واصل يوم الأمس الأساتذة الإستشفائيون إضرابهم المفتوح لليوم الرابع على التوالي، حيث تم مقاطعة كل الأعمال البيداغوجية بما فيها التدريس وتأطير الإمتحانات، هذا و هددت النقابة بنقل إضرابها إلى قطاع الصحة بوقف تأطيرها التطبيقي للأطباء والممرضين والامتناع عن إجراء العمليات الجراحية إذا لم تنصب اللجنة القطاعية لتسوية المطالب العالقة.
وحسب ممثلي نقابة الأساتذة الإستشفائيين الجامعيين في حديثهم أمس مع ” الجزائر” أكدوا أن الإضراب الذي باشره الأساتذة الإستشفائيون الجامعيون في 29 أفريل الماضي حقق التفاف واسع وهو ما شجعهم على مواصلته لليوم الرابع وسيتواصل حسبنهم الى غاية إفتكاك المطالب.وتتزامن تهديدات الأساتذة مع تراجع غير مسبوق في الخدمات الصحية عبر المستشفيات بسبب إضراب الأطباء المقيمين خاصة بعد وقف خدمة المناوبة التي أدخلت القطاع في دوامة جديدة الخاسر الأكبر فيها هو المريض.
هذا ويصر الأساتذة مضرين على مواصلة الحركة الاحتجاجية مهما كانت نتائجها ، خاصة بعد التجاهل الذي لمسوه من وزارة التعليم العالي التي على الرغم من وقف الدروس عبر الكليات الطبية ومقاطعة الامتحانات إلا أنها لم تسارع إلى تسوية المطالب لعودتهم الى مقاعد الدراسة .
ويأتي هذا الإضراب حسب الأساتذة المضربين بعد فشل كل من وزيري التعليم العالي والصحة في إيجاد حلول ملموسة لمطالبهم المرفوعة منذ أشهر وتم مناقشتها في أخر إجتماع والتي تتمثل في تشكيل لجنة تضم الوزارتين والنقابة من اجل النظر في الانشغالات التي تتعلق أساسا بمراجعة القانون الخاص بالأستاذ الباحث الاستشفائي الجامعي والتي تخص بصفة خاصة الأساتذة المساعدين في الطب، بالإضافة إلى منحة التقاعد ومراجعة منحة الممارسة الطبية والتعويضات الإستشفائية في المستشفيات، و كذا مستقبل أساتذة العلوم الأساسية في الطب ضمن قطاع الصحة والاستفادة من يوم بيداغوجي، والعطلة الجامعية على غرار كل الأساتذة الجامعيين، إضافة إلى الحق في الأنشطة الربحية. وأكد المضربين أن الدور المهم للأساتذة الإستشفائيون الجامعيون في المستشفيات الجامعية، لا يقل أهمية عن دورهم في قطاع التعليم العالي، لان القطاعين متلازمين من حيث التكوين فالأساتذة يشرفون على الجانب التطبيقي لطلبة الطب بداية من السنة الثالثة إلى غاية التخرج من التخصص وهي مهمة صعبة وجوهرية بتلقين الأطباء مختلف التقنيات والطرق للعلاج، كما يشرفون على تكوين سلك الشبه الطبي،بالإضافة الى مهمتهم في إجراء العمليات الجراحية وخاصة المعقدة منها بالنظر الى خبرتهم في الميدان، وتعاملهم مع أصعب الحالات، بالإضافة الى أن الأساتذة الإستشفائيون ومنذ دخول الأطباء المقيمين في إضراب مفتوح في نوفمبر الماضي، وهم يشرفون على الأقسام الإستعجالية لمختلف المستشفيات الجامعية .
وللإشارة في حال تم وقف كل هذه الخدمات ستعرف كل المستشفيات الجامعية كارثة حقيقية في قطاع الصحة وتبق الحكومة مطالبة باتخاذ كل التدابير حتى لا يصل المحتجون الى هذا الخيار الذي سينفذ اذا طالت مدة انتظارهم في تنصيب اللجنة القطاعية وتلبية كل المطالب المرفوعة التي ينتظرها الأساتذة منذ أربع سنوات.
رزاقي.جميلة