف مع تيار معين لا إيديولوجي ولا غيره وأنها ستكون إلى جانب من تتوافق معه ويكون هدفه مصلحة الجزائر لا المصالح الضيقة ولا الأشخاص”.
وقال بن فرحات في تصريح لـ”الجزائر” “مسألة التحالفات مطروحة للنقاش على مستوى الحركة وليس لدينا مشكل مع أي حزب أو شخص، سنتحالف مع من لدينا معه قواسم مشتركة وليس شرطا أن يكون من التيار الإسلامي، فكل التيارات هي جزء من هذا الوطن لا إقصاء ولا غلبة لأي تيار على الآخر والتحالف يكون بناء على توافق ومن أجل الجزائر وفقط”.
وتابع: “من ناحية الأرقام فالنتائج التي أفرزتها التشريعيات وضعت حمس في المركز الثالث بـ 64 مقعدا و البناء بـ 40 مقعدا والعدالة والتنمية مقعدين ويشكلون مجموعين 106 مقعد وبهذا العدد لن يكونوا أغلبية فما الداعي للتحالف غير استراتيجي ولن يكون قوة مؤثرة”.
وأشار إلى أن “حمس” سيكون لها تحالفات مع من يريدون خدمة الوطن بعيدا عن التخندق في “تحالف ضمن إطار ضيق” والتي قال إنها لن تخدم البلاد بل الهدف اليوم هو البحث عن توافق وطني بين الجميع.
وقال في هذا الصدد: “الحركة منفتحة على الجميع، في حين أن التحالف مع الإسلاميين مع نتائج التشريعيات ليس استراتيجيا والفصل في أي تحالف سيكون بالعودة لمجلس الشورى الذي سيدرس المسألة ويصدر القرار المناسب”. وتجدر الإشارة إلى أن حركة مجتمع السلم حصدت 64 مقعدا خلال تشريعيات 12 جوان الأخيرة.
التحالف الوطني الموسع
في السياق ذاته، اختارت حركة البناء الوطني النهج ذاته بالتأكيد على أن ما تعيشه البلاد اليوم من مشاكل يقتضي تحالفا يتجاوز النظرة الإيديولوجية الضيقة، والذي كان معمولا به في السابق.
وفي هذا الصدد، قال القيادي في حركة البناء الوطني، أحمد الدان في اتصال مع “الجزائر” بأن “الحركة كانت قد دعت خلال الحملة الإنتخابية لتشكيل “كومندوس سياسي” وتحالف يشارك فيه الجميع لأن الجزائر للجميع وعلى الجميع المشاركة في بنائها”.
وقال الدان: “نتائج تشريعيات 12 جوان، لم تمنح الأغلبية لأي تشكيلة سياسية ولا القوائم الحرّة، وحركة البناء الوطني تريد تجاوز التحالفات التقليدية موالاة أو معارضة أو تحالف أو تكتل للإسلاميين في البرلمان المنتخب لأنه لا طائل من ورائها والتجارب السابقة تؤكد ذلك”.
وأضاف: “رأينا في الحركة بخصوص هذه التحالفات أنه يقوم على أمرين أساسيين: الأول هو تجاوز الحسابات الضيقة الحزبية والإصطفافات الإيديولوجية والثاني وهي ضرورية أن الحركة أكدت أن الجزائر بحاجة إلى تشكيل “كومندوس سياسي” وهو تحالف وطني يقوم على برنامج تنموي لإخراج البلاد من جملة المشاكل والأزمات التي تتخبط فيها على مختلف الأصعدة”.
وأوضح: “هذا كومندوس سياسي يتجسد في تحالف حكومي خارج مسألة تحالف معارضة أو تحالف رئاسي وخارج الأغلبية البرلمانية أو الرئاسية ويمتد حتى للأحزاب التي قاطعت انتخابات 12 جوان الأخير”.
وأكد في السياق ذاته بأن حركة البناء الوطني تبحث عن تحالفات لا يكون معيارها الحسابات الرقمية بل البلاد فوق الجميع، وذكر في هذا الصدد: “حركة البناء الوطني تريد تحالف تحت إشراف رئيس الجمهورية يُدعى له الجميع لأن الهدف في ذلك هو مصلحة البلاد”، وتجدر الإشارة إلى أن كانت حركة البناء الوطني تحصلت على 40 مقعدا خلال تشريعيات 12 جوان.
زينب بن عزوز