تؤمن الجزائر بأن التعجيل بتخليص ليبيا من أزمتها ،سيجنب منطقة الشمال الافريقي،والساحل الاضطرابات الأمنية التي عرفتها ليبيا ذاتها ودول اخرى كسوريا والعراق.
عقد أول أمس اجتماع مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، التشاوري المشترك العاشر، مع اللجنة السياسية والأمنية التابعة للاتحاد الأوروبي بمقر الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا،وذلك قبل أيام قليلة من انعقاد قمة الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، المقررة يومي 29 و30 نوفمبر الجاري، في أبيدجان، عاصمة ساحل العاج.
وركز الاجتماع الذي استمر طيلة يوم كامل إلى بحث التطورات في مالي، وجنوب السودان، وإفريقيا الوسطى، ومنطقتي الساحل الإفريقي، وبحيرة تشاد .
وشارك في الاجتماع، الذي عقد بمقر مفوضية الاتحاد الافريقي، سفير جمهورية تشاد لدى إثيوبيا والاتحاد الإفريقي، الذي ترأس بلاده حاليا مجلس السلم والأمن.
وشارك السفير والتر ستيفنس، الرئيس الدائم للجنة السياسية والأمنية التابعة للاتحاد الأوروبي، إلى جانب مسؤولين رفيعي المستوى من مفوضية الاتحاد الإفريقي، وأمانة مجلس الاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة .
وفي كلمته خلال الاجتماع، قال سفير جمهورية تشاد أن الأزمة السياسية في ليبيا تشكل مصدر قلق في منطقة الساحل والصحراء، بسبب انتشار الأسلحة وكل أنواع الاتجار وخاصة الإتجار بالبشر. وأكد السفيرعزم الاتحاد الإفريقي بذل ما يمكن فعله لإنهاء العنف في القارة.
وأوضح “ستيفنس”، أن النزاعات عامل أساسي لدفع الهجرة وخلق انعدام القانون والملاذ الآمن للمجرمين والارهابيين.
وتعاظمت مخاوف دول الجوار الليبي من ارتفاع المد الارهابي لتنظيم داعش في ليبيا،بعد انهزامه في سوريا والعراق ،و أعلن عد ذلك وزير الخارجية عبد القادر مساهل بعد اللقاء الذي جمعه في مصر ووزير خارجيتها سامح شكري والتونسي خميس الجهيناوي.
وذكر مساهل أن” منطقة شمال افريقيا مهددة من المسلحين الأجانب الفارين من ساحات القتال بأرض العراق سوريا بعد هزيمةهذا التنظيم الإرهابي”و أضاف مساهل انه قد تم التباحث لدفع الأطراف الليبية لحل سياسى فى البلاد، مشددا على حاجة دول الجوار لعودة استقرار ليبيا فى أقرب وقت فى ظل الأوضاع الراهنة .
ووصف المتابعون للوضع، التهديد الذي تحدث عنه عبد القادر مساهل بأنه “جدي بكل تأكيد، فالتهديدات ليس مصدرها وسائل إعلام ولكن تقارير رسمية عن مصادر أمنية ميدانية.
ومن جهته أكد نائب وزير الخارجية الأمريكي أن تنظيم داعش الإرهابي بصدد الاستقرار في شمال افريقيا .
ودعا المتحدث الى إيجاد تسوية للازمة الليبية و كيفية مجابهة الجماعات الإرهابية هناك لان تهدد امن المنطقة و امن الولايات المتحدة الأمريكية.
وتهدد الاضطرابات في ليبيا منطقة شمال إفريقيا ،ودول الساحل الإفريقي التي تعرف توترات مشابهة ونشاطا خطيرا للجماعات الإرهابية التي تستفيد من تهريب السلاح والتحاق المزيد من الإرهابيين بمالي والنيجر لمواصلة نشاطهم الارهابي.
وتحولت منطقة الساحل منذ تراجع الأمن بليبيا الى بؤرة توتر جديدة تهدد الأمن في المنطقة،ودفعت إلى تواجد قوات فرنسية وأمريكية على أراضيها لإعلان الحرب على الارهاب.
وتراقب الجزائر الوضع في الساحل الافريقي بحذر شديد، إضافة إلى التطورات الأمنية والميدانية المتسارعة على حدودها الإقليمية، تزامننا مع انطلاق العملية العسكرية التي باشرتها القوة الأفريقية الخماسية لمحاربة الإرهاب، والتهديدات المتواصلة بإجهاض اتفاق السلام المبرم في الجزائر بين الفصائل المالية المسلحة والسلطات المركزية في باماكو، وكانت الجزائر قد رفضت أي مشاركة لجيشها خارج الحدود لتسوية الأزمة في المناطق المحاذية بشمال مالي والنيجر.
وتريد الجزائر تسريع تنفيذ اتفاق السلام بليبيا، لتجنيب منطقة الشمال الافريقي مزيدا من الانفلات،وتحاصر دول الجوار الليبي حدودها لتطويق الجماعات الإرهابية ومنع انتشار السلاح خارج ليبيا ،ومنع التحاق الإرهابيين بمناطق صراع أخرى مثل مالي والنيجر.
رفيقة معريش