من المنتظر أن تحتضن الجزائر لقاء أمنيا يجمع أطراف من دول التشاد، النيجر، السودان، و الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، بعد تسلمها تقارير أمنية حول تواجد مقاتلين مرتزقة يقاتلون في ليبيا.
أوضح مصدر جزائري مسؤول لموقع “الجريدة” التونسي، أن قيادات ليبية من جهتي اللواء خليفة حفتر، وأيضا فايز السراج، حضروا إلى الجزائر خلال الأيام الماضية وعرضوا الأوضاع وقدموا المعلومات بهدف التحرك لوقف تدفق المرتزقة الأفارقة. وذكر مسؤول أمني جزائري أن القيادات الأمنية الليبية التي حضرت للجزائر، حذرت من خطورة وجود مرتزقة أفارقة يقاتلون إلى جانب أطراف الأزمة الليبية والتي تساهم في تأجيج الأوضاع داخل البلاد، وأوضحت انه بات من الضروري التدخل عبر تشديد الرقابة، و كشفت أن هذه المجموعات موجودة حاليا في جنوب ليبيا، وتتفق مع أطراف الأزمة الليبية المختلفة وفقا لمصالحها.
وأبرز المصدر أنه ” تم التواصل مع مسؤولين من السودان والتشاد والنيجر، وكان التجاوب بخصوص التنسيق والتعاون من أجل وضع حد لتسلل مرتزقة نحو جنوب ليبيا، حيث حذرت الجزائر من خطر عودة هؤلاء المرتزقة إلى بلدانهم بالساحل الذي يعاني اضطرابات أمنية، داعية إلى ضرورة استتباب الأمن وحل المشاكل في ليبيا، عبر توحيد العمل على تأمين الحدود “.
ومن جانب آخر، قرر مجلس الأمن، إرسال بعثة تقصي إلى منطقة الساحل لبحث الوضعية الأمنية بها، وذك خلال الفترة ما بين 19 و23 أكتوبر الجاري، لتشريح الحالة الأمنية في الساحل، وكانت دول مالي، النيجر، موريتانيا، التشاد وبوركينافاسو، قد أنشأت قوات مشتركة مهمتها محاربة الإرهاب في المنطقة، بدعم من فرنسا وتحفظ واشنطن، وقبول الأمم المتحدة.
وتأتي زيارة بعثة مجلس الأمن إلى منطقة الساحل لتقصي الحقائق الميدانية بشأن التهديدات الإرهابية، ومعرفة الوضعية الأمنية عن قرب بعد تعرض القوات الأممية لحفظ السلام المنتشرة في شمال مالي وقوامها 13 ألف جندي، إلى اعتداءات إرهابية متكررة خلفت عشرات القتلى والجرحى، خاصة أن الأمين الأممي غوتيراس، سجل عدم وجود تقدم في تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة الموقّع عليه في الجزائر في جويلية 2015، بين حكومة باماكو والفصائل المسلحة لإنهاء الأزمة في شمال مالي، معتبرا أن هذا التأخر في الالتزام بتنفيذ الاتفاق وراء استمرار النشاط الإرهابي بالمنطقة.
وكانت دول الساحل قد طلبت دعم قواتها المشتركة المقدر عددها بـ5 آلاف جندي، بـ 430 مليون أورو كميزانية سنوية، من أجل تجهيزها حتى تكون عملية مع نهاية شهر أكتوبر الجاري، وهو الموعد المحدد للشروع في عملياتها العسكرية ضد الجماعات الإرهابية النشطة في المنطقة، حيث من المنتظر مناقشة تمويل القوة من قبل المانحين خلال مؤتمر في بروكسل ديسمبر المقبل.
ومن جهته، قال سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى الجزائر جون دي روشر، إن بلاده ” تسعى لدعم التعاون والشراكة الأمنية وتوسيع العلاقات الاقتصادية مع الجزائر ضمن هدفها لتعميق العلاقات بين الشعبين “، وترتبط واشنطن كباقي الدول الغربية مع الجزائر بتعاون عسكري وثيق من أجل مكافحة الإرهاب في المنطقة حيث تملك الجزائر تجربة كبيرة في هذا المجال بالنظر إلى الحرب التي خاضتها خلال التسعينات من القرن الفارط ضد الجماعات الإرهابية المسلحة، وتتواصل هذه الحرب اليوم بالنظر لتوسع رقعة الإرهاب في العالم وتحوله إلى ظاهرة كونية تهدد استقرار المجموعة الدولية ومصالح القوى الكبرى خاصة في إفريقيا ومنطقة الساحل التي تضم في أراضيها مجموعات متعددة من الحركات الإرهابية الناشطة في هذه المنطقة جيواستراتيجية بالنسبة لفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، وكشف مقتل أربعة جنود أميركيين في النيجر للمرة الأولى عن وجود قوات مسلحة أميركية في هذه المنطقة التي تشهد العديد من الهجمات الإرهابية مستغلة وجود قواعد عسكرية أجنبية منحتها الغطاء لشن هجماتها بحجة محاربة ” أعداء الإسلام ” في المنطقة.
إسلام كعبش
الرئيسية / الحدث / بعد ورود تقارير تتحدث عن مرتزقة أجانب في ليبيا:
الأزمة الليبية تستنفر دول الساحل وفرنسا في الجزائر
الأزمة الليبية تستنفر دول الساحل وفرنسا في الجزائر