أطلق جمال ولد عباس صافرة قطار العهدة الخامسة بصفة رسمية، عندما أعلن ترشيح عبد العزيز بوتفليقة باسم ” الأفالان ” للتقدم إلى انتخابات الرئاسة سنة 2019، وبالتالي يقطع أمين عام حزب جبهة التحرير الوطني الطريق على المعارضة في الذهاب نحو ” مرشح توافقي ” الذي أعلن عليه جيلالي سفيان رئيس حزب ” جيل جديد “، وهذا في حال قبول بوتفليقة ” طلب ” ولد عباس.
وضعت جبهة التحرير الوطني رجلها في الانتخابات الرئاسية 2019 رغم أن جمال ولد عباس أخرج سيف الحجّاج في وجه كل القيادات الأفالانية التي أعلنت بدون استشارته مناشدة الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة، وتخويف النائب المثير للجدل بهاء الدين طليبة بالإحالة على لجنة التأديب على خلفية إعلانه إطلاق تنسيقية لدعم ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة وجره معه أسماء ” ثقيلة ” في قائمة الدعم أكدت فيما بعد أنها لم تسمع بهذه المبادرة وأنها مجرد ” خطة ” استباقية من بنات أفكار طليبة. إلا أن جمال ولد عباس ناشد السيد عبد العزيز بوتفليقة للترشح لرئاسيات 2019 من أجل ” مواصلة مسيرته “، مؤكدا في الأخير أن الكلمة الأخيرة ” تعود للرئيس” في هذا الشأن. في وقت تتحدث مصادر على نزول الرئيس بوتفليقة اليوم، إلى الميدان وبالضبط للعاصمة لتدشين توسعة الميترو نحو كل من ساحة الشهداء وعين النعجة، ومسجد كتشاوة. هذا الخروج من المؤكد أن يستغله البعض للإشارة أن الرئيس بوتفليقة قادر على مواصلة الحكم وهو الذي استقبل قبل أيام رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي بمناسبة الاجتماع عالي المستوى الجزائري الإسباني.
لكن هل تكلم جمال ولد عباس بعد صمت طويل من تلقاء نفسه ؟، خاصة أن الدكتور ولد عباس سكت مطولا عن العهدة الخامسة، وهدد كل من يتكلم حولها داخل الحزب، وكان في كل مرة عندما يسأل عن رئاسيات 2019 يجيب بالقول ” المترشح في رأسي ولن يكون خارج ” الأفالان ” “.. أم أن جمال ولد عباس أخرج ورقة ” العهدة الخامسة ” لتلقي الدعم من جهات عليا قبل اجتماع اللجنة المركزية وتثبيت موقعه على رأس الحزب- الجهاز خاصة أن ولد عباس أعلنها ” باسم كل مناضلي حزب جبهة التحرير الوطني الذين يبلغ عددهم 700 ألف مناضل، وباسم محبي الحزب والمتعاطفين معه لتبليغ رئيس الجمهورية بآمال ورغبة المناضلين في أن يواصل مسيرته كرئيس للجمهورية ” ؟.
وتبقى الكرة الآن في مرمى الرئيس بوتفليقة للرد على هذه الدعوة سواء بالإيجاب أو بالسلب، وله كل الوقت في ذلك، ومعروف عن بوتفليقة عدم إظهار أوراق ترشحه مبكرا، منتظرا ليلة ” العرس الانتخابي ” لكشف نيته الدخول في المنافسة مثلما فعلها سنة 2014 عند تقدمه لعهدة رابعة قبل شهر من الانتخابات أثارت الكثير من الجدل السياسي.
“الأفلان” يرشح بوتفليقة مبكرا
على عكس العهدة الرابعة، التي أعلن ” الأفالان ” دعمه ترشيح الرئيس بوتفليقة في جانفي 2014، أي قبل ثلاثة أشهر فقط عن موعد الرئاسيات فإن ” أفالان ” ولد عباس فضل دعم بوتفليقة قبل سنة كاملة. فما الأمر الذي استجد حتى يعلن ” الأفالان” ترشيح بوتفليقة قبل سنة من الانتخابات ؟.
وكان عمار سعداني، الأمين العام الأسبق لجبهة التحرير الوطني الحاكم قد أعلن في نهاية جانفي 2014 أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ” مرشح بصفة رسمية ” في الانتخابات الرئاسة المقررة في 17 أفريل. واختار سعداني، اجتماعه بمسؤولي الحزب ليعلن أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مرشح بصفة رسمية للانتخابات الرئاسية، لتكون ولايته الرابعة “. وقال عمار سعداني آنذاك ” الإعلان عن ذلك سيتم من طرفه في اليوم الذي يراه مناسبا “، دون أن يحدد موعدا محددا لذلك الإعلان.
ويبدو أن ” الأفالان ” من خلال أسبقيته في مناشدة الرئيس بوتفليقة للترشح في رحلة البحث عن ” التنفيس ” عن أوضاعه الداخلية التي لا تعرف الاستقرار كما أنه لا يملك المعلومة حول القرار النهائي للرئيس إن كان سيذهب حقا لعهدة خامسة أم لا، على عكس 2014 حيث كان الخيار مقررا في الدوائر الضيقة للسلطة منذ مدة. وانتظر عمار سعداني الوقت المناسب لإعلان الأمر للرأي العام.
إسلام كعبش