دفعت “الإستمرارية” الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس لعدم أخذ عطلته الصيفية على مستوى الحزب في محاولة منه لاستكمال اللقاءات والمشاورات التي شرع فيها الأفالان مع الأحزاب السياسية التي يتقاسم معها نفس التوجه والمبادئ فيما يتعلق بدعم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وبرنامجه، وهي اللقاءات التي ستتوج بتجمع سيعقد شهر سبتمبرالمقبل للإعلان عن مناشدة الرئيس الترشح لعهدة رئاسية جديدة وكذا الدخول في حملة إنتخابية.
وكشفت مصادر مطلعة لـ “الجزائر” أن الأفالان سيعقد شهر سبتمبر المقبل أكبر تجمع يضم الداعمين لرئيس الجمهورية لعهدة رئاسية أخرى، من أحزاب سياسية ومنظمات وجمعيات المجتمع المدني لتشكيل جبهة وذلك بعد استكمال جملة المشاورات واللقاءات مع الأحزاب السياسية لغاية نهاية شهر أوت الجاري، وهو الأمر الذي حرم جمال ولد عباس من عطلته على مستوى الحزب، ومنحها لمناضليه وبعض أعضاء اللجنة المركزية في الوقت الذي جند أعضاء المكتب السياسي المستمرين في جولاتهم عبر الولايات تحضيرا لرئاسيات 2019، وذكرت المصادر نفسها: “الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس رفض أن يأخذ لنفسه عطلة ولو قصيرة، حيث برمج العديد من اللقاءات والخرجات خلال شهر أوت الحالي استعدادا لرئاسيات 2019، ومن المنتظر أن يشرف الامين العام للأفلان الدكتور جمال ولدعباس على تنشيط تجمع كبير احتفالا بالذكرى المزدوجة لهجمات الشمال القسنطيني وانعقاد مؤتمر الصمام المصادف لـ 20 أوت من كل سنة”، وتابعت: “كما أن الحزب سيعقد أكبر تجمع للمساندين للرئيس من دعاة الإستمرارية يضم أحزاب الموالاة والمنظمات المساندة للرئيس”.
وأوضحت المصادر ذاتها أن الحزب في الوقت الراهن منصب على استكمال وثيقة إنجازات الرئيس طيلة العشرين سنة الماضية وحشد التأييد للإستمرارية والتي كان أول الأحزاب الداعيين لها ليليه “الأرندي” وبعده “تاج” والتحالف الوطني الجمهوري، ولن تكون في أجندته أي مواعيد أخرى خارج التحضير الجيد لرئاسيات 2019، في رد صريح على المطالبين بعقد الدورة العادية للجنة المركزية، بحيث أفادت هذه الأخيرة بأن ولد عباس لا ينوي بالمرة عقد الدورة العادية للجنة المركزية مادامت أمور الحزب تسير على ما يرام بعدما وضع حدا لكافة التجاوزات التي شهدها الحزب في الأونة الأخيرة بتفعيل لجنة الإنضباط والتي أقصت بعض الوجوه المعارضة لسياسة الأمين العام الحالي والتي أرادت خلق الفوضى والفتنة والتشويش على الحزب، وأضافت المصادر نفسها: “الأمين العام جمال ولد عباس لا ينوي عقد الدورة العادية للجنة المركزية لأنه لا يرى أن هناك داعيا لذلك ما دام أن أولويات أخرى فرضت نفسها، من التحضير للرئاسيات 2019 والتي تعد تحديا للحزب لتجسيد خيار الإستمرارية”. وتابعت في السياق ذاته: “جمال ولد عباس لا تقلقه لا مناشدات الرئيس التدخل لإنقاذ الحزب والتي أطلقتها بعض القيادات السابقة ولا من يريدون تنحيته من بعض أعضاء اللجنة المركزية لأنه باق في منصبه ويحظى بالتأييد من القاعدة رغم كل ما يقال ويثار هنا وهناك”.
زينب بن عزوز