طوى حزب التجمع الوطني الديمقراطي أمس و بصفة نهائية صفحة الأمين العام السابق أحمد أويحيى المتواجد رهن الحبس المؤقت بسجن الحراش منذ 12 جوان الفارط بتزكية عزالدين ميهوبي خليفة له بالنيابة 357 صوتا من أعضاء المجلس الوطني خلال الدورة الإستثنائية للمجلس الوطني التي عقدت بقصر المؤتمرات .
تمكن الأرندي أمس من وضع اللبنة الأولى في مرحلة تجاوز أزمته وترتيب بيته بتعيين الوزير الأسبق عزالدين ميهوبي خليفة بالنيابة لأحمد أويحيى خلال الدورة الإستثنائية التي عقدت أمس بعد التأجيل التي طالها والسيناريوهات التي ربطت هذا التأجيل بدخول الأرندي مرحلة ” المصير المجهول” غير أن هذا الأخير خرج من هذا السيناريو و عاد للواجهة السياسية من جديد.
و في أول كلمة له بعد تزكيته أكد خليفة أويحيى أن الأرندي دخل أمس مرحلة جديدة في تاريخه و عهدا سياسيا جديدا قوامه التفاعل مع الشعب والعمل على استعادة ثقته شاكرا أعضاء المجلس الوطني الذي منحوه الثقة لتولي هذا المنصب وذكر :” أتقدم بالشكر لكل من وضع ثقته في شخصي لتولي هذه المسؤولية في ظرف أقل ما يقال عليه أنه إستثنائي و غير عادي و ليس غريبا على التجمع الوطني الديمقراطي أن يعيد حساباته و يرتب بيته فهو دائما في خدمة الدولة والشعب “عليه وما يجعلنا نذهب نحو تغليب المصلحة العليا للجزائر” و تابع :” أتعهد أمام أعضاء المجلس الوطني على جعل الأرندي متفاعلا مع المتغيرات التي عرفتها البلاد في الآونة الأخيرة كما أتعهد على العمل مع جيل جديد من الإطارات في حزب التجمع الوطني الديمقراطي ومع الإطارات التي خدمت الحزب طيلة العشرين سنة ماضية ” وأضاف :” سنركز على جعل الأرندي حزب الكفاءات و الإطارات لا حزب الولاءات وبتحويل الحزب إلى قطب سياسي حقيقي يحظى بثقة الشعب”.
“مع المبادرات الواقعية لا الإفتراضية لحل أزمة البلاد”
وثمن ميهوبي المبادرات التي طفت على السطح في الآونة الأخيرة عير أنه أعلن دعم حزبه للمبادرات الواقعية لا الافتراضية المستهلكة المستوردة من دول أخرى مشيرا إلى أن حل أزمة البلاد لن يكون إلا بالحوار و الجلوس لطاولة واحدة و تقديم التنازلات و قال :” الأرندي يقبل كل المبادرات الواقعية و ليس الافتراضية المستهلكة و المستورد من دول أخرى و الرغبة في تجربتها مرة أخرى في الجزائر و ندعو ا كل القوى للإنخراط ضمن حوار وطني يكون أرضية لبناء الجزائر التي يحلم بها الجميع”. كما اعتبر أن الذهاب للرئاسيات في أقرب الآجال هو مفتاح للأزمة الحالية و بوابة للدخول للشرعية و الخروج من حالة الغموض بتأسيس الهيئة الوطنية لتنظيم الرئاسيات و توفير كافة الشروط لتنظيم هذه الإستحقاقات.
“لا وصي على الشعب الواعي ونحن مع أجندته”
وثمن ميهوبي عاليا الحراك الشعبي مدرجا الأمر في خانة الوعي و الرغبة في بناء جزائر الغد يحتكم فيها للشعب بوصفه مصدر السلطة و الفاعل الأساسي مشيرا إلى أن السلمية التي طبعت الحراك الشعبي أبهرت العالم وأعطت درسا للجميع في المواطنة والتعبيرعن مطالبه بطريقة حضارية كما أكدا أنها رسالة لمن يريدون أن تقع الجزائرفي مستنفع الفوضى في أن الشعب الجزائري لن يسمح بالمساس بأمن و إستقرار البلاد كما أكد أن حزبه مع رؤية الشعب و يدعم مطالبه بعيدا عن ما أسماه بالأجندات التي تسير على هامش الدستور و قال :” لقد خرج الجزائريون و الجزائريات للشارع معبرين عن أجندة واحدة عنوانها الوحيد هو المواطنة حاملين لتطلعات و رؤية لجزائر الغد جمهورية المبدأ و نحن مع أجندة المواطن و ليس الأجندات الملغمة التي اختارت اللعب على هامش الدستور و منطق اللاشرعية ”
وانتقد ذات المتحدث ما أسماه بعض الجهات التي تبنت ” الوصاية ” على الشعب الجزائري و تريد الإلتفاف عليه وعلى مطالبه تجسيدا لطموحاتها الشخصية في الوقت الذي تناست أن الشعب الجزائري اليوم أضحى واعيا و لن يقبل الوصاية و لديه حق منح الشرعية لمن يريد ذكر في هذا الصدد :” أقولوها بوضوح هناك من يلوح بورقة الشعب و كأننا لسنا منه ويضع نفسه وصيا عليه و كأننا لا نعرفه بينما يخشى الإحتكام إليه هذه ليست مغالاة و لكن الحقيقية أن الشعب الجزائري هو من يمتلك حق منح تأشيرة الشرعية عبر اقتراع حر فلا جدوى من الإلتفاف عليه”.
“مع المؤسسة العسكرية ونتأسف للمتطاولين والمتحاملين عليها”
تثمين ميهوبي للشعب صاحبه مغازلة كبيرة للمؤسسة العسكرية و الذي قال إنه قام بدور منذ انطلاقة الحراك الشعبي في مرافقة هذا الأخير والتمسك الدائم بالحلول الدستورية في إخراج البلاد من حالة الإنسداد التي تتخبط فيه وأشار إلى أن هذه الأخيرة خاضت المحن و الإمتحانات سابقا وجنبت البلاد العديد من السيناريوهات في الماضي و مستمرة على النهج ذاته في حماية البلاد والحفاظ على أمنها و إستقرارها ووحدة شعبها كما ثمن قرارها بضرورة الإحتكام للدستور دون اللجوء للمرحلة الإنتقالية لكون هذه الأخيرة بوابة المجهول و انتقد بشدة المتطاولين عليه و قال :” نحن مع المؤسسة العسكرية و مقترحها للخروج من الأزمة غير أن هناك من يتحاملون ويتطاولون عليها و يريدون من وراء ذلك تكرار السيناريوهات التي عاشتها الجزائر سابقا لكن مشاريعهم سقطت في الماء ” و تابع :” كما أننا سمعنا دوائر سياسية و إعلامية تروج لحديث مستهلك عنوانه الدولة المدنية و العسكرية و نحن نرد عليهم نريد بناء دولة جزائرية موحدة جمهورية المبدأ و ديمقراطية المنهج و الحكم فيها للشعب و من أبناء الشعب يتشكل الجيش الوطني الشعبي.
زينب بن عزوز