يتفاقم وضع القطاع الصحي في قطاع غزة في ظل استمرار العدوان الصهيوني منذ 24 يوما خاصة مع عدم توفر الكهرباء والوقود والمستلزمات الطبية وانقطاع الإتصالات وشبكة الإنترنت.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تم استهداف سيارات الإسعاف التي تنقل الجرحى، مما أدى لمقتل العشرات من الأطقم الطبية وإصابة الكثير من المسعفين بجراح بالغة وتوقفهم عن العمل لتزداد الأوضاع سوءا .
ويواصل الكيان الصهيوني قصف المنازل والمستشفيات والطواقم الطبية في قطاع غزة على مدار الساعة، متجاهلا القانون الدولي الذي يعد هذه الأمور جرائم حرب، مما جعل القطاع الصحي على شفا كارثة مؤكدة.
مستشفيات خارج الخدمة
وبسب القصف والعدوان ونفاد الوقود خرج العديد من المستشفيات في غزة عن الخدمة حيث تصل نسبة إشغال المستشفيات إلى أكثر من 150%، في حين أن مجمع الشفاء الطبي وصل عدد المرضى فيه إلى 5 آلاف مريض، وهو مخصص لاستقبال 700 مريض فقط.
ويؤكد ما سبق أن مستشفيات غزة على حافة الهاوية بشهادة الأهالي والمراقبين هناك والمنظمات الدولية، فالمستشفيات اليوم مليئة بالآلاف من المصابين الذين يتلقون الرعاية الطبية رغم شح الإمكانات الطبية والعلاجية والمئات منهم يفترشون الأرض حيث لم يعد هناك أي مأوى أو مسكن.
وفي هذا السياق، شددت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، على ضرورة العمل على إدخال المستلزمات الطبية والأدوية إلى القطاع لعلاج المرضى والجرحى، لمنع وقوع كارثة إنسانية أكبر من التي تواجه غزة هذه الأيام، محذرة من التهديدات المستمرة لمستشفيات قطاع غزة من الاحتلال الصهيوني بالإخلاء، التي كان آخرها مستشفى القدس التابع للهلال الأحمر.
وناشدت وزيرة الصحة الفلسطينية المجتمع الدولي بالتدخل وكسر صمته لحماية المستشفيات والطواقم الطبية في قطاع غزة، التي طالها القصف والقتل والتدمير، وقالت إن استمرار الصمت العالمي هو ضوء أخضر لتنفيذ الكيان الصهيوني تهديداتها بإخلاء مستشفى القدس، وما قد يعنيه ذلك من قصف وشيك.
مستشفيات ترفض الإخلاء رغم التهديدات
من جانب آخر، رفضت المستشفيات في قطاع غزة الخضوع لتهديدات جيش الكيان الصهيوني المتكررة بإخلائها، حيث قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن سلطات الاحتلال الصهيوني جددت أول أمس، تحذيراتها بقصف مستشفى القدس، والأمر بالإخلاء الفوري له.
وحملت الجمعية الاحتلال المسؤولية عن سلامة من في المستشفى من المواطنين، مؤكدة في بيان مقتضب أنها لن تخلي المستشفى، ومطالبة المجتمع الدولي بالتدخل الفوري والعاجل لمنع وقوع مجزرة.
مناشدات دولية
أدانت منظمة الصحة العالمية بشدة في بيان لها أوامر الكيان الصهيوني بإخلاء المستشفيات، قائلة إن الإجلاء القسري للمرضى والعاملين في القطاع الصحي سوف يفاقم الكارثة الإنسانية والصحية الحالية.
وقالت إن حياة كثير من المرضى من أصحاب الحالات الحرجة تواجه وضعا حرجا، مشيرة إلى أن المرضى في وحدات الرعاية المركزة، والذين يعتمدون على أجهزة التنفس الصناعي والنساء اللاتي يعانين من مضاعفات الحمل وآخرين، يواجهون تدهورا وشيكا لحالتهم الصحية أو الوفاة إذا تم إجبارهم على التحرك وحرمانهم من الرعاية الطبية المنقذة للحياة أثناء إجلائهم.
وجددت وزارة الصحة الفلسطينية مناشدتها للمجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية والدولية، بتوفير حماية عاجلة للمستشفيات ومراكز العلاج وسيارات الإسعاف والكوادر الصحية والمرضى والجرحى الذين يتعرضون يوميا للقصف الصهيوني.
وبدورها، قالت حركة المقاومة الإسلامية ” حماس ” في وقت سابق إن مطالبة جيش الصهيوني المستشفيات بالإخلاء جريمة جديدة، وتعكس النوايا الإجرامية المبيتة ضد قطاع غزة بمنع الخدمات الصحية الأساسية والطارئة، ودعت الحركة، الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية ذات العلاقة إلى التدخل العاجل لوقف الكيان الصهيوني عن مخططاتها الإجرامية باستهداف المستشفيات والأطقم الطبية وبقية المؤسسات العاملة في الحقل الإنساني.
ممثل حركة “حماس” بالجزائر، الدكتور يوسف حمدان، لـ”الجزائر”:
“قطاع غزة يعاني من كارثة صحية”
أكد ممثل حركة “حماس” بالجزائر، الدكتور يوسف حمدان، أن “قطاع غزة يعاني من كارثة صحية بكل المقاييس، وحركة المقاومة الإسلامية “حماس” أكدت في العديد من المرات أن الوضع الصحي في قطاع غزة لم يعد يحتمل”.
وأوضح حمدان في تصريح لـ”الجزائر”، أن “المستشفيات في غزة أعلنت انهيارها وعدم قدرتها على التعامل مع الجرحى والمرضى التي تصل إليها تباعا”.
وأشار المتحدث أن المنظومة الصحية وصلت إلى مرحلة هي الأسوأ في تاريخها، خاصة وأن الكيان الصهيوني يتعمد إضعاف المنظومة الصحية بالإستهداف المباشر والتهديد وإنذارات الإخلاء ومنع الوقود وقطع الكهرباء، فالكثيرون فقدوا حياتهم بسبب عدم توفر الإمكانيات الطبية والطاقات البشرية من الطواقم الطبية.
وأبرز المتحدث نفسه، أن “21 ألف جريح يتكدسون في مستشفيات غزة في ظل غياب الأدوية وانقطاع التيار الكهربائي وإغلاق المعابر ومنع وصول المستلزمات الصحية لذلك فنحن أمام كارثة صحية أعلنت عنها وزارة الصحة وكل المنظمات الدولية أكدت ذلك”.
ودعا حمدان الدول العربية للضغط من أجل فتح معبر رفح البري لنقل الجرحى وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة لإنقاذه من “الكارثة الإنسانية وحرب الإبادة الجماعية”.
وأكد على دور المستشفيات الميدانية التي من شأنها التخفيف من وطء هذه الكارثة الإنسانية في ظل مواصلة الكيان الصهيوني ممارسة جرائمه غير المسبوقة بحق الشعب الفلسطيني.
فلة. س