الجمعة , نوفمبر 15 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الوطني / بعدما وجدت نفسها مجبرة على تخفيض سقف انتقاد السلطة::
الأحزاب الإسلامية عين على الحكومة وأخرى على البرلمان

بعدما وجدت نفسها مجبرة على تخفيض سقف انتقاد السلطة::
الأحزاب الإسلامية عين على الحكومة وأخرى على البرلمان

لم يجد الإسلاميون في الجزائر من مخرج غير مغازلة مؤسسة الجيش لاستعطاف السلطة للفوز بكوطة معتبرة من مقاعد البرلمان، لكنهم ومن جهة ثانية يحاولون أن يجدوا مقاربة تحميهم من تغول سلطة الجيش بالزامه بالتقيد بالدستور.
واعتبر الموقف تصالحا عاطفيا مع المؤسسة العسكرية وهو الأول من نوعه، لكسب ود السلطة، بعدما تبين أن تخفيض سقف الانتقادات هو السبيل الوحيد للفوز بمزيد من المقاعد.
ويقف إخوان الجزائر بجناحين بارزين على مقربة من السلطة، يمثلهم تحالفان، يضم الأول “حركة مجتمع السلم”، الحزب الإسلامي الأكبر و”جبهة التغيير”، بقيادة وزير الصناعة السابق، عبد المجيد مناصرة، وتحالف ثاني يضم ثلاثة أحزاب إسلامية، هي “جبهة العدالة والتنمية”، بقيادة عبد الله جاب الله، وحركة “النهضة”، و”حركة البناء الوطني”
ويسير التحالفين على طرف مغاير من التنظيمات الاخوانية في كل البلاد الاسلامية، بعد تغير الخطاب السياسي الذي كان لسان حال التنظيم، وهو ما انعكس بوضوح، بمناسبة انطلاق الحملة الدعائية للانتخابات البرلمانية المقررة في الرابع من ماي المقبل.
وأكدت التصريحات التي يطلقها بين الفينة والأخرى قادة التيار الإسلامي أن “إخوان الجزائر” يداهنون السلطة ويغازلون الجيش لأجل العودة إلى أحضان الحكومة، بعد أن غادرتها “حركة مجتمع السلم”، في جانفي 2012، بعد فك الارتباط مع التحالف الرئاسي الذي كان يضم كل من الافلان، و
التجمع الوطني الديمقراطي ، الذي يعتبر ثاني أقوى تشكيلة وحركة مجتمع السلم.
وانبرى هده المرة التحالف الاسلامي الدي يضم ثلاثة أحزاب، هي “جبهة العدالة والتنمية”، بقيادة عبد الله جاب الله، وحركة “النهضة”، و”حركة البناء الوطني ،في الدفاع عن مؤسسة الجيش، واعتبر هذا الموقف تغيرا ملحوظا في مسار الحركة وفي مواقف الأحزاب الإسلامية، ويعكس تصالحا عاطفيا كبيرا مع المؤسسة العسكرية.
وراعت الأحزاب الإسلامية في خطاباتها المتكررة بمناسبة الحملة الانتخابية مغازلة مؤسسة الجيش لكسب ود السلطة ،للفوز بكوطة معتبرة في مقاعد البرلمان، بعدما تيقنت هذه الأحزاب أن للفوز طريق واحدة .
ودافع الاخوان على مقاربة جديدة ،تجعل الجيش في مكانة هامة في هيكلة الدولة.
ورافع جاب الله في عديد المرات عن رؤية خاصة بتطوير قدرات جهاز الاستخبارات وبناء جيش جزائري قوي ومتطور يكون الأول على الصعيد الأفريقي والعربي والدولي.
وأوضح مقري على صعيد ثاني أن الحركة تستهدف في برنامجها السياسي تطوير قدرات الجيش وتزويد قدراته الدفاعية .
وتضمن البرنامج السياسي للحركة، رؤية جديدة خاصة بالجيش لاجل أن يحظى بمزيد من المراتب والانجازات .
وذهبت الاحزاب الاسلامية بعيدا في مداهنة مؤسسة الجيش ومن خلفها السلطة،بالمطالبة بتطوير القدرات العسكرية والجاهزية الحربية على مستوى الموارد البشرية للمؤسسة العسكرية، وتطوير قدرات التصنيع العسكري، لتحقيق الاكتفاء في التسلح، خصوصاً الأسلحة الاستراتيجية، والتحكم في التكنولوجيات الحديثة .
وداعب الاسلاميون في حملتهم حتى جهاز الاستخبارات القلب النابض لأمن الوطن ،وطالب المتحدثون باسم الحركتين الاسلاميتين المتنافستين على مقاعد البرلمان ، بتطوير القدرات الاستخباراتية ، وتحقيق التنسيق الكامل والتعاون بين المؤسسة العسكرية ومختلف الأجهزة الأمنية في قضايا الأمن ومكافحة الارهاب وتجارة السلاح وحماية الوطن .
لكن هذه الأحزاب الإسلامية تحاول من جهة ثانية أن تجد مقاربة خاصة بها، في حال فوزهم بضرورة الاستبعاد الكامل للجيش من المشهد السياسي،والتوقف عند حدود المهام التي أوكلها له الدستور،حتى يتسم الحكم بالمدنية والتحضر،ويبقى الجيش صمام أمان في الجزائر.
واقترح رئيس “حركة مجتمع السلم”، عبد الرزاق مقري، تشكيل حكومة كفاءات من الأحزاب الفائزة في الانتخابات البرلمانية، تحظى بدعم الطبقة السياسية من أجل مباشرة إصلاحات اقتصادية عميقة، للخروج من الأزمة الراهنة.
وقال إن المهمة الأولى لهذه الحكومة ستكون بلورة رؤية اقتصادية شاملة، وبرامج تطبقها الحكومة ومختلفُ المؤسساتِ التنفيذية المركزية والمحلية، ضمن معايير الحكم الراشد والشفافية والابتعاد عن الفساد، بغرض الانتقال بالجزائر من اقتصاد الريع إلى الاقتصاد المنتج .
وتمثل الأحزاب الإسلامية احدى الاستثناءات التي تعيشها الجزائر في المواقف السياسية، إذ تتنقل من معارضة السلطة إلى مساندتها على نحو مستمر يكاد ينفي الحدود الفاصلة بين الموقفين
ويسعى الاسلاميون بهذه التكتلات الانتخابية لتحقيق نتائج أفضل من التي حصلت عليها سنة 2012 تحت راية التكتل الأخضر الذي حصد 48 مقعداً ، حينما حاول الإسلاميون الجزائريون إيجاد مقاربة شبيهة بما عرفته مصر وتونس والمغرب.
ووجدت الأحزاب الإسلامية نفسها مجبرة على تخفيض سقف انتقاد السلطة الذي انتهجته بعد سنوات من المعارضة، كما أبدى بعضها استعداداً للمشاركة في حكومة وفاق وطني، وهو موقف يراه بعضهم أنه تجاوز التأقلم مع مقتضيات السياسة إلى غياب الثبات على موقف.
رفيقة معريش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super