بعد “الأرندي” و”الأفلان” جاء الدور على جبهة القوى الإشتراكية للشروع في ترتيب البيت الداخلي بحيث تحصل الحزب على رخصة لعقد المؤتمر الإستثنائي يومي 9 و 10 جويلية، بفندق “مزافران” بأجندة انتخاب هيئة رئاسية جديدة بحسب ما كشف عنه بيان صادر عن الحزب لتطرح بعدها التساؤلات عما إذا كان هذا المؤتمر الإستثنائي هو بداية نهاية أزمة الحزب وسياسة التسيير برأسين ؟.
ويأتي عقد المؤتمر الإستثنائي الذي كان منتظرا شهر أفريل الفارط، غير أن جائحة “كورونا” حالت دون ذلك بعد إعلان ثلاثة أعضاء من الهيئة الرئاسية للحزب شهر فيفري الماضي، وهم شريفي محند أمقران، شيوخ سفيان وابراهيم مزياني استقالتهم بعد فشل اللجنة الخاصة التي تم تنصيبها بهدف الصلح والوساطة لإنهاء الأزمة الداخلية التي كان يتخبط فيها الحزب، وهو ما يعني آليا وفق القانون الأساسي في مادة 48 ضرورة الذهاب لمؤتمر إستثنائي.
الأمين الوطني الأول لجبهة القوى الاشتراكية، حكيم بلحسل لـ”الجزائر”:
“سنعمل على إنجاح المؤتمر الإستثنائي”
اعتبر السكريتير الأول لجبهة القوى الإشتراكية، حكيم بلحسل، أن المؤتمر الإستثنائي الذي سيعقده الحزب يومي 9 و10 جويلية المقبل، “محطة مهمة” في إعادة ترتيب بين “الأفافاس” الذي تخبط في الآونة الأخيرة من أزمة على كافة الأصعدة وبسياسة التسيير برأسين، هذه الأخيرة التي قال إنه “وجب وضح حد لها وإعادة الأفافاس للواجهة السياسية، مشيرا في السياق ذاته إلى “أنه من غير المقبول البقاء في الوضعية الراهنة وحالة التراجع السياسي والغياب سيما مع جملة التحديات المنتظرة والتي تقتضي من الحزب أن يكون حاضرا بمواقفه”.
وأفاد بلحسل في تصريح لـ”الجزائر”: “تحصلنا على ترخيص لعقد المؤتمر الإستثنائي يومي 9 و10 جويلية الذي فرضته استقالة ثلاثة أعضاء من الهيئة الرئاسية وهو ما يقتضي الذهاب بصفة تلقائية لعقد هذا الأخير”، ورد على المعارضين المطالبين بعقد مؤتمر عادي بالتأكيد أن “القانون الأساسي واضح في هذه المسألة ويفرض الذهاب لمؤتمر الإستثنائي لا العادي”، وأضاف بلحسل: “كفانا أزمة في جبهة القوى الإشتراكية لا بد من رص الصفوف وترك الخلافات جانبا ووضع مصلحة الحزب فوق كل اعتبار فمن غير المعقول أن تستمر وضعية الحزب الراهنة بتغليب المصالح الضيقة والتي لن تساهم سوى في تراجع و تهديم الإرث الذي تركة الراحل “حسين آيت احمد” والقانون الأساسي للحزب واضع في مادته 48 والتي تنص: المادة 48: إذا تقلص عدد أعضاء الهيئة الرئاسية إلى أقل من ثلاثة أعضاء يستدعى مؤتمر استثنائي لانتخاب هيئة رئاسية جديدة”.” وتابع: “نحن ذاهبون لمؤتمر استثنائي لانتخاب هيئة رئاسية جديدة ومن يريد الترشح فالباب مفتوح لا إقصاء والكلمة الأخيرة سوف تكون للمؤتمرين لا كولسة ولا سيناريوهات ستنسج من يقرر”، مؤكدا في السياق ذاته، “من يفصل في تشكيلة الهيئة الرئاسية هم المؤتمرون، نتمنى أن تجرى الأمور في هدوء والوصول لقائمة توافقية ليتفرغ الحزب بعدها لأمور أهم من التحضير للمؤتمر العادي وكيفية العودة بقوة للواجهة السياسية”.
وعن إمكانية عودة الوجوه ذاتها لهذه الهيئة قال بلحسل: “لا أعتقد غير أن لكلمة الفصل في ذلك تعود للمؤتمرين لا نستطيع القول لفلان أو آخر ليس لك الحق في الترشح والمؤتمرون هم من يقررون ذلك”.
وعن الجناح الثاني الذي لا يزال يتبنى وصف القيادة الحالية للحزب بـ”اللاشرعية”، رد بلحسل: “قدمنا طلبا للحصول على رخصة لعقد المؤتمر الإستثنائي وتلقينا ردا إيجابيا على ذلك بمنحنا الرخصة لعقد المؤتمر الإستثنائي هذا رد كافي على شرعية القيادة الحالية”، وأضاف: “بلقاسم بن عامر لا يمثل إلا نفسه، حاولنا التواصل معه عديد المرّات وباب الحزب مفتوح له وإن أراد الترشح في المؤتمر الإستثنائي لانتخاب الهيئة الرئاسية فله ذلك لأننا نريد حقيقة القضاء على سياسية التسيير برأسين واستعادة المقر المركزي الذي يتواجد فيه والذي سنلجأ للقانون لاسترداده إن لم يجد الحوار والطرق السلمية نفعا”.
حسان فرلي: “المؤتمر الإستثنائي هو الحل القانوني لبداية إخراج الأفافاس من أزمته”
ومن جهته، أكد القيادي السابق حسان فرلي أن المؤتمر الإستثنائي “هو الحل القانوني والذي من خلاله سيتمكن الأفافاس من الخروج من حالة الإنسداد والأزمة التي يتخبط لها ويعبد الطريق للتحضير للمؤتمر العادي هذا الأخير الذي سيكون محطة مفصلية وهامة” -على حد تعبيره – وقال حسان فرلي في تصريح لـ”الجزائر”: “كنت من أنصار الحل القانوني والذهاب للمؤتمر الإستثنائي للحزب، اليوم تحصل على رخصة لعقده ولا مجال للتشكيك في هذه الأخيرة سيما بعد تعالي الأصوات لكونها صادرة عن السلطات المختصة وسلم هذا الترخيص للممثلين الشرعيين المعترف بهم”، وأضاف: “نتمنى أن يعقد المؤتمر الإستثنائي في ظروف هادئة وتحلي الجميع بروح المسؤولية ووضع مصلحة الحزب فوق كل اعتبار لكونه بداية الحل بالرغم من أن كل المؤتمرات التي عقدها الحزب، عرفت نوعا من الأزمات والتي نأمل أن لا تتكرر هذه المرّة”، وتابع: “لا تهم الأسماء التي ستشكل الهيئة الرئاسية بقدر العمل على إخراج الحزب من أزمته ولملمة صفوفه وإعادته لسكته الصحيحة والواجهة السياسية،، الحزب تراجع كثيرا فلا يمكن تضييع الوقت أكثر فالمؤتمر الإستثنائي وسيلة وليس غاية لإنتخاب هيئة رئاسية ويتم بعدها التحضير لمرحلة أهم ألا وهي المؤتمر العادي”.
وما تعلق بجناح بلقاسم بن عامر رد فرلي: “بلقاسم بن عامر لا يمثل القاعدة النضالية تقدم بعشرات الطلبات للسلطات المعنية للحصول على ترخيص لعقد المؤتمر غير أنه لم يتلق أي رد إيجابي عليها بالمقابل، قدم الأمين الوطني الأول حكيم بلحسل طلبا لعقد المؤتمر الإستثنائي وتحصل على ترخيص وسيعقد يومي 9 و 10 جويلية القادم وهذا أعتقد أنه رد كافي لمن يتحدث عن الشرعية ومن يشكك فيها”.
جناح بن عامر… التشكيك في الحصول على ترخيص لعقد المؤتمر الإستثنائي
في المقابل، شكك الجناح الذي يقوده بلقاسم بن عامر في حصول “بلحسل ” على الرخصة لعقد المؤتمرالإستثنائي وتمسك بالذهاب لعقد مؤتمر عادي.
زينب بن عزوز