رغم رغم العد التنازلي لإجراء الانتخابات التشريعية المقبلة في 04 ماي، وبعد تحديد القوائم الانتخابية للتشكيلات السياسية المتحزبة منها أو الحرة، إلا أنّ الكثير منها لا يزال عاجزا عن الوقوف بالشكل الملائم، والظهور للرأي العام بما يخدم مصالحه وأجنداته السياسية من جهة، ويشبع رغبات متتبعيه ومناصريه المعرفية من جهة أخرى.
الإعلام الذي يعد من ركائز وأساسيات النجاح السياسي بالنسبة لكل حزب أو تشكيل يود خوض غمار الانتخابات، يعيش حالة من الضعف والتقصير المتنامي بالنسبة للعديد من الأحزاب، في صورة جبهة القوى الاشتراكية أو التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، اللذين يعدان من أعرق الأحزاب الجزائرية، بالإضافة إلى حركة مجتمع السلم، كونهم شاركوا في أغلب الاستحقاقات السابقة وبكل أنواعها.
فمن خلال جولة مقتضبة على هذه المواقع نجد أن هناك اختلالا وعدم تسلسل في نقل المعلومة للمتابعين، حيث يتجاوز الفارق الزمني بين الخبر والأخر حدود الأسبوع، أو يكون ضعيفا لا يلبي رغبات المتابعين الذين يلجؤون إلى وسائل أخرى للوقوف على أخبار الحزب.
حركة مجتمع السلم وعلى لسان عضوها البارز نعمان لعور، أكد أن الحركة تركز في عملها الإعلامي على العمل الجواري والملتقيات، لأنها الوسيلة الأنجع والأقرب لتحقيق النجاح، قائلا “المواقع الرسمية وصفحات التواصل الاجتماعي مهمة في نقل المعلومة للمواطنين، ولكنها للأسف ليست فعالة جدا، حيث نجد أغلب مرتاديها لا يتفاعلون إيجابا مع دعوات الأحزاب للتصويت، أو الانخراط في الحزب، وأضف إلى ذلك أنه ليس من مصلحة الحزب أن ينشر غسيله وأموره الداخلية على مواقع التواصل الاجتماعي، لأن ذلك يعد مضرة للحزب وليس فيه أي مصلحة للمواطن المتابع” لذلك يواصل محدثنا بالقول “نحن نفضل العمل الجواري الميداني والاقتراب أكثر من المواطن حقيقة وليس خيالا، عبر طرح المشاريع التي سنقدمها والأهداف التي سطرناها، تحسبا للاستحقاقات المقبلة، لأنها الوسيلة الأفضل لتحقيق أهداف الحزب ومشاريعه التنموية لصالح المواطن”.
من جهته، نفى معزوز عثمان، الناطق الرسمي باسم حزب التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية “أر سي دي” أن يكون حزبه بعيدا عن الطبقة الاجتماعية بمختلف أنواعها، مؤكدا في الوقت ذاته أن الجهاز الإعلامي للحزب، ينشط على كل المستويات من أجل إيصال رسالة الحزب، معترفا في الوقت ذاته أن الموقع الرسمي للحزب يعتمد نوعا من السلاسة في نقل المعلومة، قائلا ” نحن نقوم بكل ما يلزم من أجل إيصال رسالتنا للرأي العام، الصفحة الرسمية الخاصة برئيس الحزب تنشط على أعلى مستوى، وكل الأخبار المهمة يتم تداولها ونقلها للمواطنين، أما بخصوص الموقع الرسمي نعترف أن هناك تباعدا نوعا ما في نقل الأخبار ولكن ذلك لا يعد تقصيرا منا تجاه المواطنين”.
وأما بخصوص حزب جبهة القوى الاشتراكية، فقد عجزنا عن الاتصال بأعضائه البارزين للحديث عن هذا الموضوع، وهو ما يدل على البعد الكبير الذي يعيشه الحزب عن المواطنين، وتقصيره الكبير في حق متابعيه الذين اكتسب ثقتهم من نضاله الطويل في الساحة السياسية الجزائرية.
وفي السياق ذاته فقد ذكر المكلف بالإعلام في الحزب كريم أوشيش أن الموقع الرسمي الذي كان يعتمده الحزب في نقل أخباره للمواطنين قد تم توقيفه لأسباب لم يذكرها، في انتظار أن يعاد تشغيله خلال الأيام المقبلة، وهو ما يعد نقطة سوداء أخرى تضاف إلى إخفاقات الحزب في المجال الإعلامي
ع. فداد
الرئيسية / الوطني / بعد يومين من انطلاق الحملة الانتخابية:
الأحزاب في بعد شديد عن المواطنين بسبب وسائلها الإعلامية
الأحزاب في بعد شديد عن المواطنين بسبب وسائلها الإعلامية