جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
أنهت العديد من الهياكل التربوية المدارس في الأطوار التعليمية الثلاث من عمليات ترميم وإعادة التهيئة، تحسبا للدخول المدرسي المقبل، وذلك حسب التقارير المرفوعة للعديد من المديريات في مختلف ولايات الوطن، حيث أسدى وزير التربية الوطنية محمد واجعوط ، بالتنسيق مع الوزارة الأولى ومديريات الصحة للولايات والحماية المدنية، تعليمات في إطار التحضير للدخول المدرسي المقبل، بضرورة الالتزام باستكمال كافة المشاريع في آجالها المحددة والمتابعة الدقيقة لبرنامج الإصلاحات التي تعرفها المؤسسات التربوية في مختلف الولايات.
وخصصت وزارة الداخلية والجماعات المحلية أغلفة مالية لكل ولاية وذلك في إطار الوقاية من الفيروس الذي تزداد مخاطر انتشاره يوما بعد يوم، ومن أجل تجسيد عملية التعقيم على المستوى الوطني دون استثناء أي مؤسسة بما فيها مؤسسات التربية والتعليم الخاصة وعلى الخصوص المراحيض ودورات المياه والمطاعم المدرسية وكذا المخابر العلمية، كما وأمرت الوصاية في هذا الشأن مديريات التربية باتخاذ الإجراءات اللازمة لتنظيف وتحضير المؤسسات التربوية لسلامة التلاميذ تحسبا للدخول المدرسي.
ومنذ أن أمرت السلطات الولائية بمباشرة تهيئة وتعقيم المدارس، تعمل السلطات المحلية في مختلف البلديات للولايات لتجسيد مشروع تهيئة وتعقيم المدارس خلال العطلة الصيفية، واغتنام الفرصة لتجهيز مختلف الابتدائيات والمتوسطات والثانويات، بدعم من مديريات التربية -غرب، شرق ووسط- ومديريات التربية في مختلف ولايات الوطن، واستغلت المديريات بالتناسق مع البلديات العطلة الصيفية لترميم وإعادة تهيئة المؤسسات التربوية وتعقيمها بشكل جيد.
وفي هذا السياق، تم الإعلان في أغلب مواقع مديريات الفرعية لبعض الولايات عن عدة عمليات تخص إعادة تأهيل المدراس في مختلف ولايات الوطن، حيث تخضع لأشغال ترميم التصدعات وطلاء الجدران وتغيير الأبواب وتهيئة الساحات والمراحيض وغيرها من أشغال الترميم والتهيئة، وحظيت عديد المدارس بمختلف أحياء البلدية بعمليات تهيئة وترميم تدخل ضمن برنامج إعادة الاعتبار للمدارس والمؤسسات التربوية الموجودة عبر تراب البلديات من أجل ضمان تمدرس جيد لتلاميذها وتوفير جو ملائم وسط محيط تتوفر به كافة الشروط المطلوبة لضمان استقرار الدخول المدرسي المقبل.
وفي ذات الصدد، وجه رئيس الديوان بوزارة التربية الوطنية، مراسلة مستعجلة إلى مديري التربية للولايات يأمرهم بالشروع مباشرة في تعقيم المؤسسات التربوية الموزعة على المستوى الوطني خاصة المدارس الابتدائية، وذلك بالتنسيق والعمل مع مصالح الحماية المدنية ومديريات الصحة للولايات، لتجهيزها قبل شهر أوت المقبل، وهو تاريخ انقضاء العطلة بغية الوقاية من تفشي الفيروس في الوسط المدرسي باعتبار أن المؤسسة التربوية هي المكان الأنسب لاستقبال التلاميذ في ظروف صحية وسليمة، وذلك على خلفية التقارير المرفوعة للوزير والتي أظهرت تماطل معظم مديري التربية للولايات في تنفيذ العملية ميدانيا بعد استفادة أغلبهم من عطلة مدفوعة الأجر أين تم تسريح معظم العمال والموظفين.
مديريات التربية ترفع تقاريرها السنوية
وفي سياق متصل، أكدت بعض المصادر عن انتهاء أشغال التهيئة وإعادة الاعتبار بعدة مدارس على سبيل المثال مدرسة مسياد عياد والتي كانت آخر مدرس ترمم فيها من ضمن برنامج ولاية قالمة لتهيئة 250 مؤسسة تعليمية، واستلام عدد كبير من أقسام التوسعة من ضمن برنامج الولاية لإنجاز 96 قسم توسعة عبر الولاية، بعنوان صندوق التضامن والضمان للجماعات المحلية وتحضيرا لحلة جديدة للدخول المدرسي المقبل، أما مديرية ولاية ميلة أعلنت عن قروب انتهاء جل ﺗﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻟﻠﻄﻮﺭ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ، فيما لاتزال المؤسسات التعليمية الاخرى قيد الانجاز.
وفي نفس الإطار، حسب التقرير السنوي لولاية الجزائر، فإن عملية التنظيف انتهت في 1048 مؤسسة، أصبحت جاهزة لاستقبال التلاميذ خلال الدخول الاجتماعي المقبل، أما فيما يتعلق بالإصلاحات وأشغال الصيانة، فانتهت في 351 مؤسسة تربوية أخرى، فيما تبقى الأشغال متواصلة في المؤسسات الأخرى، هذا وستخضع 600 مؤسسة تربوية في الأطوار الثلاثة لعملية ترميم وصيانة وإعادة تجهيزها وتزويدها بالتدفئة، مع تنظيفها وطلائها، وتم إحصاء 656 مؤسسة ستستفيد من هذا البرنامج و387 مؤسسة بحاجة إلى طلاء، وكذا تعقيم، علاوة على تسليم في الدخول المدرسي الفارط مجموعة 656 مرفق تربوي جديد في الأطوار التعليمية الثلاثة.
وفي ذات الصدد، سيتم استلام خلال الدخول المدرسي المقبل في ولاية الجزائر فقط 70 مجمع و17 مطعم مدرسي إلى جانب 16 متوسطة و7 ثانويات و34 قسم توسيعي، وييندرج ذلك ضمن جهود الولاية لتحسين شروط تمدرس التلاميذ عبر مختلف الأطوار التعليمية، وحسب مصادر من الولاية ذاتها، فإنه بعد توفير الأوعية العقارية وكذا في إطار التحضيرات الخاصة بالدخول المدرسي المقبل يتم الانطلاق في إنجاز مشروع 98 مؤسسة تربوية عبر مختلف المقاطعات الإدارية للعاصمة.
الاستعجال بتعقيم المدارس والمنشآت التربوية
ويجدر الذكر، أن وزارة التربية الوطنية طالبت من مديريها التنفيذيين بالاستعجال بتعقيم المدارس والمنشآت التربوية في أقرب الآجال، كما أمرتهم بتعميم التعقيم في كل ولايات الوطن، حيث علمت مصالح واجعوط أن الكثير من مدراء المؤسسات التعليمية في الأطوار الثلاثة لم يشرعوا في عملية التعقيم التي من الوارد أن تبدأ مع تعليق الدراسة وتدوم ثلاثة أسابيع كاملة، وأمرت في مراسلات للاستعجال بتهيئة وتعقيم المنئشات التربوية قبل الدخول المدرسي المقبل، خصوصا وأن المدارس هذا العام تفتح أبوابها قبل أوانها للمراجعة لفئة التلاميذ المترشحين المقبلين على الامتحانات الرسمية، وعليه دعت وزارة التربية الوطنية في منشور- إطار خاص بالدخول المدرسي 2020-2021 كل المتدخلين المعنيين الى توفير الظروف الجيدة والملائمة لضمان دخول مدرسي ناجح وانطلاق “فعلي” للدروس يوم 4 أكتوبر القادم في ظل الاحترام الصارم والدائم للإجراءات الوقائية والصحية.
كما دعت الوزارة الوصية إلى ضرورة تجند كافة المسؤولين من مديري التربية، مديري المدارس ورؤساء المصالح والمكاتب بمديريات التربية للمساهمة في تقديم الطمأنينة اللازمة للتلاميذ فور عودتهم من العطلة التي تم تقديمها بأسبوع .
وفي هذا الصدد، أوضحت الوزارة أن الظرف الصحي الاستثنائي الذي تمر به البلاد على غرار باقي دول العالم يستوجب على القائمين على قطاع التربية الوطنية، في كل مستواه وعلى جميع الأصعدة، مضاعفة الجهود وتنسيق الأعمال بين جميع المتدخلين لمواصلة احترام تطبيق الترتيبات الوقائية والاحترازية، والتقيد بها وانجاز الأعمال المرتبطة بضمان ديمومة الخدمة العمومية لمرفق التربية الوطنية وكذا العمل على إعادة فتح المؤسسات المدرسية بعد تعقيمها وتهيئتها مع المحافظة على صحة التلاميذ والمستخدمين وسلامتهم وفق بروتوكول صحي يعد لهذا الغرض بالتنسيق مع القطاعات المختصة.
تعديلات على ميزانيات المنشآت التربوية
وفي شق آخر، شددت وزارة التربية الوطنية في تعليمة اخرى وجهتها لمديري التربية للولايات أنه تنفيذا للترتيبات الواردة ضمن التعليمة الوزارية رقم 07 بتاريخ 01 جويلية 2020 المتعلقة بميزانيات تسيير المؤسسات التربوية، على ضرورة الامتثال إلى القواعد و كل الإجراءات الرامية إلى تجسيد الصرامة الميزانياتية ووضعها موضع التنفيذ خلال عملية التخصيص للإنفاق العام، وتجنب المصاريف غير الضرورية التي ليس لها أثر مباشر على تحسين ظروف تمدرس التلاميذ، بالإضافة إلى ترشيد عمليات إقتناء واستهلاك الوسائل والأدوات المكتبية مع التحكم في تسيير المخزون، والتقليص والترشيد في الأعباء خاصة المتعلقة باستخدام بعض الخدمات على غرار الهاتف والكهرباء والماء والمكيفات الهوائية والتدفئة.
كما أشارت الوزارة الوصية إلى أن نفقات الاطعام بعد التعديلات التي طرأت على ميزانيات المتوسطات و الثانويات اصبحت تقدر بـ 16000 دينار بالنسبة للتلميذ الداخلي و 8000 دينار للتلميذ نصف داخلي، مشددة على ضرورة تجسيد التوجيهات والمعطيات السالفة الذكر أثناء إعداد الميزانيات التعديلية لكل من المتوسطات والثانويات للسنة الدراسية المقبلة.
إعادة استغلال الإعتمادات المخصصة للتغذية المدرسية
وأضحت الوزارة بأنه يجب الالتزام بالتدابير والإجراءات القانونية السارية المفعول مضاف إليها التدابير الواجب اتخاذها والعمل بموجبها خلال إعداد مشاريع الميزانيات التعديلية للمؤسسات التربوية المعنية بهذا الاجراء للسنة المالية 2020 من خلال التقيد ببعض التوجيهات العامة لاسيما الاستغلال الأمثل للموارد المالية وتثمينها بغرض التحضير الجيد والمحكم لاستقبال التلاميذ في الظروف اللائقة.
وأوضحت الوزارة الوصية في ذات التعليمة، أن ذلك يكون عن طريق استدراك النقائص المسجلة جراء تراجع ميزانيات المؤسسات التعليمية خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، ووضع النفقات الضرورية كأولية تحظى بالعناية التامة في تمويلها ضمن هذه العملية والمرتبطة أساسا بتوفير الوسائل البيداغوجية والمدرسية الضرورية وبالتكاليف الملحقة، كما تقرر اعادة استغلال ميزانية الاطعام للفصل الثالث بسبب توقف الدراسة و توجيهها نحو توفير الوسائل البيداغوجية والمدرسية الضرورية ودعم التكاليف الملحقة على غرار الكهرباء، الغاز، الماء، الصيانة والنظافة، وإعادة استغلال الاعتمادات المخصصة للتغذية المدرسية لكل من المتوسطات والثانويات الخاصة بالفصل الثالث بما يخدم قطاع التربية.
أميرة امكيدش