أحيت المنظمة العربية للتّربية والثقافة والعلوم “الألكسو” مع سائر المجموعة الدوليّة، اليوم العالمي للمعالم والمواقع، أو مايعرف التراث العالمي، تحت عنوان “المناظر الريفيّة”، على إثر الاعتراف بها سنة 2017، كجزء لا يتجزأ من التّراث الثقافي والطبيعي والذي يُساهم في تشكّله الإنسان من خلال تعامله الذكيّ والمستمرّ مع الطّبيعة.
وكان المجلس العالمي للمعالم والمواقع الأثريّة – إيكوموس، قد اقترح عام 1982 أن يكون يوم 18 أفريل من كلّ سنة يوما دوليّا للمعالم والمواقع. ولقي هذا الطّلب دعم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة – اليونسكو، بقرار من مؤتمرها العامّ الثاني والعشرين سنة 1983. ومنذ ذلك التّاريخ تمّ إقرار هذا اليوم رسميّا بهدف تعزيز الوعي بتنوّع التراث الثقافي الإنساني والطبيعي، ومُضاعفة الجهود اللازمة لحمايته والمحافظة عليه، حسب ما نصّت عليه اتفاقيّة التراث العالمي التي أقرّها المؤتمر العام لليونسكو، في باريس عام 1972.
وهذه الاتفاقية تصنف التُّراث البشري إلى نوعين: تراث ثقافي يشمل الآثار والأعمال المعمارية والمُجمّعات العمرانية والمواقع الحضريّة ذات القيمة الاستثنائيّة، وتراث طبيعي يشمل المواقع الطبيعيّة التراثيّة الفريدة. و قد جاء توقيع هذه الاتّفاقية بسبب العبث بالمواقع الأثرية والطبيعيّة وتدميرها، وغياب التّشريعات والأنظمة والسيّاسات العامّة التي تلزم المُؤسّسات والأفراد بالمحافظة عليها، والتي تبيّن كيفيّة التّعامل معها على جميع المستويات، وقصور سياسات وأساليب التّخطيط العمراني، وأنظمة البناء والهدم والإزالة التي تتجاهل التُّراث العمراني وقيمته، ونقص المعلومات الخاصة بمواقع وأبعاد وتفاصيل المناطق والمباني التراثيّة والأثريّة، فضلاً عن نقص المعلومات التاريخية عن هذه المناطق، وغياب الخطط والآليات وبرامج التنفيذ الخاصّة بإعادة إحياء التراث العمراني لدى الجهات المعنيّة التي يُنتظر منها الحفاظ على هذا التراث وتوظيفه في التنمية الشاملة المستدامة.
واعتبرت “الألكسو”، إنّ ما يحدث اليوم في العالم في حقّ الطّبيعة والإرث الإنساني الذي تحمّلت الأجيال المُتعاقبة على مرّ التاريخ، أمانة المحافظة عليه، يُؤكّد أنّ التّراث بجميع أنواعه ليس في مأمن من الكوارث والأحداث التي قد تتسبّب فيها الطّبيعة أو الإنسان -عن قصد أو دون قصد- على حدّ السّواء. وهو ما يجعلنا نُقرّ أنّنا، وبالرّغم كلّ التقدّم الذي أحرزناه، لم نكسب نهائيا رهان المحافظة على تراثنا الإنساني لتمريره لمن سيأتي من بعدنا، كما لم ننجح تماما في نجاعة توظيفه لتحقيق التّنمية الاقتصاديّة والاجتماعيّة الشّاملة لفائدة مجتمعاتنا، وليكون هذا التراث من خلال تنوّعه وما يحمله من رموز عميقة، رسالة أمن وسلام للبشريّة جمعاء. وهو ما يستدعي منّا جميعا – كجهات رسميّة وقطاع خاصّ ومجتمع مدنيّ – التعاون لتكثيف الجهود والمثابرة لتحقيق الغايات المنشودة، ولما التزمنا به تُجاه المجموعة الدوليّة في إطار تنفيذ أهداف التّنمية المستدامة في آفاق عام 2030.
صبرينة ك