بالرغم من إعلان حزب جبهة التحرير الوطني النهائي عن مشاركته في الرئاسيات غيرأن الغموض لا يزال يخيم عن الصيغة التي سيخوض بها هذه الإستحقاقات ليتواصل “سوسبانس كيفية المشاركة ” مع برمجة الأمين العام بالنيابة علي صديقي للقاءات جهوية مع أعضاء اللجنة المركزية عبر48 ولاية لمدة 13 يوما .
ففي الوقت الذي كان منتظرا من حزب جبهة التحريرالوطني أن يحدد تاريخا لعقد دورة اللجنة المركزية للكشف عن الصيغة التي سيخوض بها غمار رئاسيات 12 ديسمبر المقبل بعد أن كشف بحرالأسبوع الماضي عن مشاركته فيها رسميا غيرأن القيادة الحالية تخلت عن ذلك وفضلت برمجة لقاءات جهوية مع أعضاء اللجنة المركزية والمحافظين و أمناء القسمات يقوم بها الأمين العام بالنيابة رفقة أعضاء المكتب السياسي تستمر لغاية يومين قبل غلق بابا الترشيحات المقررة يوم 25 أكتوبر لتطرح العديد من علامات عن “صيغة المشاركة” والتي تؤكد مدة المشاورات أن تقديم مرشح للحزب غير واردة في أجندة الأفالان .
وكشفت مصادر مطلعة أن الأمر أثار حفيظة بعض من أعضاء اللجنة المركزية سيما وقد تم تجاهلهم في مسألة يعود لهم الفصل فيها و أن هؤلاء لا يزالون يطالبون بعقد دورة إستثنائية لترتيب أمور البيت و الكف عن التسيير العشوائي لحزب جبهة التحرير والذي لا يزال يسير بنفس الممارسات السابقة بضرب القانون الأساسي عرض الحائط فيما ذهبوا آخرون إلى القول أن الورطة التي توجد فيها القيادة الحالية و التي تفتقد للشرعية ومكبلة اليدين لكون الأمين العام بالنيابة الحالي ليس له الحق في استدعاء اللجنة المركزية دفعه ذلك لإنتهاج سياسة الهروب للأمام ببرمجة زيارات للولايات من باب ” توسيع الإستشارة حول الموقف النهائي من الرئاسيات “.
وخلال إجتماعه بأمناء المحافظات الثلاثة (وهران ، السانية ، أرزيو) أول أمس دعا الأمين العام بالنيابة علي صديقي إلى ضرورة تكثيف الجهود و رص صفوف المناضلين و تلاحمها من أجل العمل على إنجاح الانتخابات الرئاسية من أجل الجزائر و سيادتها مشيرا إلى أنّ الجزائر اليوم في حاجة إلى أبنائها لإعادة تشييدها وفقا معايير من شأنها المضي بها قدما في كل المجال و أكد أن دور الحزب اليوم ينحصر في أهمية إقناع المواطن بممارسة حقه في الاقتراع و بناء الجزائر بأسس تتوافق مع تطلعات الشعب.
هذا وكان صديقي قد كشف عن مشاركة الأفالان في الرئاسيات في رسالة لمناضلي الحزب وأكد فيها أن الأفالان سيكون حاضرا في الرئاسيات وسيتحمل مسؤولياته الوطنية كحزب متجذر له تاريخه و لا يمكن لأي طرف إقصاءه لكونه ولد من صلب الشعب و لن يكون إلا في خدمة الشعب خاصة في هذه المرحلة مشيرا إلى أن الحضور القوي والمشاركة الفعالة لكل أبناء وبنات حزب جبهة التحرير الوطني في الاستحقاق الرئاسي القادم يشكل واجبا وطنيا و مسؤولية تاريخية يتوجب القيام بها في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد وإن حزب جبهة التحرير الوطني مجند لإنجاح هذا الإستحقاق السياسي الهام “
الغموض دفع للإستنجاد بالقيادات السابقة
الغموض الذي يطبع موقف القيادة الحالية لحزب جبهة التحرير الوطني من الرئاسيات والذي توقف عند تأكيد المشاركة دون الكشف عن تفاصيل أكثر تخص الصيغة التي سيخوض بها الأفالان غمار الإستحقاقات الرئاسية و ما سبقها من صمت طويل قبلها أثارحفيظة القيادات السابقة و التي دفعتها للبحث عن مرشح لها وهي الخطوة التي أبانت عنها ما قام به القيادي السابق عبد الرحمن بلعياط رفقة أعضاء من المبادرة الشعبية للأخوة و السلم و الذين قاموا بزيارة للأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم لدعوته للخروج عن صمته والترشح للرئاسيات المقبلة لكن لا رد من هذا الأخير الذي فضّل تمديد عمرالسوسبانس بقوله إن الأمر متروك للآيام فخطوة بلعياط لم تكن لدعوة بلخادم للترشح فقط و إنما حملت الزيارة حيزا معتبرا من الحديث عن وضعية حزب الأفالان الراهنة و التي اعتبرها بلخادم بالنتيجة الحتمية لضرب عرض الحائط كافة قوانين الحزب .
ترشح بلخادم للرئاسيات لن يقلق القيادة الحالية وهو الأمرالذي كان المكلف بالإعلام للحزب محمد عماري قد أكده في تصريح سابق ل ” الجزائر” بالتأكيد أن هذا الأخير حر في الترشح باعتباره مواطنا جزائريا وأنه إن كان يريد الترشح باسم الأفالان ما عليه إلا التقدم للجنة المركزية التي هي المخولة في الفصل في الأمر.
زينب بن عزوز