جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
تم أمس تعيين سكرتير أول جديد على رأس حزب جبهة القوى الاشتراكية الافافاس، ويتعلق الأمر ببلقاسم بن عمر، وذلك بعد أن تمت تزكيته من طرف ما يعرف بالهيئة الرئاسية المؤقتة وذلك خلال الدورة العادية للمجلس الوطني التي عقدت أمس بمقر الحزب، كما تم تحديد تاريخ لعقد المؤتمر القادم في بداية أكتوبر، غير أن الأمر غير العادي هو الجو الذي تمت فيه هذه الدورة، أين تم استدعاء قوات الأمن لمنع حدوث انزلاق كاد أن يكون خطيرا بين قيادة الحزب الجديدة ومؤيديها، وبين قيادة الحزب القديمة ومؤيديها، بعد أن منعت الأخيرة من قبل الأولى من دخول المقر، ليتبادل بعدها الطرفان عبارات التخوين تم التلاسن واشتباكات بالأيدي لتتدخل قوات مكافحة الشعب لمنع أي احتكاك جديد بين الطرفين.
يبدو أن الخلافات داخل حزب الراحل حسين ايت احمد تتعمق يوما بعد يوما والانقسامات تتسع أكثر فأكثر، ما يجعل أي محاولة لإعادة رأب الصدع خاصة في المرحلة الحالية غاية في الصعوبة، وقد تعرض الحزب في السنوات القليلة الماضية لعدة “وعكات صحية”، وكانت حادثة تعرض مقر الحزب للتخريب شهر افريل الماضي بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، وكانت بداية لسلسلة من الاتهامات ضد القيادات والمناضلين وإدخال الحزب في دوامة من الصعب اليوم الخروج منها، و لعل ما حدث أمس دليل على الوضع الخطير الذي آل إليه حزب معارض كبير، فبعد أن انقسمت القيادات إلى شطرين وانقسم معها المناضلون، قررت قيادة تقول أنها القيادة الشرعية وتكون من الهيئة الرئاسية المؤقتة ومنهم سفيان شيوخ وحياة تياتي، بعقد دورة عادية للمجلس الوطني أمس، و زكت خلالها بن عمر بلقاسم سكرتيرا أولا للحزب بدلا من عبد الحكيم بلحسل، كما حددت هذه القيادة بداية شهر أكتوبر القادم تاريخا لعقد المؤتمر..
و قد سبق بداية إشغال الدورة، مشادات كلامية بين المؤيدين للقيادة السابقة والمناوئين لها ، و لولا تدخل قوات الأمن لتطور الوضع إلى مالا يحمد عقباه ، فبعد أن منعت القيادة الحالية عشرات المناضلين والقيادة السابقة بما فيها عبد الحكيم بلحسل وعلي السعكري وأعضاء من المجلس الوطني من دخول مقر الحزب، بعد أن حاول هؤلاء منع عقد الدورة العادية للمجلس، تجمع كل طرف في مواجهة الطرف الآخر وبدأ التراشق بالاتهامات بالتخوين و سرقة المال ، والاستيلاء على الحزب و تكسيره ووصل الحد بهم إلى وصف بعضهم البعض ب”البلطجية ” و “العصابة” وامتد إلى محاولات الاعتداء على بعضهم البعض وهنا تم استدعاء قوات مكافحة الشعب .
وقال السكرتير الأول الجديد بن عمر بلقاسم في تصريح للصحافة بعد تعيينه أمينا وطنيا أولا، “اننا سنحاول بذل ما في وسعنا وجمع كل الطاقات الموجودة في المجتمع وفي الحزب وسنحاول الاجتماع بكل التنظيمات الحقيقية المستقلة في كل الوطن لمحاولة فهم التعبير الموجود في الحراك، ونحن لسنا في صراعات إيديولوجية بين الإسلاميين والديمقراطيين والإصلاحيين والوطنيين، بل نحن لدينا قناعة كاملة أننا جميعا بصدد بناء دولة القانون”.
وفي رده على سؤال حول مصير المبادرة التي أطلقتها القيادة السابقة و التي جمعت الافافاس مع 8 أحزاب أخرى لبحث حلول للخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد، قال بن عمر أن أي مبادرة بالنسبة للافافاس يجب أن تؤخذ من طرف المجلس الوطني وليس من مؤسسة أخرى بالحزب، وأضاف أن مبادرة محمد مقران الشريفي وحكيم بلعسل وعلي العسكري لا تمثلهم إلا هم.
و في رده عن سؤال آخر حول الحوار الذي دعت إليه السلطة، قال السكرتير الأول الجديد، إنه من أجل أن يكون هناك حوار حقيقي يجب أن تكون هناك إرادة سياسية و هذه لم نرها بعد، و يجب الاستجابة لمطالبة الشعب وهي تغيير النظام ككل.
حكيم بلحسل: “ما قام به هؤلاء عمل غير شرعي”
من جانبه قال السكرتير الأول المعزول حكيم بلحسل في تصريح ل”الجزائر”، أن ما قام به هؤلاء-أي القيادة الحالية- عمل غير شرعي وتعدي على قوانين الحزب، وقال أن المجتمعين و الذين قرروا عقد دورة للمجلس الوطني هم أشخاص لا يمثلون الهيئة الرئاسية، و أشار إلى أن سفيان شيوخ موقف مؤقتا عن النشاط بالهيئة وحياة تاييتي تم طردها من الحزب، وعليه فأي قرار يتخذوه فهو باطل ولا يمثل الهيئة الرئاسية، واتهم بمحاولة تكسير الحزب .
محمد لحلو: “ما يحدث في الأفافاس انقلاب”
من جانبه وجه محمد لحلو، احد مؤسسي الحزب رسالة إلى مناضلي الحزب، قال فيه إن الحزب كان ضحية انقلاب أعد له منذ فترة طويلة رغم محاولات توحيد صفوفه، وأضاف في رسالته التي نشرها على صفحته الرسمية على الفايس بوك أمس، أن الحزب ومنذ حادثة اقتحام مقره تم إنشاء هيكل موازي عمل على انتهاك النظام الأساسي للحزب وقرارات المؤتمر الاستثنائي في 20 أبريل 2018، و قال ان مثل هذه المسائل هي ضربة قاصمة للحزب، وناشد لحلو المناضلين بعدم قبول هذا الانقلاب قائلا:”ب صفتي عضوًا مؤسسًا في جبهة القوى الاشتراكية كجزء من تشريعها لعام 1989 وكحارس على قوانينها، أناشد جميع المناضلين عدم قبول الانقلاب ضد حزبنا والاعتراف فقط بالسلطة القانونية الناتجة عن المؤتمر الاستثنائي”.
رزيقة.خ