الأنفلونزا الموسمية المعقدة ليست فيروسا بسيطا، فقد تؤدي إلى الهلاك لاسيما لدى الأطفال الصغار أو ناقصي المناعة وكبار السن في حالة حدوث مضاعفات أو إهمال المرض.
وقد احدث خبر انتشار الانفلونزا الموسمية المعقدة طوارئ بالجزائر، حيث جندت وزارة الصحة مستشفياتها تحسبا لاستقبال اية حالة خطيرة، مشددة على ضرورة الخضوع للتلقيح قصد مجابهة المرض.
ما هي الأنفلونزا الموسمية المعقدة؟
الأنفلونزا مرض تنفسي يؤثر على أجهزة الجسم كافة وعلى الجهاز التنفسي العلوي بشكل خاص تنتقل عبر التنفس، والرذاذ الناتج عن السعال، والعطس، الذي يستقر على اليدين أيضاً.
فالزكام العادي أو نزلات البرد تقتصر على الجهاز التنفسي العلوي فقط وتشمل الأنف وتوابعه ولا يمكن لها أن تنزل إلى الرغامة والقصبة الهوائية عكس الأنفلونزا الذي يعتبر فيروسه “الإيموفيلس الإنفلونزي” الأخطر على الإطلاق ويمس بدرجة أكبر فئات الأطفال صغار السن، كالرضع وناقصي المناعة وكذا كبار السن وذوي الأمراض المزمنة ومرضى الكلى والقلب والسكر.
وبهذا الصدد يشدد الأطباء على ضرروة عزل المريض في المنزل، وتخصيص منشفة له، ووضع كلّ ما يلزمه على حدة، مع البقاء على مسافة معيّنة منه. ويفضل وضع قناع على الفم والأنف، حين الاقتراب منه.
بالاضافة اللى التخلّي عن عادة مصافحة الآخرين باليد، ومعانقتهم، وتقبيلهم، مع غسل اليدين بصورة منتظمة، بالماء والصابون، كما استعمال المطهّر، مع تجنّب لمس العينين، والأنف، والفم، ووضع منديل ورقي على الأنف والفم، عند العطس والسعال، مع التخلّص منه مباشرةً بعد الاستعمال.
بعد دخول فيروس الإنفلونزا إلى الجسم، تبدأ أعراض المرض بالظهور خلال ساعات معدودة. في حين يحتاج المرض إلى مدّة تتراوح ما بين 3 و7 أيّام لتزول أعراضه كلياً.
لكن، إذا استمرت عوارض المرض، بعد انقضاء هذه المدة، تكون البكتيريا قد دخلت جسم المريض، وعندئذ يتحوّل الحديث إلى ما يسمى بـ”مضاعفات” الإنفلونزا.
حالة وفاة واحدة
اول حالة تم الاعلان عنها، سجلت الاسبوع الماضي بعدما استقبل مستشفى “نفيسة حمودي” والمعروف بـ ” بارني “وسط الجزائر العاصمة، سيدة حاملا تبلغ من العمر 27 سنة، تم إدخالها إلى الإنعاش بعد تدهور حالتها الصحية، وسط غموض حول مصير جنينها الذي لا يزال في الشهر الخامس.
كما كشفت مصادر مطلعة، امس الأربعاء، تحويل إمرأة حامل إلى مستشفى القبة لها نفس أعراض الحالة الأولى المتواجدة بذات المستشفى.
وأضاف المصدر، أن المرأة الحامل تبلغ من العمر 36 سنة وهي في حالة حرجة يشتبه بإصابتها بفيروس.
للإشارة المريضة الحامل المتواجدة في مستشفى القبة تعرضت إلى سكتة قلبية، أين تم انقاذها باستعمال الأجهزة.
وتعاني المرأة الحامل من انفلونزا تم وصفها بالموسمية المعقدة، بعدما نفى معهد باستور تسجيل أي حالة لإنفلونزا الخنازير في الجزائر.
المدير العام للوقاية بوزارة الصحة فورار جمال:
فيروس “H1N1” إنفلونزا موسمية قاتلة
قال فورار جمال، المدير العام للوقاية بوزارة الصحة، إنّ فيروس “H1N1” تعتبر إنفلونزا عادية وموسمية.
وأضاف خلال إستضافته في حصة قهوة وجرنان، أن الفيروس كان من قبل قاتل ولا يزال فيروسا قاتلا، حيث كشف عن وفاة 13 ألف شخص بفيروس “H1N1” في فرنسا السنة الفارطة.
وتبين من خلال التحاليل، أنه من بين 200 تحليل 36 حالة مصابة بـ “H1N1”.
مدير معهد باستور، الزبير حراث:
وفاة شخص بسبب الأنفلونزا الموسمية المعقدة
نفى مدير معهد باستور، الزبير حراث، الأربعاء، تسجيل أية حالة وفاة بسبب أنفلونزا الخنازير بالجزائر، مؤكدا أن الوفيات المسجلة أسبابها تعود للإصابة بأنفلونزا موسمية معقدة، وأن حالة إصابة المرأة الحامل سيتم التأكد منها خلال ساعات على مستوى مخابر المعهد.
ولدى حلوله ضيفا على القناة الاذاعية الاولى، قال حراث انه لا توجد أية حالة من أنفلونزا الخنازير، مؤكدا ان كل الحالات التي تم تسجيلها هي حالات من نوع الأنفلونزا الموسمية العادية.
وأوضح مدير معهد باستور أن الأنفلونزا المعقدة هي المؤكد انتشارها حيث توفي شخص في مستشفى باب الوادي بالعاصمة بسببها، وأشار إلى أن المرأة الحامل التي تم تحليل مرضها في المعهد بصدد التأكد من إصابتها.
وأضاف بأن المخبر الوطني المرجعي لداء الأنفلونزا بمعهد باستور بالجزائر قد تلقى من الـ 16 أكتوبر 2017 إلى غاية يوم 02 جانفي 2018، 197 حالة من العينات أخذت من أشخاص تم التأكد من 35 حالة إصابة بالأنفلونزا الموسمية من بينهم 3 أشخاص دخلوا قاعة الإنعاش.
طوارئ بالمطارات والموانئ والحدود
من جهة اخرى، نصبت الجزائر نصبت فرقا طبية لمراقبة المسافرين المتنقلين لأرض الوطن، خاصة المعتمرين القادمين من المملكة السعودية، ففي ولاية الجزائر تسهر فرقتان طبيتان على مستوى مطار هواري بومدين وميناء الجزائر، لفحص أي مسافر يتم الشك في حالته الصحية، وتم التبليغ عنه من طاقم الطائرة أو الباخرة، خاصة اذا ظهرت أعراض الحمى والتّعب الشديدين.
وزارة الصحة تشدد على التّلقيح
ما فتئت وزارة الصحة تذكر المواطنين في كل موسم بضرورة الخضوع للتلقيح، حيث أطلقت حملة تلقيح واسعة ضد الإنفلونزا الموسمية، منذ تاريخ 15 أكتوبر 2017 وتتواصل إلى غاية 15 مارس المقبل.
ونصح قطاع الصحة، المواطنين، بالتوجه سريعا إلى الطبيب في حال الشعور بأعراض الأنفلونزا أو تسجيل أي مضاعفات قد تكون ناجمة عن هذا الفيروس ، كما وجهت الوصاية تعليمة للمراكز الاستشفائية ومراكز العلاج لاحتواء الحالات القادمة إليها والتي تعاني من أعراض هذا المرض، مع تقديم جميع الإسعافات اللازمة والعناية الضرورية من أجل تحسين أوضاع المرضى والحد من خطورة وتفشي هذا الفيروس.
وكان وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات مختار حسبلاوي قد فند اول امس ما اورده معهد باستور المختص في مكافحة الأمراض المعدية، حول إصابة 35 شخصا بفيروس “H1N1” على المستوى الوطني منذ بداية انتشار الفيروس، مؤكدا انه لا وجود لانفلونزا الخنازير بالجزائر.
وقال حسبلاوي ، أن الأنفلونزا المسجلة بالجزائر عادية ولا تدعو للقلق، وان الفيروس لم يدخل الجزائر.
نسرين محفوف