يرتقب أن تصدر رواية “حيزية حكاية الغزالة الذبيحة كما روتها حنا تامي” للروائي واسيني الأعرج، في طبعتها الجزائرية في 27 أكتوبر المقبل، عن دار الفضاء الحر، وستكون حاضرة في معرض الجزائر الدولي للكتاب في طبعته السادسة والعشرين “سيلا 2023″، فيما ستصدر الطبعة العربية في 14 ديسمبر عن دار الآداب في بيروت، حسب ماكشفه الروائي.
وتقدم الرواية قراءة مغايرة للأسطورة حيزية من خلال ما توصل إليه الروائي واسيني الأعرج بعد سنوات من البحث والتوثيق قبل كتابة العمل حيث ينطلق واسيني من فرضية تؤكد أن القصة الحقيقية لحيزية، ليست كما هو متداول وإن العاشق الصامت هو بن قيطون وليس سعيد.
وكانت قد أخذت قصة حيزية حيزا واسعا من الجدل والنقاش في الآونة الأخيرة، بين أخذ ورد، ما أعادها إلى الواجهة، وإن كانت “حيزية” في واقع الحال تمثل ملحمة حب عذري شاعت قبل قرابة قرنين في الجزائر.
وعادت حيزية لتتصدر المشهد الثقافي الجزائري من جديد، وتثير جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، ووصل التفاعل معها إلى أبواب القضاء مما جعلها “ترند” تناقلته وسائل الإعلام المحلية وحتى العالمية، بعدما اتخذ واسيني من قصيدة بن قيطون دليلا لصدق نظريته، وتيقن أن من كتب قصيدة بتلك القوة والجمال يستحيل أن يكون قد كتبها نيابة عن شخص آخر، إن لم يكن هو المعني الحقيقي بالقصة.
وأشار واسيني الأعرج سابقا أنه في كل مرة يكبر يقينه بأن الرواية ليست فقط توغلا في المخيال، لكنها رحلة بحث وشغف في عمق الحياة الخبيئة في ظلمة الوهم. ويقول “عدت من سفرات كثيرة، آخرها الجلفة، أرض النايليين، وورقلة وقبلها بسكرة وسيدي خالد والدوسن، ممتلئا بسؤال ثقيل: هل ماتت حيزية بسبب مرض ما، هل انتحرت، أم قتلت لسبب قبلي ما أو غيرة؟ هل سممت حقيقة بسم يدعى: توتيا ، وهل سممتها امرأة تدعى فاطنة بنت ناصر في منطقة أمدوكال؟ لماذا؟ من كلفها بذلك؟ قبل أن تظهر علامات الموت الأولى في “المخراف”، قبل أن تموت في “أهريمك”، ليس بعيدا عن سيدي خالد حيث دفنت”.
يضيف واسيني “نحن أمام حالة إشكالية، ظاهرة أسطورية ، تلونت كثيرا عبر الأزمنة والرواة، وقد قيل الكثير عنها، منذ أكثر من سنة وأنا في عمق الحدث أتبصره. وأبحث فيما قيل عنها بهدوء كبير، وأتذكر أني كتبت مقالة عنها في السبعينيات في جريدة “الجمهورية”، ذكرني بها حرز الله الذي التقينا به في سيدي خالد، فاندهشت من ذاكرته وكنت برفقة الدكتور محمد تحريشي من جامعة بشار، والدكتور محمد لمين البحري من جامعة بسكرة، فيها شيء من حيرتي وأنا لم أتخط العشرين سنة”.
صبرينة ك