قال الأستاذ والناقد لونيس بن علي بأن الجائزة تشبه لعنة تلاحق الكتّاب، فهي تثير الأحقاد، وتحرّك الرغبات الدفينة في التراشق بالتُهم، ويوجد كُتّاب لا يجب أن يتحصّلوا على جائزة، لأنّها ستضرّ بهم وبمستقبلهم الإبداعي، . معتبرا أن كثرة القيل والقال عن الجائزة من طرف كاتب أو روائي معين لا تعني أنه يدافع عن روايته، بل يدافع عن أحقيته في تلك المكافأة المالية، فلو كانت الجائزة معنوية فقط فهل ستثار مثل هذه المعارك ستُثار؟
وأضاف لونيس بن علي في منشور كتبه على حسابه الشخصي عبر “الفيس بوك”، أن منطق الجائزة قائم على خيارات نسبية جدا، والحصول عليها لا ينفي قيمة التجارب التي اُستبعدت منها، أو تلك التي لم تُرشّح أصلاً. سيظل فيليب روث روائيا كبيراً، على الرغم من أنه لم ينل نوبل رغم أنه أهلا بها، معتبرا أن الجائزة تُسقط الأقنعة عندما يخرج الروائيُ الكلامَ الثقيل من جوفه، يدين ويتهم اللجان والقرّاء، مدعيا بأنّ العالم فقد ذائقته لأنّ الجائزة لم تنصفه. فإذا كان عدم الحصول عليها يدفع به إلى اعتبار نفسه بعبعا، فكيف سيخرج على الناس إن تحصّل عليها؟
وأعرب لونيس عن فرحته بترشح روايتي “حطب سراييفو” و”الديوان الإسبارطي” للقائمة القصيرة لجائزة البوكر، فالنصان جديران، ولو أنّي أميل أكثر إلى رواية عبد الوهاب عيساوي لأسباب فنية وجمالية. وقد كتبتُ عنها، منذ أيّام متنبئاً بمسار الرواية في هذه المسابقة الكُبرى، مضيفا إنه لا يجب أن ننسى بأنّ الجائزة لا تصنع الرواية، بل تساهم في الترويج المؤقت لها، وهي فضلا عن ذلك، تمنح مكافأة مالية كبيرة قد تعفي الروائي من بعض الالتزامات مستقبلا.
صبرينة ك