دخلت أغلبية الأحزاب السياسية في الجزائر، في سبات سياسي، وهي التي أخلط الحراك الشعبي كافة أوراقها ووضعها على الهامش لتعود مرة أخرى للواجهة بتبني مطالبه غير أن كافة محاولاتها باءت بالفشل لتظل لغاية اليوم باحثة عن التموقع على الساحة السياسية، فمنها من تبنى المعارضة الإيجابية وكيف مواقفه مع المرحلة الحالية ومنهم من ضبط عقاربه على أجندة الدستور ونصب لجانا خاصة بذلك على مستوى الحزب، في انتظار بداية المشاورات ورغم كل هذا لا تزال حالة السبات فارضة نفسها على الأغلبية.
أدرج محللون سياسيون هذا السبات في خانة الأمر الاضطراري والإجباري المفروض على هذه التشكيلات السياسية التي هي اليوم في معركة البقاء أو الزوال من الساحة السياسية بعد أن أثبت الحراك الشعبي فشلها لتكون التشريعيات والمحليات المقبلة بمثابة امتحان حقيقي لها.
رضوان بوهيدل، الأستاذ بكلية العلوم السياسية:
“الأحزاب السياسية في مرحلة سبات اضطراري”
اعتبر الأستاذ بكلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية، رضوان بوهيدل أن دخول الأحزاب السياسية مرحلة السبات هو “اضطراري” لأنهم “مجبرون على ذلك لا مخيرون بعد أن أخلط الحراك الشعبي أوراقهم في وقت سابق وكشف عن عورات البعض الآخر”.
وقال رضوان بوهيدل في تصريح لـ “الجزائر” “الأحزاب السياسية كافة سواء ما كان يسمى سابقا بالموالاة ومعها المعارضة اليوم دخلوا في مرحلة سبات اضطراري وهم مجبرون على ذلك فأي دور بقي لهؤلاء بعد أن أخلط الحراك الشعبي أوراقهم وفضح عورات البعض الآخر وحتى من يحاولون التموقع ويستغلون في الوقت البدل الضائع في محاولة للبقاء على الساحة السياسية ستبوء كل محاولاتهم بالفشل فنحن مقبلون على خارطة جديدة للأحزاب السياسية سيكون الصندوق هو الفيصل في البقاء وليس الولاء”، وأضاف: “فهناك حالة ترقب من بعض الأحزاب على أمل استدعاء الرئيس لهم للمشاورات وآخرون ضبطوا أجندتهم على تعديل الدستور وذهبوا إلى تنصيب لجان خاصة بذلك وكلها أمور تندرج في إطار رغبتهم في التموقع من جديد متجاهلين أن الخارطة الجديدة للأحزاب السياسية ستكون مختلفة تماما عن السابق وسيكون هناك ظهور وتموقع لأحزاب على حساب التقليدية منها والتي ستلقى ضربة مع التشريعيات والمحليات المقبلة و لتي ستحدد مكانة كل حزب سياسي”.
وأكد بوهيدل أن المنظومة الحزبية “ستعرف تغيرا كبيرا سيكون فيه المعيار للصندوق لا الولاء والمكافأة السياسية كما كان الحال في السابق وستتغير موازين القوى مع مراجعة قانوني الأحزاب والإنتخابات مع مراجعة قانوني الأحزاب والانتخابات، وقال بهذا الخصوص: “الأحزاب السياسية أبانت عن فشل كبير وهي اليوم تدفع ثمن ذلك وسباتها اليوم لم يأتي من العدم بل فشلها الذريع والبحث عن مصالحها الخاصة الضيقة لتكون اليوم في مواجهة مع معركة البقاء البعض تخفى ويكتفي بلغة البيانات والبعض الآخر كيف مواقفه مع مستجدات الساحة السياسية الحالية في محاولة للتموقع والبقاء على الساحة السياسية وكل هذا يقابله رفض شعبي لكل ما هو حزب سياسي فأي دور بقي لهؤلاء ؟” .
إدريس عطية، محلل سياسي:
“نحن في مرحلة جديدة ولا بد من مراجعة المنظومة الحزبية”
في المقابل، أكد المحلل السياسي إدريس عطية، أن لجوء الأحزاب السياسية بمختلف توجهاتها للسبات هو “أمر طبيعي ومجبرون على ذلك في انتظار استئناف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لسلسلة مشاوراته حول أوضاع البلاد والدستور مع الشخصيات الوطنية والأحزاب السياسية هذه الأخيرة التي لم يستقبل الرئيس سوى رئيس حزب جيل جديد”.
وأضاف عطية في تصريح لـ”الجزائر” أن الحراك الشعبي “وضع النقاط على الحروف، وحتى من حاول ركوب الموجة واستغلالها لم يفلح ولا يزال هناك رفض شعبي للأحزاب السياسية بالرغم من محاولات هذه الأخيرة لطمس ماضيها وطي الصفحة غير أنها في نظر الشعب لا تزال في خانة المصنفين ضمن المسؤولين عما وصلت إليه البلاد طيلة العشرين سنة الماضية”، وقال في هذا الصدد: “الشعب لا يزال رافضا للأحزاب السياسية لكونها لم تكن قوة للإقتراح ودخولها اليوم في سبات حتمية غيرأنها منشغلة في كيفية الإبقاء على نفسها على الساحة السياسية”، وتابع المتحدث: “مادام أن الجزائر دخلت مرحلة جديدة فلابد للمنظومة الحزبية هي الأخرى أن تعرف مراجعة وهو الأمر الذي يتجسد بمراجعة قانوني الأحزاب والانتخابات وإحداث القطيعة مع سياسة “المكافأة” و”ريع السلطة ” التي فرضت نفسها ومنحت مسمى الموالاة للبعض وفتحت الباب على مصراعيه للعديد من لجان وجمعيات المساندة” وتابع في السياق ذاته : “الشعب سئم من الأحزاب السياسية ومن تلوناتها بحيث لم تعد لها لا مصداقية ولا وزن على الساحة السياسة.. الهوة التي كانت بينها وبين المواطنين في السابق تعمقت بعد الحراك الشعبي”.
زينب بن عزوز
محطة تعديل الدستور وضعتها في قاعة الانتظار:
الوسومmain_post