دخل حزب التجمع الوطني الديمقراطي مرة أخرى في نفق المجهول والغموض بعد إعلان المكتب الوطني تأجيل انعقاد الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني التي كانت مقررة أن تعقد أمس بالمركز الدولي لمؤتمرات لتعيين خليفة الأمين العام أحمد أويحيى بالنيابة المتواجد في سجن الحراش منذ 12 جوان الفارط.
بعدما كان مقررا أن يدخل غريم الأفالان مرحلة ترتيب البيت بتعيين خليفة لأحمد أويحيى عاد هذا الأخير لنقطة الصفر والمصير المجهول وهو الأمر الذي طرح بعد دخول أمينه العام سجن الحراش بتاريخ 12 جوان الماضي لتتعمق أزمته أكثر بإعلان تأجيل الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني لتاريخ آخر سيتم الكشف عنه لاحقا وذكر الحزب في بيانه: “بعد التشاور مع أغلبية أعضاء المجلس الوطني للتجمع الوطني الديمقراطي اجتمع أعضاء المكتب الوطني بالمقر المركزي للحزب حيث تم الاتفاق على تأجيل الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني المقررة اليوم إلى تاريخ يعلن لاحقا”.
و لم يحمل بيان الأرندي الأسباب وراء تأجيل انعقاد الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني واكتفى بإعلان التأجيل الذي كان محل اتفاق أعضاء المكتب الوطني رافقه الكشف عن تاريخ آخر سيتم الكشف عنه في وقت لا حق غير أن مصادر كشفت ل “الجزائر” أمس حديثا عن وجود ثلثين من أعضاء المجلس الوطني طالبو بعقد هذه الدورة الاستثنائية لا أساس له من الصحة وإنما قرارات ارتجالية وانفرادية صادرة عن المكتب الوطني الذي يريد انتهاج سياسة الأمر الواقع وفرض خليفة أويحيى الذي هو عز الدين ميهوبي بالقوة وتساءلوا في الوقت نفسه عن كيفية حديث البيان الأخير على ظروف تحضير هذه الدورة تسبر على ما يرام و كل الشروط متوفرة لعقدها وعشية عقدها يتم تأجيلها وأشارت المصادر ذاتها إلى أن موجه غضب كبيرة من القاعدة على أعضاء المكتب الوطني و مطالبين إياهم بالرحيل بسبب محاولاتهم لاستكمال السياسيات السابقة .
كما أن قرار تأجيل انعقاد الدورة الاستثنائية لحزب التجمع الوطني الديمقراطي سبقته تهديدات بإفشال هذه الدورة الإستثنائية من قبل التصحيحيين والمناهضين لمن يسيرون الحزب في الوقت الراهن ممثلين في أعضاء المكتب الوطني بحيث أكد عضو المكتب الوطني المجمد العضوية صديق شهاب أن انعقاد الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني و تعيين عز الدين ميهوبي خليفة لأحمد أويحيى هو بمثابة التمديد للسياسات السابقة و فتح الباب على مصراعيه للصراعات و التصحيحيات و القيادات المتعددة وهو الأمر الذي قال إنه سيعقد أمور الحزب أكثر و سيجعل من الحل أمرا بعيد المنال سيما مع حديث ميهوبي أنه تلقى تعليمات من المؤسسة العسكرية و السلطة الفعلية بضرورة ترتيب الأرندي وهي الجمالة التي قال شهاب إن ميهوبي خاطب بها الأمناء الولائيين للحزب في الوقت أن هذا الحديث حديثه هو و فقط.
و من جهته كان رئيس الهيئة التحضيرية للمؤتمر الاستثنائي للأرندي بلقاسم ملاح قد دعا لضرورة تطهير الحزب من بقايا الأمين العام أحمد أويحيى و إعادة بناء الحزب بوجوه جديدة شبانية منطلقا من فكرة أن بناء الجديد بالوجود القديمة هو في حقيقية الأمر إستمرارية لما سبق و ليس تجديدا و أكد ان الحزب في الوقت الراهن بحاجة لتنصيب لجنة تحضيرية للمؤتمر الاستثنائي يتم من خلالها انتخاب أمين عام جديد خليفة لأويحيى باعتبار أن تعيين أمين عام بالنيابة الآن هو تضييع للوقت وتفويت الفرصة على الذهاب في ترتيب البيت في الآجال القريبة وقال في تصريحات سابقة ل “الجزائر”: لا مكان لأويحيى في حزب التجمع الوطني الديمقراطي ذهب هو ولا بد من القطيعة مع سياساته وتطهير الأرندي من الوجوه التي كانت السبب في أزمته ووصوله للحال التي يعيشها الآن من الغياب على الساحة السياسية و عقد مؤتمر استثنائي في أقرب الآجال و انتخاب أمين عام جديد مهمته ترتيب البيت و استعادة مكانة الحزب و ثقة الشعل في هذا الحزب .”
زينب بن عزوز