الإثنين , نوفمبر 25 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الوطني / عودة الروح إلى الساحة السياسية:
الأحزاب بين ترتيب الأوراق وإطلاق المبادرات

عودة الروح إلى الساحة السياسية:
الأحزاب بين ترتيب الأوراق وإطلاق المبادرات

تعرف الساحة السياسية خلال هذه الأيام نوعا من الحركية وخروجا بصفة تدريجية من حالة السبات التي فرضتها “كورونا”، فمسودة تعديل الدستور دفعت بالأحزاب السياسية لتشكيل لجان داخلية للشروع في مناقشتها وإعداد مقترحاتها والعملية لا تزال متواصلة كما شكلت أرضية خصبة للبعض لإطلاق مبادرات سياسية التي سيتم الكشف عن مضمونها خلال الأيام المقبلة، كما برزت هذه الحركية أيضا في شروع بعض التشكيلات السياسية في ترتيب بيتها الداخلي وأيضا عبر مناقشة مشروع قانون المالية التكميلي على مستوى الغرفة السفلى والذي سيتم المصادقة عليه يوم الأحد المقبل، كما قابلت هذه الحركية رغبة بعض التشكيلات السياسية في تمديد عمر سباتها رغم الأزمات الداخلية التي تتخط فيها.

أحزاب ترتب بيتها في عز “كورونا”
وضعا حزبا “الموالاة” سابقا “الأرندي” و”الأفلان” جائحة كورونا جانبا وفضلا منح الأولية لترتيب البيت الداخلي وتجاوز مخلفات المرحلة السابقة عليهما بواجهة جديدة وسارعا للتوجه إلى انتخاب أمينيهما العامينن في عز “كورونا” محاولة منهما لاستدراك ما فات ويكونا جاهزين للإستحقاقات المقبلة، التي تنتظر البلاد من مسودة تعديل الدستور والتشريعيات قبل نهاية السنة فالأول سيعقد في ظرف يومين مؤتمره الاستثنائي لمعرفة هوية خليفة الأمين العام السابق أحمد أويحيى المتواجد حاليا في السجن وكانت لجنة المؤتمر الإستثنائي قد أعلنت قبل التأجيل عن استقبالهما لملفين أعلنا صاحبهما عن ترشحهما لمنصب الأمانة العامة ويتعلق الأمر بكل من الأمين العام بالنيابة الحالي عز الدين ميهوبي والسيناتور عن ولاية البليدة إلياس عاشور ليتم بعدها تداول اسم المعارض الشرس للأمين العام السابق أويحيى الطيب زيتوني والقول إن هذا الأخير سيتم تزكية خلال المؤتمر غير أن الأمر يظل حبيس التداول فقط ومقابل ذلك سيتم معرفة خليفة محمد جميعي خلال دورة اللجنة المركزية التي ستعقد يوم السبت بقصر المؤتمرات ليوم واحد على عكس الدورات السابقة التي كانت تنظم على مدار يومين وبدأ في الوقت نفسه تداول بعض الأسماء المرشحة لهذا المنصب من المنافس السابق لجميعي في دورة لجنة المركزية الأخيرة جمال بن حمودة ومعه السيناتور عبد الوهاب بن زعيم الذي كشف عن نيته غير أنه ينتظر إجماع عليه من طرف اللجنة المركزية لتأكيد ذلك ومعه فؤاد سبوتة وبعجي أبو الفضل وغيرها من الأسماء المتداولة على أن تعرف الأسماء النهائية خلال أشغال الدورة.

.. وأخرى تمدد من عمر “سباتها” السياسي
في الوقت الذي سارعت أحزاب ما يعرف سابقا بـ”الموالاة ” لترتيب بيتها استعدادا للإستحقاقات المقبلة التي تنتظر البلاد في المرحلة المقبلة واضعة الأزمة الصحية التي تمر بها البلاد في الوقت الحالي جانبا ورجحت كفة الإسراع بالظهور بواجهة تكون في مستوى هذه الإستحقاقات والتحديات المنتظرة فضلت أخرى تمديد عمر سباتها السياسي بالرغم من الأزمات الداخلية التي تتخبط فيها وسياسة “الرأسين” التي تسير بها وهو حال جبهة القوى الإشتراكية، هذه التشكيلة السياسية التي كان منتظرا أن تعقد مؤتمرها الإستثنائي يومي 10 و 11 أفريل الفارط، غير أن جائحة “كورونا” حالت دون ذلك ودفعه كبقية الأحزاب لتأجيله و قررت التمسك بموقف التأجيل وهو الأمر الذي أكده عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الإستثنائي عبد المالك بوشافة لـ”الجزائر” بالتأكيد أن عقد المؤتمر الإستثنائي لحزب جبهة القوى الإشتراكية “غير مطروح في الوقت الحالي بسبب جائحة كورونا ولن يغامر بتنظيمه في الوقت الحالي”، وأضاف: “الظرف لا يسمح بعقد المؤتمر الإستثنائي للأفافاس والأمور مؤجلة لما بعد كورونا”.
في الوقت ذلك سبق “السبات” الذي سببه فيروس “كورونا” لجوء بعض الأحزاب السياسية التي ما إن فقدت رؤسائها ضاعت بوصلتها السياسية وفشلت في ترتيب البيت والعودة للواجهة السياسية والاستمرار على الساحة بتعيين وجوه جديدة في الواجهة وهو حال حزب “تجمع أمل الجزائر” والحركة الشعبية الجزائرية، الذي يتساءل الجميع عن مصير هذين الحزبين المحسوبين سابقا على أحزب “الموالاة “، هذه الأخيرة التي تظل تعاني في وقت يستعد حزبا “الأفلان” و”الأرندي” للعودة إلى الواجهة وطي صفحة الخلافات والصراعات.

مبادرات سياسية في كل الاتجاهات
وموازاة مع انطلاق البعض في ترتيب بيته الداخلي تستعد أحزاب سياسية أخرى لإطلاق مبادراتها السياسية خلال الأيام القلية المقبلة، من جبهة المستقبل التي كانت المبادر الأول والسباق لذلك بالكشف عن مبادرتها السياسية يوم 3 ماي الفارط، تحت مسمى “مبادرة وطنية من أجل تشكيل جبهة وطنية مفتوحة للجميع لمواجهة التحديات والتمسك بثقافة الدولة دعما لمسار البناء الوطني بمؤسسات دستورية قوية”، على أن يكون تعديل الدستور ضمن الأولويات.
وكشف المكلف بالإعلام للحزب في تصريح لـ” الجزائر” على أن جبهة المستقبل من المنتظر أن تعقد اجتماعا نهاية الأسبوع لمناقشة الأمر وتحديد تاريخ إطلاقها وذكر: “لدينا اجتماع نهاية هذا الأسبوع سنحدد خلاله تاريخ إطلاق المبادرة”، وتابع في السياق ذاته: “اللجنة التي نصبناها لإعداد أرضية المبادرة انتهت من عملها ومبادرة جبهة المستقبل جاهزة”.
كما تستعد حركة البناء الوطني هي الأخرى لإطلاق مبادرتها السياسية “الهدنة الاجتماعية والتهدئة السياسية لحماية مستقبل الجزائر”، وقال رئيسها عبد القادر بن قرينة إنه “سيتم طرحها على الساحة السياسية بعد عيد الفطر المبارك والتي تهدف إلى المساهمة في تحقيق الجزائر الجديدة للجميع وبأيدي الجميع والخروج من حالة التوتر إلى حالة الحوار البناء والرؤى الإيجابية المشتركة لحماية مكاسب الحراك مع توفير جو مناسب لمناقشة مسودة تعديل الدستور”.
كما تتضمن المبادرة ذاتها دعوة للجميع إلى تأجيل الخلافات وإعلان هدنة عامة سياسية واقتصادية واجتماعية قصد تخفيف الاحتقان والسماح للوطن ولنخبه في البحث عن كيفيات تجاوز المخاطر المفروضة على البلاد من الخارج وحماية التحول الديمقراطي والذي هو رغبة الجميع وعلينا أن نحوله معا إلى إرادة مشتركة وبرنامج عمل واضح ومتفق عليه.
كما ترتكز المبادرة على أولوية الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تمكن الجزائر من تجاوز أخطاء الماضي ومخلفات الفساد السياسي والمالي وتدفع نحو الخروج من الأزمة وتمنع محاولات استنساخها عبر نقلة نوعية لا تتحقق إلا بتجاوز الخلافات وتضافر الجهود وإنجاز خلاصات الحوار العميق والواسع بين الطبقة السياسية والشخصيات الوطنية وقوى المجتمع المدني مع تنظيم ورشات تبلور مخرجاتها كأرضية في ندوة وطنية تتوج بميثاق الشراكة الوطنية.
وما تعلق بالمشاورات حول مسودة تعديل الدستور مع الأحزاب السياسية والتي كانت جبهة العدالة والتنمية قد كشفت عنها خلال شهر رمضان، ووصفت الأمر بمجرد مسعى لا يزال في بدايته، رفض المكلف بالإعلام محمد الأمين سعدي الكشف عن مستجدات ذلك مكتفيا في تصريح لـ”الجزائر ” بالقول: “سيصدر خلال الأيام المقبلة بيان لجبهة العدالة والتنمية”.
زينب بن عزوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super