تواصل حركة مجتمع السلم لقاءاتها التشاورية في إطار مبادرة التوافق الوطني التي كشفت خلال مؤتمر الحركة شهر ماي الفارط في محاولة منها لتجسيد ما ذهب إليه رئيسها مؤخرا من ضمان إنتقال ديمقراطي إقتصادي و سياسي بإشراف الجيش الوطني الشعبي، فبعد اللقاء مع رئيس الحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس ورئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس والذي أبدى فيه الجانبان موافقتهما الكلية على مبادرة التوافق لحمس كونها الحل الأنسب والوحيد والواقعي للخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد على أصعد كثيرة وأكدا على ضرورة اغتنام استحقاق الرئاسيات المقبلة لاحتضان هذا التوافق واتفقا على أن المشهد السياسي فيه غموض كبير وارتباك بين صناع القرار، مشيرا إلى أن هذه طبيعة الأنظمة الشمولية التي تحسم دائما في هكذا استحقاقات في ربع الساعة الأخير.
“الأفافاس” يرفض
ورغم قبول حزب جبهة القوى الإشتراكية استقبال وفد عن حركة مجتمع السلم بمقرها المركزي غير أن هذا الأخير رافقه رفض من قبل قيادة الأفافاس لمسعى التوافق الوطني الذي عرضته حمس من باب أن الحديث عن الإجماع والتوافق الوطني كانت جبهة القوى الإشتراكية سباقة له وطرحته سنة 2014 بعد مؤتمرها وظلت متمسكة بهذه الأخير لغاية اليوم بوصفها البديل الوحيد والحل لأزمة البلاد على كافة الأصعدة.
وذكر الحزب: “كنا أولى التشكيلات السياسية التي اقترحت مشروع الإجماع على الطبقة السياسية والشركاء من نقابات وممثلي المجتمع المدني وغيرهم في سنة 2014 وهي المبادرة السياسية الوحيدة الصالحة لحماية الوحدة الوطنية والأمن”.
وجاء في البيان أيضا: “ندوة الإجماع الوطني التي أطلقناها سنة 2014 تستلهم العبر من ثورة التحرير الوطني وهي قائمة على مساندة شعبية ومستلهمة من بيان أول نوفمبر ومؤتمر الصومام كانا ثمرة للإجماع الوطني وهي الخطى التي يظل الأفافاس متمسكا بها ويسير في نهجها اليوم.”
وتابع: “ندوة الإجماع التي أطلقها تلقت صعوبات من قبل الطبقة السياسية، لكن الحزب يظل متمسكا بها وهو يتوجه بها للمواطن من أجل تبنيها وتحقيق الإجماع الشعبي حولها لتحقيق الأهداف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والبيئية المسطرة”.
ورفض الأفافاس لمبادرة حمس ليس بالأمر الجديد بل متوقعا سبقته تصريحات للأفافاس والذي أكد في عديد خرجاته الإعلامية على أنه متمسك بمبادرته والتي طرحها مؤسس الحزب الدالحسين وبلورتها قيادات الحزب وعرضتها على الطبقة السياسية ولم يكتب لها في السابق أن ترى النور غير أن هذا لن يثبط من عزيمة الحزب وسيواصل فيها بنقل المبادرة من إطارها السياسي للشعبي و طرحها للشعب ليحتضنها وأكدت أيضا أنه لا تنازل عنها.
لقاء مرتقب مع “الأرندي”
ومن المنتظرأن يلتقي رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري بالأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى الأحد المقبل فيما يتعلق بالمشاورات حول مبادرة التوافق الوطني، وهذا حسب ما كشف عنه “الأرندي” في بيان له أمس والذي أورد فيه: “تبعا للدعوة التي توجهت بها حركة مجتمع السلم لعقد لقاء مع قيادة التجمع الوطني الديمقراطي اتفق الأمين العام للحزب أحمد أويحيى مع رئيس حركة مجتمع السلم على إجراء هذا اللقاء يوم الأحد 29 جويلية بالمقر الوطني للتجمع الوطني الديمقراطي ببن عكنون”.
ويأتي هذا اللقاء بعد التصريحات التي أدلى بها أحمد أويحيى خلال الندوة الصحفية التي عقدها مؤخرا والتي قال فيها إن باب “الأرندي” مفتوح للجميع ويتشاور مع الجميع دون استثناء شريطة إحترام الدستور ومؤسسات الجمهورية وثمن بالموازاة مع مبادرات الحوار التي أطلقتها بعض أحزاب المعارضة الباحثة عن التوافق الوطني بالتأكيد أن الحوار هو فعل حضاري وأن باب “الأرندي” سيبقى مفتوحا وذكر: “قلناها سابقا ونكررها اليوم مستعدون للدخول في حوار ونقاش سياسي شريطة إحترام الدستور ومؤسسات الدولة”.
زينب بن عزوز