نشرت صحيفة الغارديان وثيقة مسربة من مكاتب المجلس الأوروبي أوضحت أن الاتحاد الأوروبي يفكر في إنشاء معسكر على شواطئ أفريقيا الشمالية لإيواء المهاجرين وبحث طلباتهم الخاصة باللجوء إلى دول الاتحاد.
كما تبين الوثيقة أن الفكرة تهدف إلى تجنيب الراغبين في الهجرة إلى دول الاتحاد الأوروبي تلك الرحلات الخطيرة والمغامرات عبر قوراب الموت عبر مياه البحر المتوسط والتي يلقى خلالها الآلاف مصرعهم كل عام .
وصيغت الوثيقة تمهيدا لاجتماعات القمة الأوروبية، المنتظرة الأسبوع المقبل، وقد لقيت قبول أغلب قادة دول التجمع الأوروبي على حد تعبير الصحيفة التي تقول إن التأييد نشأ من حقيقة أن أغلب رحلات المهاجرين غير الشرعيين لدول الاتحاد تبدأ من دول شمال أفريقيا أو تمر بها على الأقل .
وستسعى هذه المعسكرات للتمييز بشكل مبكر بين المهاجرين لأسباب اقتصادية وبحثا عن حياة أفضل، وأولئك الذين يبحثون عن حماية من المجتمع الدولي، وهكذا سيُفصل بين هذين النوعين من المهاجرين قبل أن تبدأ رحلتهم عبر مياه البحر المتوسط .
والتقت المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قرب برلين كي يتبادلا وجهتي النظر بينهما لتقريب الآراء وخوفا من بدء انكشاف خطة الاتحاد الأوروبي لوسائل الإعلام.
لكن هناك مشكلة، كما تقول الغارديان، في كيفية قبول دول شمال أفريقيا استضافة هذه المعسكرات على أراضيها .
ويعتزم وزير الداخلية الإيطالي الجديد ماتيوسالفيني رئيس رابطة الشمال اليمينية المتشددة، القيام بزيارة الى الجزائر قريبا على غرار تونس، المغرب، مصر وليبيا، للقاء المسؤولين الجزائريين وتباحث ملف الحراقة الذين يتدفقون على بلاده بشكل كبير جدا، بعد أن بلغ عددهم مؤخرا قرابة مليون مهاجر غير شرعي.
وتريد الدول الأوربية أن تتخلص من الموجات البشرية المتدفقة إليها من دول افريقية ،بإيقافهم في شمال افريقيا قبل أن يصلوا إلى أوربا .
وبالمقابل ترفض الجزائر أن تتحول إلى مركز لتجميع المهاجرين الغير شرعيين القادمين من جنوب الصحراء الكبرى ،على الرغم من الانتقادات التي تطالها من المنظمات الحكومية والغير حكومية التي تنتقدها بين الفينة والأخرى بحجة إساءة معاملة المهاجرين ،الا أنها تواصل التمسك بقرارها الرافض لتحويل أراضيها مرا كزا للمهاجرين الغير شرعيين.
كما ترفض الاتهامات الخطيرة التي تهدف إلى المساس بصورة الجزائر وعلاقاتها مع جيرانها في الجنوب .
ونددت الخارجية الجزائرية بما تتعرض له من حملة مغرضة تقودها العديد من المنظمات غير الحكومية التي تتهمها بإخلالها بالتزاماتها الدولية في التضامن مع مهاجري البلدان الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء و استقبالهم وضيافتهم .
وكانت منظمات حقوقية قد أطلقت تحذيرات من استئناف الجزائر لترحيل المهاجرين الأفارقة، بحجة أنه سيؤدي إلى عواقب وخيمة على حياة المهاجرين وظروف معيشتهم، وكشفت منصة الهجرة في الجزائر أنه “بعد موجة الترحيل الكبيرة في سبتمبر وأكتوبر الماضيين، استؤنف الترحيل في الجزائر منذ 10 فيفري الماضي “.
وجاءت التحذيرات من 21 منظمة دولية وجزائرية للأعضاء في المنصة، منها أطباء العالم، و”كاريتاس”، والرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان والتي تحدثت عن “العواقب الكارثية لهذا الترحيل من دون تمييز في الجنسية “.
أما الخارجية الجزائرية فردت على تلك الاتهامات بالقول “انطلاقا من أهم الأدوات الدولية والإقليمية لحقوق الإنسان لم تلتزم الجزائر فقط بواجباتها الدولية في كل الظروف بل إنها أدرجت كذلك في دستورها مبدأ عدم التمييز بين المواطنين والرعايا الأجانب المتواجدين على أرضها إذ يتمتعون وأملاكهم بحماية القانون” .
رفيقة معريش
الرئيسية / الاقتصاد / أملا في إقناع دول المنطقة :
الاتحاد الأوربي يفكر في إنشاء معسكرات للمهاجرين بشمال افريقيا
الاتحاد الأوربي يفكر في إنشاء معسكرات للمهاجرين بشمال افريقيا
أملا في إقناع دول المنطقة :
الوسومmain_post