قال الابراهيمي في رسالته إن المؤسسة العسكرية تتسم بالانضباط وتفادي التدخل المباشر في الشأن العام، لكنھا في ھذا الظرف الخاص يجب أن تُصغي إلى اقتراحات النخب وعقلاء القوم، وأن لا تكون سندا لمؤسسات لا تحظى بالرضى الشعبي حتى وإن كانت في وضع دستوري ثابت كان مبرمجا لحالات عادية، ولیست استثنائیة كالتي نمر بھا الیوم. بالمقابل، لا يجب أن تكون مشروعیة تدخل المؤسسة العسكرية بديلا عن الشرعیة الشعبیة، بل علیھا أن تكون قناة لتحقیق ھذه الشرعیة عبر الاستجابة الواضحة للمطالب الشعبیة وفق قراءة واعیة ومسؤولة للواقع السیاسي وضغوطات المرحلة، بحیث لا تنحرف ھذه المشروعیة إلى إعادة إنتاج وسائل وآلیات الحكم السابق عبر عناوين جديدة يلتبس فیھا مبدأ الاستقرار المؤسساتي والدستوري بريبة المطامع السلطوية التي لا تخلو منھا أي نفس بشرية.