سجلت الفرقة الفلسطينية الطنطورة مشاركة مميزة و ناجحة في المهرجان المغاربي للمسرح بوادي سوف والتي أظهرت من خلاله الثقافة الفلسطينية على ركح مدينة قبة و ألف قبة مشكلة لوحة فسيفسائية أبهرت الجمهور الجزائري الذي كان حاضرا بقوة في هذا المهرجان، حيث استطاعت هذه الفرقة القادمة من ارض الإسراء و المعراج أن ترضي عشاق الفن الرابع بفضل أدائها المتميز على الخشبة من خلال الاحترافية العالية لهاته الفرقة الشابة التي أطلقت العنان لإبداعها المسرحي الذي لا مثيل له و هذا ما أضفى رونقا جماليا منقطع النظير بكل ما تحمله الكلمة من معاني، و عليه فما أحوجنا لمثل هذه الفرق العربية التي تقدم مسرحا ناجحا رغم ما تمر به من حروب و صراعات مع الكيان الصهيوني إلا أنها لازالت مؤمنة برسالة الفن و الثقافة و الإبداع و مازالت مؤمنة بالقضية الفلسطينية قضية العرب أجمع، بإرادة فولاذية من شباب سجلوا أسمائهم بأحرف من ذهب في مدينة القبة و ألف قبة وادي سوف بالجزائر.
و في خضم كل هذه الصراعات التي تحدث في الوطن العربي، إلا أن الفن و الإبداع لازال يشع بإرادة من مبدعين شباب و محترفين ومتمرسين في الميدان المسرحي، ينقلون بذلك الواقع المعيش بحلوه ومره، و فرقة مسرح الطنطورة واحد من بين الفرق العربية التي لازالت صامدة رغم العراقيل و رغم الكبح و التضليل، لازالت تجوب العالم لتوصل صوت فلسطين الأبية في فن راق فن سمي بأبي الفنون يجسدون فيها جانبا من التجربة التي عاشها و لازال يعيشها الشعب الفلسطيني على ركح العديد من المسارح عبر العالم.
فرقة الطنطورة حاضرة بقوة على خشبة مسرح وادي سوف
مسرح الطنطورة الفلسطيني الذي يضم فرقة نضال الخطيب، يبحث في كل مرة الأفضل لكي يقدم كل جميل وممتع وهادف إلى عشاق الفن الرابع بتنسيق مع أفراد أسرته التي كون بها فرقة ممثلة بالفنان نضال موسى الخطيب وزوجته المبدعة ميسون أبو عين، إلى جانب الابن موسى نضال موسى الخطيب و مكرم نضال موسى الخطيب، وهذا ما التمسته الأسرة الفنية و الإعلامية و محافظة مهرجان المسرح المغاربي بوادي سوف الذي دامت فعالياته من 15 إلى 19 فيفري 2018 ، تحت شعار “المسرح ذاكرة الشعوب وحديث المدينة“، بمشاركة عربية قوية من بينها فرق من تونس، المغرب، الأردن، مصر، السودان، فلسطين والجزائر كما شاركت لبنان كضيف شرف هذه الدورة التي أتت تكريما لروح الممثل التلفزيوني و الإذاعي المرحوم محمد ونيش الذي صنع له اسما في سماء الفن والتمثيل بأدواره في مسلسلات إجتماعية و دينية.
صاحب فرقة مسرح الطنطورة نضال الخطيب لـ”الجزائر”
جمهور المسرح الجزائري مثقف وواعد تجاوب بقوة مع عرض “أنصار”
– ما الذي دفعكم إلى تلبية دعوة جمعية عشاق الخشبة الجزائرية للمشاركة في المهرجان الذي نظمته بمدينة الوادي؟
الدافع الكبير الذي قادنا إلى مدينة وادي سوف وتلبية دعوة جمعية عشاق الخشبة الجزائرية، هو الإيمان الغامض العميق في أنه سيتم إنعاش مسرحية أنصار التي أصابتها غيبوبة منذ ربع قرن، و الأمل في بعث روح جديدة في هذه المسرحية التي أحييناها من جديد في مدينة القبة وألف قبة كما تلقب، ومع هؤلاء الشرفاء وفي الجزائر كون الحكاية في المسرحية طافحة بسيرة الشهداء والأسرى ومعاني الحرية والتي نتعلمها من أعظم ثورة في التاريخ الثورة الجزائرية.
– كيف وجدتم ظروف المهرجان من حيث التنظيم والاستقبال؟
تنظيم المهرجان كان رائعا والاستقبال لا نقاش فيه، المهرجان في الجزائر دفع المشاركين من مختلف الأقطار إلى عقد صداقات عميقة وكان هناك نبع حنان، الشيء الوحيد الذي أستطيع انتقاده هو عدم أهلية المكان أي القاعة، وقد يكون ما يحتاجه فقط بعض الستائر وبعض أرضيات للمسرح ووقت كافي للتحضير، وأيضا الإضاءة غير ذلك الكرم وطيبة القلوب كانت في أعلى درجاتها.
– كيف كان تجاوب الجمهور مع العرض الذي قدمتموه؟
الجمهور الجزائري واعد ومثقف ومهتم، رغم كل هذا التقدم في التكنولوجيا كان للمسرح سحره أمام العرض الفلسطيني “أنصار” كانت العاطفة مشتعلة وأصغينا إلى بكاء يشبه النحيب سواء في استشهاد موسى أو في الانتصار على اليأس والنسيان هذا التأثير جعل العرض غير عادي، وكأننا نغوص في دماء جمهورنا ونترك أثرا عميقا للغاية وكانت اللغة قريبة للفصحى المخففة وهذا ما ساعد على فهم المضمون، من جهة كانت هناك صعوبة في فهم لهجات العروض الأخرى وللأسف كانت بعض العروض ضعيفة للغاية.
– هل ربطتم علاقات مع الفرق المسرحية الجزائرية وهل ستكون هناك أعمال مشتركة مستقبلا بينكم وبين العاملين في المسرح الجزائري؟
نعم تم الاتفاق مع عديد الفرق الجزائرية من أجل خدمة إعادة استخدام تجارب الثورة الفلسطينية والجزائرية، وإنجاز أعمال تستهدف الناشئة وخاصة المدارس، في فلسطين والجزائر وحقا بدأنا في الإشارة إلى الجزائر وثورتها لطلاب المدارس (جمهورنا ) في فلسطين وبالاتفاق مع وزارة التربية والتعليم هذا مهم للغاية.
– ما هو رأيكم في العروض التي قدمتها الفرق الجزائرية؟
العروض الجزائرية مذهلة للغاية وخاصة العرض الجميل الذي فاز بالمهرجان، أظن أن الجزائر متفوقة جدا في الفعل المسرحي، واعتقد انه يجب الاستمرار في تقديم عروض خاصة في المدارس سواء عن أعمال عالمية أو عربية وبالأخص فلسطين ، وأيضا إعادة التاريخ العظيم للجيل الجديد في الجزائر بالمدارس، من خلال نقل المسرح إلى المدارس وعرض كل ما هو تربوي و تثقيفي.
– ما هو انطباعكم العام حول الزيارة ككل؟
ولدت مسرحية أنصار في عمق الصحراء وهناك كان يوم التتويج رعد وبرق وثلوج وفاضت الجزائر وتمكنت الطفلة أنصار المسرحية الخروج من الظلام إلى النور في طريق عودتنا من الوادي إلى العاصمة انفجر النور اللاهي لمشاهد الصحراء البرتقالية، والأخضر للغابات وعلى قمم الجبال كانت الثلوج وهناك عند البحر القينا السلام على شعب عظيم وبلد جبار انتصر على العتمة والظلام، بلد الجزائر هو بلدي الثاني.
نضال موسى الخطيب:
“بلدي الثاني الجزائر يتوج الفرقة بجائزة أحسن ممثل وأفضل نص مسرحي“
كما كشف نضال الخطيب للجزائر عن عرض مسرحية أنصار التي اعتبرها كعلامة مضيئة كانت الأهم في مسار فرقته التي نالت العديد من الجوائز على غرار التتويج الأخير في المهرجان المغاربي بواد سوف، أين توج فيها الابن موسى نضال الخطيب بجائزة أحسن ممثل في المهرجان المغاربي مع أساتذة كبار في المسرح العربي ، وعلى رأسهم الاستاذ الكبير “البشير قهوجي” إلى جانب حصولها على جائزة أفضل نص، المسرحية نالت إعجاب الحضور والقائمين على هذا المهرجان والوفود القادمة من البلدان العربية.
مسرحية “أنصار” علامة مضيئة في مسار فرقة مسرح الطنطورة
تستند مسرحية أنصار إلى تجربة واقعية أحداثها كلها مركبة من وقائع تجاوزت فيها بعض التفاصيل، شخصية “زهران موسى” هو شاب في أواسط العشرينيات من عمره اقتلع من حياته وعائلته ومجتمعه ووضع في معقل صحراوي حار و خانق مياهه شحيحة وعزلته قاتلة حيث لا زيارة للأهل ولا وجود لأبسط معالم الحياة الحضارية الكريمة حرم من الماضي وفرض عليه نظام جديد لا يطاق ولا يعترف بالإنسانية نظام يهدف موت بطيء للإنسان المسرحية تنقل معاناة “زهران” وزميله وكفاحهما في ظروف قاسية، يقول “نضال الخطيب” أن المسرحية تحاول أن تطرح الإنسانية من خلال الذاتية الفلسطينية إيمانا بأن أعمق ما في الذات هو ما يربط الإنسان بأخيه الإنسان من خلال الوصول إلى المكان الخفي في أعماق الإنسانية التي وجدت معنى النضال من أجل الحياة و ليس من أجل البقاء، أشار نضال الخطيب إلى التجولات التي قامت بها الفرقة بمسرحية أنضار في عام 1990-1995 باللغة الانجليزية في أمريكا وكندا وبريطانيا إضافة إلى العروض في فلسطين و الأردن كتب عن المسرحية العديد من المقالات في حينها وكانت وسيلة قوية وناجحة في فضح ممارسات العدو الصهيوني اتجاه الاسرى و الانتهاكات المستمرة لحقوق الانسان الفلسطيني
“أنصار” في ثوبها الجديد بأسماء شابة وروح تمثيلية عالية
وقال نضال موسى الخطيب، أن الفرقة شهدت ركودا خلال 25 سنة و لم تكن تنشط، إلى أن جاء اليوم الذي ألح فيه الابن موسى الخطيب عليه بالعودة إلى المقاومة الثقافية، من خلال بث الوعي والتحسيس لدى الناشئة الفلسطينية من خلال الاتجاه أكثر إلى المسرح المدرسي، فبدأ عملهم الذي سجل حوالي 1361 عرض عبر العديد من المدارس بعد الحصول على الموافقة من وزارة التربية و التعليم ، وفي ظل الإضراب المفتوح عن الطعام 17 س