توحدت أصوات مئات المحتجين من أطباء و طلبة في مسيرات حاشدة وسط العاصمة اليوم الثلاثاء وفي عدة ولايات بالوطن مؤكدة إصرار الشعب على رحيل بوتفليقة و نظامه الحاكم منذ عشرين عاما، وبعيدا عن كل المطالب المهنية والفئوية رفع المحتجون شعار “الجزائر حرة ديمقراطية”، مطالبين السلطة باحترام الدستور وقبله إرادة الشعب.
وشهدت ساحة البريد المركزي منذ صباح الأمس مظاهرات حاشدة، بعد تلاقي مسيرة الأطباء القادمة من شارع حسيبة بن بوعلي وسط العاصمة، بمسيرة الطلبة القادمين من ساحة موريس أودان، تحت أصوات وهتافات المحتجين المطالبين الرئيس المنتهية عهدته عبد العزيز بوتفليقة بالرحيل، والرافضين لمقترح التمديد الذي جاءت به خارطة الطريق المقدمة للجزائريين يوم 11 مارس الفارط، وهتف المحتجون بعدة شعارات منها “جمهورية ليست مملكة “،”لن نرضى إلا برحيل العصابة”، “ما نروحش في بوطي خليني نفوطي”، “حرروا الجزائر” وغيرها كلها شعارات حملت رسائل واضحة بموقف الشعب الرافض لأي تفاوض على تحرير البلاد من النظام الحاكم، وبتوحد كل فئات المجتمع على كلمة “”ارحلوا جميعا، حرروا الجزائر.”
من جهتهم أصحاب المآزر البيضاء الذين اختاروا التعبير عن دعمهم لحراك الشارع و مساندتهم لصوت الشعب، خرجوا بالمئات من أمام مستشفى مصطفى باشا في مسيرة ضمت المئات من موظفي قطاع الصحة، رافعين صوت التغيير من شارع حسيبة بن بوعلي إلى ساحة البريد لمركزي مرورا بشارع العقيد عميروش، و بدون أي تضييق أمني من قبل عناصر الشرطة الذين ظهر تواجدهم ضعيف مقارنة بالمسيرات السابقة التي شهدها العاصمة.
موقف الأطباء أكده رئيس نقابة مستخدمي الصحة العمومية الياس مرابط في تصريح له والذي طالب رئيس الجمهورية بقرارات أكبر وأعمق و أكثر جرأة.
وللإشارة وصول الأطباء إلى ساحة البريد المركزي سبقه وصول مئات الطلبة القادمين من مختلف الجامعات والولايات إلى هناك، ورغم انحصار الحراك بين ساحة البريد المركزي وأودان، ومنع المحتجين من الصعود نحو نهج محمد الخامس بفرض طوق أمني مشدد تجنبا لامتداد المسيرات نحو المرادية، ظل المتظاهرون متمسكون بمبدأ سلمية الحراك وبطالب التغيير الذي لا حياد عنه.
مسيرات للأطباء وعمال الصحة في العديد من الولايات
هذا وكانت العديد من مدن الجزائر يوم الأمس على موعد مع مسيرات ومظاهرات حاشدة نظمها الأطباء والممرضين وكل عمال قطاع الصحة، ضد التمديد للعهدة الرابعة، وللمطالبة بالتغيير وشهدت كل من ولاية المسيلة ولاية تيارت سكيكدة غليزان وهرات تيزي وزو بويرة سطيف قسنطينة هي الأخرى كان الأطباء على الموعد مع الحراك الشعبي.
التعزيزات الأمنية بالعاصمة تتواصل للأسبوع الخامس
وللإشارة لا تزال الجزائر العاصمة تتأهب للمسيرات التي تقودها مختلف الأطياف، حيث يتواصل انتشار تعزيزات أمنية كبيرة على مستوى الجزائر العاصمة، كما تنتشر قوات مكافحة الشغب في المرادية بالقرب من مقر الرئاسة، كما تتواجد مركبات الأمن في بن عكنون، أمام المجلس الدستوري وكلية الطب.
رزاقي.جميلة