دعت أمس دول الأمم المتحدة باستثناء الولايات المتحدة الأميركية، مفاوضات طويلة الأمد حول الهجرة غير الشرعية ،سعيا للتوصل إلى ميثاق غير ملزم يتم التوقيع عليه في ديسمبر في المغرب .
ومن المتوقع أن تعقد في نيويورك ست جولات متتالية من المفاوضات تمتد إلى شهر جويلية المقبل على أن يتم بعدها الإعلان الرسمي في 10 و11 ديسمبرعن اتفاق نهائي خلال اجتماع قمة في المغرب، حسب ما أعلن دبلوماسيون.
و على الرغم من خصوصية المشروع بالنسبة لعدة دول إلا انه يحفظ سيادة الدول مع الاعتراف بأنه لا يمكن لأي منها أن تواجه قضية الهجرة بمفردها .
ويتحدث مشروع الاتفاق عن تفاهم متبادل بين الدول و توحيد وجهات النظر حول القضية .
و أشار دبلوماسيون غربيون “انه بالنسبة إلى بعض الدول تعتبر القضية دقيقة”، و”قد تكون المفاوضات معقدة” .
ويفصل المشروع 22 تدبيرا كجمع البيانات وأوراق المهاجرين الثبوتية مع إعطاء اهتمام خاص إلى النساء والأطفال تمهيدا لتأمين الخدمات الاجتماعية لهم بعيدا عن أي تمييز .
وحثّ الأمين العام للأمم المتحد انطونيو غوتيرس على تشجيع مقاربة إيجابية بين شعوب العالم للحد من التمييز والكراهية تجاه المهاجرين .
وكانت الأمم المتحدة قد انتقدت في إحدى تقاريرها السابقة سياسة الاتحاد الأوروبي في مساعدة السلطات الليبية لإيقاف المهاجرين وإعادتهم إلى الأماكن التي جاءوا منها واعتبرت ظروفهم غير إنسانية .
وذكر مراقبون تابعون للأمم المتحدة زاروا منشآت احتجاز في ليبيا إنهم وجدوا “الآلاف من الرجال وهم يعانون من صدمات نفسية وهزال شديد، حيث الرجال والأطفال يتكدسون فوق بعضهم “.
ودقت دول الاتحاد الأوربي ناقوس الخطر بسبب وصول موجات من المهاجرين الغير شرعيين القادمين من افريقيا جنوب الصحراء ودول شمال افريقيا ، كما التحقت بالركب دول كالجزائر بسبب وصول الآلاف من هؤلاء المهاجرين الغير شرعيين .
ورفضت السلطات استقبال مزيد من النازحين بسبب ظروف اقتصادية ومخاوف أمنية من تسلل إرهابيين وسط المهاجرين.
و أعلنت خلال شهري سبتمبر وأكتوبر عمليات ترحيل واسعة بالاتفاق مع سلطات هؤلاء الدول كالنيجر.
ومن المنتظر أن تشرع في ثاني عملية خلال الأيام المقبلة وسط انتقادات محلية ودولية من 21 منظمة حقوقية .
واختارت هذه المنظمات سياسة الكيل بمكيالين ،اذ تجاهلت من جهة عن قرار السلطات الفرنسية ترحيل 10 آلاف جزائري بالإضافة إلى الآلاف من المغاربة والتونسيين.
وتجهل المنظمات الأجنبية أن عملية توطين هؤلاء الأجانب يلزم على الجزائر تغيير كل منظومتها القانونية في العمل والسكن والصحة لإدماج الأفارقة .
وتريد دول الاتحاد الأوربي جعل الدول المغاربية سدا في وجه الهجرات من دول جنوب الصحراء،وتطالب بحماية هؤلاء المهاجرين على أراضي دول شمال إفريقيا تجنبا لوصولهم إلى شمال المتوسط .
رفيقة معريش
في غياب الولايات المتحدة :
الوسومmain_post