الأحد , نوفمبر 24 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الوطني / بين المشاركة والمقاطعة ودعم بوتفليقة:
“الإسلاميون”.. جمعتهم التشريعيات وفرقتهم الرئاسيات !!

بين المشاركة والمقاطعة ودعم بوتفليقة:
“الإسلاميون”.. جمعتهم التشريعيات وفرقتهم الرئاسيات !!

يدخل الإسلاميون رئاسيات أفريل 2019، متفرقين ومنقسمين على أنفسهم مثل كل مرة، وقد أعلن كل من رئيسا حركة مجتمع السلم والبناء الوطني على التوالي عبد الرزاق مقري وعبد القادر بن قرينة، نيتهما الترشح للانتخابات الرئاسية وهما المنتميان للمدرسة السياسية نفسها، ويمتلكان الوعاء الانتخابي ذاته، في حين تتجه أحزاب إسلامية أخرى كجبهة العدالة والتنمية نحو مقاطعة الموعد الرئاسي وستعمل حركة الإصلاح الوطني على مساندة ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة خامسة.. وكقراءة لهذا الوضع يتساءل البعض: لماذا لم يستطع “الإسلاميون” تحقيق وحدة صفوفهم في الرئاسيات مثلما يتوحدون في الانتخابات التشريعية ؟؟.
لم تستطع الأحزاب الإسلامية كالعادة، ترسيم أدنى توافق بينها بهدف إخراج “الفارس القوي” القادر على تمثيلها في الانتخابات الرئاسية لتحقيق المعجزة، وليست هذه القاعدة جديدة بل هي عادة “متوارثة” لدى أحزاب التيار الإسلامي في الجزائر، بحيث لم تقدر ولا مرة واحدة على رفع التحدي والابتعاد عن الضغوط والإكراهات والخلافات في سبيل التكتل فيما بينها والخروج بـ”مرشح” مشترك تخوض به غمار المنافسة الانتخابية، وهي التي تظل ترافع من أجل “التوافق” الوطني بين كل التيارات ومع رجالات السلطة لإنقاذ البلاد من أزمتها المتعددة، كما تتصور، في حين فشلت في تحقيقه بين صفوفها.
قررت “حمس” أكبر حزب إسلامي في البلاد، ترشيح رئيسها عبد الرزاق مقري بعد أسابيع من بحثها على طريقة مجدية لإقناع “صناع القرار” بتأجيل موعد الانتخابات، وتمديد عهدة الرئيس بوتفليقة وثمن ذلك: مباشرة إصلاحات سياسية واقتصادية بصورة مستعجلة، وبعد سقوط هذه “الورقة” في الماء من أيدي الحركة، توجهت “حمس” نحو خيار المشاركة في الرئاسيات بناء على حسابات سياسية ضيقة، تتعلق أساسا بمستقبل رئيس الجمهورية، وإن كان مقري وأنصاره يرفعون خطابا منمقا ومملوءا بعبارات وردية غارقة في التفاؤل بخصوص قدرتهم على قلب موازين القوى بفضل برنامجهم الانتخابي، ومناصريهم في كل الولايات، فإنه في الجهة المقابلة لن تجد “حمس” هذه المرة الباب مفتوحا في ساحة “المعركة” لتغرف من الوعاء الانتخابي للإسلاميين بكل سهولة خاصة من أنصار التيار “الإخواني” بالنظر إلى إعلان عبد القادر بن قرينة رئيس حركة “البناء الوطني” بدوره ترشحه للانتخابات، وهو القيادي والوزير الأسبق عن حركة مجتمع السلم إبان عهد رئيس الحركة الراحل محفوظ نحناح.. فهل ترشح بن قرينة سيكون العقبة الأولى أمام مقري لكسب عدد أكبر من أصوات الناخبين ؟؟، أم أن عدول أبو جرة سلطاني عن المشاركة سيكون في صالح مخطط “غريمه” عبد الرزاق مقري ؟؟.
وكدليل على انقسام التيار الإسلامي، تتجه جبهة العدالة والتنمية بزعامة رئيسها عبد الله جاب الله إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية، وحسب جاب الله فإنه لا يرى “أي جدوى من المشاركة في هذا الاستحقاق، طالما أنه لم يتم إحداث إصلاح جوهري في نظام الانتخابات من خلال إسناد مسألة تنظيم الانتخابات إلى هيئة مستقلة تتميز بالنزاهة والاستقلالية”، ويعتقد جاب الله أن الانتخابات في الجزائر “لا تحل أي مشكلة سياسية، بسبب طبيعتها التي تتحكم فيها أجهزة السلطة”، وسبق لجاب الله الترشح لمنصب رئيس الجمهورية مرتين متتاليتين وبالضبط عامي 1999 و2004 ليقرر بعدها العدول عن المشاركة في الانتخابات الرئاسية، بعدما عانى داخل أحزابه التي كان يشكلها ليتم في الأخير “الانقلاب” عليه من طرف رفاقه بطرق كثيرا ما أثارت الجدل وفي النهاية فصل فيها القضاء لغير صالحه.
وعلى عكس بقية أخواتها من التشكيلات الإسلامية، فضلت حركة “الإصلاح الوطني” إعلان دعمها لإعادة ترشيح الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة، وهو الموقف الذي فاجأ جميع المراقبين، في نوفمبر الفارط، بما أن حزب فيلالي غويني كان محسوبا قبل أشهر قليلة على تكتل المعارضة التي كانت تنادي برحيل النظام الحالي والدعوة إلى وضع مرحلة انتقالية تضع البلاد على سكة الديمقراطية، فماذا طرأ في بيت “الإصلاح الوطني” حتى تنقلب على نفسها ورفيقاتها في المعارضة بمئة وثمانين درجة ؟؟.
وتعرف الأحزاب الإسلامية ككل مرة انقسامات في معسكرها بخصوص التعامل مع الانتخابات الرئاسية بالنظر إلى حظوظها في هذا الموعد الهام على عكس التشريعيات، التي أصبحت تعرف تحالفات كـ”موضة” سياسية بين مجموعة من الأحزاب للدخول بقوائم مشتركة، مثلما حصل في تشريعيات 2012 عندما قررت “حمس” والنهضة والإصلاح الوطني في خضم ثورات الربيع العربي صناعة تحالف مشترك بعنوان “تكتل الجزائر الخضراء” دخلت بواسطته الانتخابات وفي التشريعيات الأخيرة في ماي 2017 اجتمعت أحزاب إسلامية ثلاثة بشعار واحد “الاتحاد من أجل العدالة والنهضة والبناء” ودخلت بها الاستحقاق لتتحصل على مقاعد معتبرة في الغرفة السفلى للبرلمان، نفس الشأن حصل مع الاندماج الذي حصل بين جبهة التغيير التي كان يترأسها الوزير الأسبق عبد المجيد مناصرة وحركة مجتمع السلم.
إسلام كعبش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super