يبدو أن كلّا من حزبي جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي أو ما كان يعرف في عهد النظام السابق بـ” أحزاب الموالاة” قررا تدشين المرحلة المقبلة، بقيادات جديدة، حيث بدأ التحضير لعقد اجتماعات الهيئات العليا في الحزبين والتي ينتظر أن تكون نهاية ماي الجاري.
قيادات جديدة لـ”لأفلان” و”الأرندي”.. قريبا
اغتنم كل من حزبي “الأفلان” و”الأرندي” فترة الحجر الصحي لترتيب البيت، والتحضير للمرحلة المقبلة، وينتظر أن يعقد التجمع الوطني الديمقراطي مؤتمره الاستثنائي يومي 28 و29 ماي، لانتخاب أمين عام جديد للحزب، وكذا أعضاء المجلس الوطني والمصادقة على اللوائح التي أعدتها اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر.
وجاء في بيان لحزب “الأرندي” تحوزه” الجزائر” أنه “تعلن اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر الإستثنائي للتجمع الوطني الديمقراطي عقد المؤتمر يومي 28 و 29 ماي 2020 بالمركز الدولي للمؤتمرات بالجزائر العاصمة، وذلك لانتخاب أمين عام جديد للحزب، وكذا أعضاء المجلس الوطني والمصادقة على اللوائح التي أعدتها اللجنة الوطنية”، وأضاف البيان: “علما أن ترتيبات عقد هذا المؤتمر قد أخذت بعين الإعتبار كل شروط الوقاية الصحية التي تفرضها هذه المرحلة ولاسيما تقليص عدد المؤتمرين مقارنة بالعدد المحدد سابقا”.
ومن جهة أخرى، ينتظر أن ينتخب “الحزب العتيد” أمينا عاما جديدا له خلفا للأمين العام السابق، محمد جميعي، المتواجد في السجن، حيث يرجح أن يعقد حزب جبهة التحرير الوطني دورة عادية للجنة المركزية يومي 30 و31 ماي الجاري بالمركز الدولي للمؤتمرات.
وتشير تقارير إعلامية إلى أن “أهم ما سيتضمنه جدول أعمال اللجنة المركزية هو انتخاب أمين عام جديد للحزب”، كما أن اللجنة المركزية سينبثق عنها تنصيب اللجنة الوطنية لتحضير للمؤتمر الحادي عشر طبقا لمقتضيات القانون الداخلي للحزب.
حسين خلدون: “قرار عقد دورة اللجنة المركزية تعميق لأزمة الأفلان”
يرى القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني، حسين خلدون، أن قرار عقد دورة اللجنة المركزية هو بمثابة “هروب إلى الأمام وتعميق لأزمة الأفلان”، وقال إنه “لا مستقبل للأفلان إلا بالعودة إلى العمل النضالي الخالص وتمكين الطاقات الشابة والكفاءات النظيفة والمناضلين الحقيقيين من تصدر الصفوف الأولى”.
وأوضح خلدون قي تصريح خاص لـ “الجزائــر” أن “الحل في حل كل الهياكل والهيئات الميتة والفاقدة للشرعية والتي تفتقر إلى المصداقية أمام المناضلين والشعب على حد سواء”، مؤكدا أنه “لا مستقبل للأفلان إلا بالعودة إلى العمل النضالي الخالص وتمكين الطاقات الشابة والكفاءات النظيفة والمناضلين الحقيقيين من تصدر الصفوف الأولى”.
وفي رده على سؤال بخصوص توجه الحزب لعقد لجنته المركزية لاختيار قيادة جديدة يدشن من خلالها المرحلة المقبلة، قال خلدون: “قرار عقد دورة اللجنة المركزية هو بمثابة هروب إلى الأمام وتعميق أزمة الأفلان”، وأضاف: “مشكل الأفلان في قيادته وليس في مناضليه وهنا تتحمل اللجنة المركزية والمكتب السياسي المسؤولية كاملة أمام التاريخ وأمام المناضلين الشرفاء”، واسترسل قائلا: “أي تصور لحل أزمة الأفلان من منطلق التحضير للمشاركة في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة هو تصور خاطئ وسوف يعمق الهوة بين الجبهة والشعب”.
وأكد محدثنا: “لا مستقبل للأفلان إلا بالعودة إلى العمل النضالي الخالص وتمكين الطاقات الشابة والكفاءات النظيفة والمناضلين الحقيقيين من تصدر الصفوف الأولى”، مشددا على “أهمية تحديد موقف واضح ونهائي بخصوص علاقة الحزب بالسلطة ومراجعة طبيعة هذه العلاقة على أن تصبح علاقة شراكة فيما يخدم الصالح العام”، ولفت بالقول:” حان الوقت لأن يتحرر الأفلان ..وأن يعود بمناضليه إلى حاضنته الشعبية وإلى منابعه النوفمبرية الحقيقية وأن يأخذ حجمه الحقيقي كقوة سياسية وطنية تزخر بماضي مشرف في معركتي التحرير والتعمير وإطار سياسي يجمع كل الجزائريين حول هدف واحد وهو خدمة الجزائر أولا ودائما وأخيرا”.
“نريد أن نكون قوة جمع لا تفريق”
كما أكد القيادي في “الأفلان” في تعليقه على مكانة الحزب العتيد في ظل المتغيرات التي تعرفها الجزائر بالقول: “نريد أن نكون قوة جمع لا تفريق.. قوة تسعى للم شمل كل الجزائريين بعيدا عن الفتن والنعرات التي أصبحت تهدد وحدتنا كأمة تفتخر بماضيها وتاريخها المشترك وتؤمن بمستقبلها الواحد”.
خديجة قدوار