الجمعة , نوفمبر 15 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / المحلي / رغم الجهود المبذولة لمحاربتها:
الأسواق الموازية تعود للنشاط مجددا في شوارع وساحات العاصمة

رغم الجهود المبذولة لمحاربتها:
الأسواق الموازية تعود للنشاط مجددا في شوارع وساحات العاصمة

عادت ظاهرة التجارة الموازية للنشاط في الجزائر العاصمة، حيث لم يكترث تجار الرصيف للتدابير المتخذة خلال السنوات الاخيرة لاجتثاث هذه الظاهرة التي تنخر الاقتصاد الوطني و تشكل تهديدا حقيقيا للصحة العمومية .
وقد أصبحت الشوارع و الساحات الرئيسية بالعاصمة تشهد بصفة متزايدة ظاهرة التجارة الموازية أو “البيع غير القانوني”، علما ان هذه الظاهرة لاتزال محل سخط و استياء التجار النظاميين الحاملين للسجل التجاري والدافعين للضرائب، كونها تؤثر سلبا علي مداخيلهم.
و يتم عند مدخل شارع محمد بلوزداد خصوصا على طول “الاقواس”، عرض مختلف السلع (خضر و فواكه و احذية و لوازم الهواتف و ملابس و خبز تقليدي) من طرف الباعة المتجولين أو الاشخاص الذين يمارسون هذا النوع من التجارة غير الشرعية .
و حسب ما لاحظته خلال جولة ميدانية لبعض الاسواق الموازية، فان هذه الظاهرة تشهد تزايدا في العديد من شوارع العاصمة على غرار باب الواد و باش جراح و الحراش و بلوزداد .
و غير بعيد عن سوق “فرحات بوسعد ” (كلوزال سابقا) بمحاذاة شارع ديدوش مراد (شارع ميشلي سابقا) ، فان مختلف المواد الاستهلاكية تعرض و تباع بطريقة غير مرخص بها وبكل طمأنينة و اريحية من طرف التجار غير الرسميين دون الاكتراث لشروط السلامة و الحفظ.
و تعرض هذه السلع للمارة من طرف شباب و حتى اطفال في غياب تام لشروط السلامة والحفظ و نظافة المنتجات .كل شيء يعرض للبيع (أدوات تجميل و مواد غذائية و أواني منزلية و ملابس و حتى اجهزة كهرو منزلية) سواء على الارصفة او على طاولات مصنوعة يدويا.
و بخصوص المستهلكين المتعودون على اقتناء مستلزماتهم من السوق الموازي بسبب “الاسعار المنخفضة” فانهم يجدون غايتهم في التجول و الاقبال على السلع ،في حين ان السوق المغطى (النظامي) يوجد على بعد بعض الامتار فقط.
واوضحت ربة بيت “خلال شرائها للجبن الذي كان يعرض للبيع على الارض تحت أشعة الشمس الحارة و أمام مفرغة قمامة السوق، انها تقطن في شارع كريم بلقاسم (تيليملي سابقا) في مشيرة انها تأتي يوميا الى هذا السوق الموازي “كلوزال” من اجل اقتناء مستلزماتها و هذا بسبب الاسعار المقبولة.
و يفضل مستهلكون آخرون الأكثر حذرًا عدم المخاطرة بشراء منتجات غذائية سريعة التلف على الرصيف و ذلك بالنظر الى مخاطرها الصحية و عدم توفر شروط النظافة.
و في هذا الاطار يقول أحمد ” انا لا أخاطر أبداً بشراء هذه المنتجات التي لا أعرف تاريخ بداية و انتهاء صلاحيتها ومسارها”، مضيفا انه يعارض شراء السلع التي تعرض في الاسواق الموازية، على الرغم من جاذبية اسعارها.
وعلى بضعة امتار من شارع حسيبة بن بوعلي، يعرض تجار السوق الموازية منتجاتهم ابتداء من الساعات الأولى من النهار، بالقرب من مستشفى مصطفى باشا الجامعي.
و يعتبر زقاق أيوب صديق المؤدي الى حي ميسونيي، سوقا موازية يباع فيه كل شيء بما في ذلك قطع الغيار القديمة الخاصة بالسيارات.
وتمتد الاكشاك الفوضوية و التي يصل عددها الى حوالي مئة على طول هذا الزقاق الضيق ،لتصل الى الساحة الرئيسية بالقرب من ثانوية عمر راسم.
و يبرر تجار الرصيف ،الذين اقتربت منهم واج، اللجوء الكبير للبيع الموازي لكونهم بطالين و يسعون لكسب عائد يومي الى جانب عدم توفر مساحات تجارية مهيئة.
وقد لوحظ نفس الشيء في السوق الموازية للخضر والفواكه الذي عاد للنشاط مجددا بعد ان تم القضاء عليه ،و كذا في ساحة الشهداء اين تحولت الى بازار مفتوح في شهر رمضان الماضي.
” الحرب ضد التجارة غير الشرعية لم تحسم بعد ،” تأسف احد التجار النظاميين الذي ندد ايضا بغزو التجار الفوضويين الذين اكتسحوا الشوارع و الساحات .
و يؤكد تجار سوق ” كلوزال ” لوأج الذين يملكون سجلا تجاريا انهم استنجدوا بالسلطات العمومية لوضع حد لهذه الممارسات غير الشرعية التي سببت لهم اضرارا ، و ذلك من خلال ايداع شكوى مرفقة بعريضة
و كان من المفروض أن تمتص الأسواق الجوارية التجار غير الشرعيين من خلال إطلاق في 2012 عملية القضاء على الأسواق الفوضوية. و قد تم إزالة البعض منها ، في حين ان البعض الاخر عاود الظهور مجددا.
و في اطار التدابير الهادفة الى ضمان توفير واسع للمواد الغذائية واسعة الاستهلاك، تم مؤخرا فتح 500 سوق مسمى ب”الباريزيان” و هذا عبر كافة مناطق الوطن .
و يشكل القطاع الموازي 45 بالمئة من الناتج الوطني الخام و هذا حسب دراسة أنجزها الديوان الوطني للإحصائيات و اعلنت وزارة التجارة عن نتائجها في 2017.
و يذكر انه من تعداد 1.478 سوق موازية المتواجدة على المستوى الوطني فان 1.092 سوق تم القضاء عليها حتى نهاية 2018 و هذا حسب حصيلة وزارة التجارة.
و يبلغ العدد الاجمالي للتجار في هذه الاسواق الموازية أزيد من 55.000 شخص في حين ان عدد التجار الذين تم اعادة ادماجهم في النسيج التجاري القانوني يقدر بحوالي 25.000 شخص خلال نفس الفترة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super