تسببت الأزمة المالية التي ضربت الجزائر منذ منتصف سنة 2014 في تقلص حاد للتوظيف على المؤسسات والشركات الوطنية، فبعدما كان سوق الشغل يمتص ما عدده 4 آلاف طالب عمل سنويا من خريجي الجامعات وكل المستويات التعليمية أضحى لا يستوعب إلا ألف طالب شغل سنويا.
وأثرت الأزمة المالية التي تعيشها الجزائر منذ أكثر من ثلاث سنوات بشكل واضح على سوق الشغل، حيث شهد الصالون الوطني للتشغيل عزوف كبير للشركات الوطنية عن المشاركة، وفي هذا الصدد كشف محافظ الصالون الوطني للتشغيل، علي بلخيري، أن نسبة التشغيل انخفضت كثيرا عن ما كانت عليه في السابق، متوقعا أن يتم توظيف ألف منصب شغل خلال الطبعة 12 للصالون الوطني للتشغيل، الذي سيقام على مدار ثلاثة أيام، 25 -26 – 27 جانفي بقصر المعارض الصنوبر البحري وهو الرقم الذي انخفض بأكثر من النصف مقارنة بالسنوات الماضية أين بلغ سقف المقترحات الصالون الوطني للتشغيل لسنة 2016 بـ 4.000 منصب شغل، وبرر بلخيري انخفاض هذا الرقم إلى تداعيات الأزمة المالية، ما ساهم بشكل ملحوظ في انخفاض عدد الشركات المشاركة لسنة 2018.
وعدد محافظ الصالون خلال الندوة الصحفية التي أقيمت في قاعة برياض الأسباب الحقيقية التي تقف وراء عدم مشاركة عديد الشركات ومنها شركات كبرى والمؤسسات والطنية في الصالون مؤكدا أنها أسباب سيكولوجية منها التخوف الغير مبرر، مستشهدا في هذا الشأن بالشركات الوطنية الكبيرة مثل سوناطراك التي لا تشالرك في الصالون ولا تعاني من قلة الموارد المالية بالخصوص وأن أسعار البرميل ارتفعت في اليومين الأخيرين من 54 دولار إلى 70 برميل، مشيرا إلى أن الشركة سوناطراك لم تشارك في الصالون خلال السنوات 12التي اقيم بها الصالون، وهنا تساءل الدكتور على بلخير عن الطريقة التي توظف بها الشركة على لسنوات، ما أدخل الشك للعام والخاص بالنسبة لعقود التشغيل التي تستعملها الشركة.
وفي السياق، كشف المستشار والمدير السابق لمشروع المهني بجامعة ميشيغان، أن ما سيميز طبعة 2018 لصالون التشغيل هو إقامة معرضين في نفس الفترة وفي ذات المكان، الصالون الوطني للتكوين المتواصل والتمهين في طبعته الخامسة والصالون الوطني للتشغيل في طبعته 12، ذلك لأن التشغيل والتكوين وجهان لعملة واحدة وكلاهما يكمل الأخر، والهدف هو تهيئة أرضية خصبة لتبادل وتقديم المعلومة، الامر الذي ينقص الاطراف الفاعلة في عملية التوظيف.
عمر ح
الشركات أصبحت عاجزة عن التوظيف :
الوسومmain_post