أكد خبراء أمنيون ومحللون سياسيون أن الإستعراض العسكري الضخم الذي قام به الجيش الوطني الشعبي بمناسبة ستينية استقلال الجزائر أثبت للعالم “قوة الجزائر وجاهزيتها للدفاع عن أمنها واستقرارها”، مبرزين عدة رسائل وراء هذا الحدث التاريخي الذي ينظم بعد 33 سنة عن آخر عرض عسكري خاص باحتفالات ذكرى الإستقلال.
الخبير الأمني، أحمد ميزاب:
“استعراض 5 جويلية يكرس مفهوم الجزائر الجديدة”
أكد الخبير الأمني، أحمد ميزاب، أن الاستعراض العسكري الذي أقيم أمس، بمناسبة ستينية استقلال الجزائر يكرس “مفهوم الجزائر الجديدة”.
وأوضح ميزاب في حديث مع “الجزائر” أن العرض العسكري الذي جرى، أمس، هو الأول من نوعه منذ 33 سنة بما يعنيه تتويج الانتصار على الإرهاب والتأكيد على الجاهزية والمستوى الذي بلغه الجيش الوطني الشعبي من التكوين إلى العصرنة هيكليا وتنظيميا ووظيفيا”.
وأضاف ميزاب أن من أهم الرسائل التي مررها الاستعراض العسكري “تكريس مبدأ الوحدة الوطنية، وأن الجزائر خط أحمر لها جيشها الساهر على أمنها وامتلاكها قوة الردع الاستراتيجي”.
علاوة عن ذلك، يهدف الاستعراض العسكري بحسب ميزاب إلى التأكيد أن “الجزائر المستقرة تتماشى مع التحولات العالمية والإقليمية”.
وبحسب الخبير ذاته، فإن الرسالة الأهم أننا قوة إقليمية وأن الجزائر بوابة لا يمكن تجاهلها في مناقشة قضايا المنطقة، كما أننا لا نحتاج لتحالفات على حساب سيادتنا.
المحلل السياسي وأستاذ العلاقات الدولية، بشير شايب:
“رسالة مفادها أن الجزائر صامدة وقوية”
اعتبر المحلل السياسي وأستاذ العلاقات الدولية، بشير شايب، أن الإحتفالات المخلدة للذكرى الستين لعيد الاستقلال والتي تميزت باستعراض عسكري غير مسبوق، تحمل رسالة مزدوجة للداخل والخارج، وتأكيد على أن الجزائر “صامدة وقوية وأن جزائر اليوم ليست جزائر ما قبل عشرين سنة الماضية”.
وقال بشير شايب في تصريح لـ”الجزائر” إن الاحتفالات بالذكرى الستين لعيد الاستقلال والتي تضمنت عروضا عسكرية، وحضورا دوليا، وجماهيريا واحتفالات غير مسبوقة، تريد من خلالها الجزائر تمرير رسالتين، الأولى للداخل والثانية للخارج”.
وأوضح شايب أن هذا العرض يؤكد على أن “الجزائر على استعداد لصد أي اعتداء من أي طرف مهما كان”، كما أن الحضور الدولي للاحتفال قد يقرأ منه أن هناك “رسم لخارطة معينة”، قد تكون تحالفات مستقبلية.
المحلل السياسي، رضوان بوهيدل:
“من أهم رسائل الإستعراض وحدة الصف”
أكد الأستاذ بكلية العلوم السياسية بجامعة الجزائر، رضوان بوهيدل لـ “الجزائر” أن الاستعراض العسكري الضخم الذي نظمته الجزائر أمس، احتفالا بالذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية “يحمل رسائل مهمة جدا على المستوى الداخلي والخارجي وهو فرصة للإظهار قوة وجاهزية الجيش الوطني الشعبي”.
وأوضح بوهيدل في السياق ذاته أن من أهم الرسائل الداخلية التي يحملها هذا الحدث هو وحدة الصف وهو أيضا رد على كل من يحاول التشويش على الجزائر.
وأشار المتحدث إلى أن العرض العسكري الضخم “بمثابة طمأنة للشعب الجزائري بأن الجزائر بين أيادي أمينة خاصة وأن الاستعراض يركز على قوة الجيش الوطني الشعبي وجاهزيته لردع كل الاعتداءات على الوطن خاصة في ظل التحولات الإقليمية والدولية”.
ونوه بوهيدل بحضور رؤساء ووفود عدة دول شقيقة وصديقة، لمشاركة الجزائر فرحتها بهذا الحدث المجيد كما أنه يظهر متانة علاقات الجزائر مع محتلف الدول.
واعتبر بوهيدل أن “الاستعراض يؤكد أن الجزائر ليس لديها أي تبعية لأي جهة دولية، بل هي مستقلة وحرة وأنها قوة إقليمية فعلا وليس مجرد كلام، وهذا ما يتأكد في جاهزية الجيش الوطني الشعبي ومستوى التكوين الهيكلي، التنظيمي والوظيفي الذي بلغه”.
أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، بوحنية قوي:
“رسالة قوية وتأكيد على متانة علاقة الجيش بالأمة”
كشف أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، بوحنية قوي، أن الاستعراض العسكري الذي أجرته الجزائر “رسالة قوية وتعبير عن استعداد وجاهزية الجيش الشعبي الوطني”.
وأكد بوحنية قوي في تصريح لـ”الجزائر” أن “الإستعراض العسكري يوضح احترافية المؤسسة العسكرية ورسالة متانة علاقة الجيش بالأمة”.
كما أوضح قوي أن الاستعراض العسكري “يبرز الهوية والتحرر من نير الإستعمار ورسالة تكامل المؤسسة العسكرية عبر أجيالها”.
جمعتها: فلة سلطاني/رزيقة.خ