الثلاثاء , نوفمبر 5 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / المحلي / وسائل النقل تعجز عن استيعاب الزائرين:
الازدحام والاكتظاظ يفسدان جولة المثقفين في “سيلا 2018”

وسائل النقل تعجز عن استيعاب الزائرين:
الازدحام والاكتظاظ يفسدان جولة المثقفين في “سيلا 2018”

يعرف المعرض الدولي للكتاب الذي يحتضنه قصر المعارض إقبالا كبيرا للمواطنين ومن مختلف ولايات الوطن، حيث يغتنم هؤلاء فرصة تنظيم مثل هذه المعارض التي لم تعد زيارتها تقتصر على المثقفين فقط من أجل التنزه وقضاء أوقات ممتعة مع الأبناء خاصة وأنه تزامن مع عطلة استفاد منها المتمدرسين بمناسبة ذكرى أول نوفمبر، حيث غصّت مختلف أجنحته بأعداد كبيرة وهائلة من المثقفين والشغوفين المتعطشين للإطلاع على جديد دور النشر واقتناء ما يحتاجونه من الكتب، بالإضافة لعديد العائلات، والتي انتهزت فرصة العطلة المدرسية حتى ترافق أبنائها لهذا الحدث الهام، وهو ما خلق حالة من الفوضى وموجة استياء كبيرة لدى زوار المعرض وحتى مستعملي الترامواي.

يعرف المعرض الدولي للكتاب و الذي ينظم كل سنة بقصر المعارض الصنوبر البحري بولاية الجزائر، و الذي يعتبر من أكبر معارض الكتاب في العالم، و يعرف مشاركة العديد من الدول، حيث عرف المعرض الدولي توافد الكم الهائل من الزوار مقارنة بالسنة الماضية و الذي وصل عدد الزوار في يوم افتتاحه حوالي نصف مليون زائر، لكن مقصد الحديث هو عن المخلفات التي يتركها الزوار ورائهم، والعارضون المشاركون الذي يفسد مظهر الحفاظ على نظافة المحيط وتقديم صورة جيدة أمام المشاركين خاصة أن الموعد تشارك فيه 47 دولة ويستقطب أزيد من 1000 دار نشر.

وسائل النقل تعجز عن استيعاب الحشود

عرفت طرق الجهة الشرقية بالعاصمة ازدحاما مروريا كبيرا بسبب افتتاح معرض الجزائر الدولي للكتاب على غرار وسائل النقل التي شهدت اكتظاظ كبير وحتى التراموي وهو ما يشير لإقبال كبير على المعرض .

اكتظاظ كبير الذي  تشهده مختلف وسائل النقل التي تعمل على الخطوط الرابطة بهذا المكان الذي يسجل أصحابها مداخيل معتبرة خلال هذه الأيام، فبداية من الميترو إلى التراموي وكذا حافلات النقل، إلا أن التراموي يبقى الوسيلة المفضلة من طرف العائلات نظرا لانتظامه بالرغم من أنه يعرف توافدا كبيرا للمواطنين الذين عجزوا عن الاستيعاب مما دفع بالأعوان الذين وضعوا لضمان سلامة هؤلاء من طرف المؤسسة يقومون بتحديد الأعداد التي تقله تفاديا للاكتظاظ.

إقبال كبير لمختلف فئات المجتمع لاحظناه خلال الزيارة التي قمنا بها للمعرض، أين وجدنا الكبار والصغار والمسنين وكذا الرضع الذين كانت أمهاتهم تتجول بهم في عرباتهم، فيما صنع الأطفال في أرجاء معرض الكتاب الدولي فرجة مميزة في ظل الإزدحام الكبير والاكتظاظ الذي يعرفه.

كما  جعل   البعض  من الزوار جعلوا من المساحات الخضراء المحاذية للمعرض مكانا لقضاء الوقت والاسترخاء وكذا الأكل، خاصة وأن الطقس هذه الأيام جميل، فبمجرد الانتهاء من الاطلاع على ما يوفره المعرض من كتب في مختلف المجالات يحملون رحالهم باتجاه مكان مناسب يستمتعون فيه بالمناظر الجميلة، وفي الوقت الذي يتوافد العديد من الزوار على محلات الأكل المتوفرة بالمكان تفضل عائلات أخرى خاصة عديدة الأفراد جلب مأكولاتها ومشروباتها معها بسبب الغلاء التي تعرفه أسعار السندويتشات، حيث تجلس على العشب الطبيعي ومستمتعة بالطقس لتتجمع في هذه الأماكن، فتنظيمه يعتبر فرصة لكل عائلة من أجل قضاء الوقت.

ارتفاع أسعار الكتب يصنع الحدث

من  جهة أخرى عبّر  مختلف زوار الصالون الدولي للكتاب في طبعته الـ23 عن امتعاضهم لغلاء أسعار أنواع الكتب المعروضة إلى درجة أن بعض القراء وصفوها وكأننا في سوق من أسواق الجزائر خلال شهر رمضان الذي يشهد ارتفاعا فاحشا لأنواع السلع ، ودعوا دور النشر إلى تخفيض الأسعار حتى يتمكّن الطلبة والأساتذة من اقتناء الكتب التي يرغبون في الاطلاع عليها، فضلا عن أن الأسعار المنخفضة ستعمل على تشجيع ورفع منسوب القراءة في الجزائر. كما ذهب بعض الزوار أن هم هذه الدور الربح فقط، فهي لا يهمها تشجيع القراءة لدى الفرد والمواطن الجزائري البتة.

“ناتكوم” جندت أعون نظافة بالمعرض الدولي للكتاب

في نفس السياق، فقد تكفلت مؤسسة نات كوم و العاملة في مجال النظافة على جمع النفايات بالمعرض الدولي للكتاب في طبعته الـ 23 بقصر المعارض الصنوبر البحري، و هذا بعد أن تم إحصاء وزن هائل من النفايات في الطبعة الماضية من المعرض الدولي، و سعت الشركة في نظافة و تجميع النفايات بالمعرض عن طرق تجنيد عدة فرق تضم حوالي 20 عون  نظافة، و أكد المتحدث أن  المؤسسة ستستمر في تطبيق مخطط التكفل بنظافة المحيط بموقع المعرض الدولي للكتاب 23 بصافكس طيلة أيام المعرض وبنفس الوتيرة.

و جاء عمل المؤسسة من أجل القيام بعملية التنظيف و التي تشمل كامل أجنحة المعرض الدولي للكتاب من خلال تخصيص الأعوان، حسب ما وضحه مدير مؤسسة “ناتكوم”، بلعاليا أحمد، يعملون على القيام بدوريات مداومة لتنظيف كامل الأجنحة على مدار الـ 24 ساعة، و كان من بين الخطط التي وضعتها المؤسسة هو مسايرة العمل خلال اليوم و قد حددت قيام الفرق بـ 100 عملية تنظيف لجمع نفايات و مخلفات الزوار و العارضين المشاركين في الصالون بهدف الحفاظ على نظافة المحيط و استقبال الزوار في صورة جيدة. في هذا الإطار تم تسخير العديد من الوسائل والتجهيزات لتنفيذ عمليات جمع وفرز النفايات على غرار تخصيص 5 شاحنات كبيرة وشاحنتين للكنس الكهربائي، إضافة إلى 5 شاحنات للكنس الميكانيكي، إلى جانب توفير أزيد من 50 حاوية بأحجام مختلفة للفرز الانتقائي لتسهيل مهام الأعوان خاصة فيما يتعلق بمادة الكارتون والنفايات الناجمة عن التحلل السريع للمواد العضوية كالأكل والمشروبات والقارورات البلاستيكية.

أما فيما يخص ارتفاع حجم نفايات مادة الكارتون والورق التي تسجل عادة  خلال المعرض كون الكتب المشاركة يتم تخزينها داخل علب من الكارتون وتكون مغلفة ليتم التخلي عنها خارج الأجنحة بعد عرضها واقتناء مخزونها من طرف الزوار ليقوم بعدها أعوان النظافة بعملية جمعها بصورة دورية حفاظا على نظافة الموقع في حين تمت عملية تدويرها واسترجاعها لاحقا من طرف المؤسسات المتخصصة في العملية و الرسكلة.

و يذكر أن المؤسسة قد سجلت خلال الطبعة الماضية سنة 2017 من المعرض الدولي للكتاب من جمع ما يناهز 1طن و320 كغ من النفايات المنزلية ممثلة في بقايا الأكل والأطباق التي يستهلكها زوار الصالون عادة على هامش حضور الصالون، إضافة إلى 100 طن مادة الكارتون، إلى جانب 320 كغ من مادة الخبز، حيث أن هذه المادة هي كمية معتبرة تعكس مستوى التبذير وغياب الاستهلاك العقلاني لدى بعض المواطنين.

الشاورما والسيلفي يغيران ملامح صالون الكتاب

ومن باب آخر فإن الكثيرين من الزوار المتوافدين على معرض الكتاب، يحسبون أنهم من رواد القراءة غير أن البعض منهم يتوافد على المكان من أجل التنزه و قضاء الأوقات و التقاط الذكريات ناهيك عن تناول وجبات الأكل الخفيف و المشروبات بأنواعها بعيدا عن زيارة أجنحة الكتب و ارتياد المكان لشراء الكتب هذا ما شوه صورة المعرض، و في حديث لبعض الزوار للمعرض فقد كشف على أن تواعد العديد على المعرض ليس بالضرورة توافدا على الكتاب فالكثيرين يقضون يومهم كمتنزهين في أروقة و ساحة المعرض، في حين أعرب متحدث آخر على أن التنظيم كان يرقى إلى المستوى المطلوب غير أنه من جانب الاهتمام بالكتاب كان غائبا نوعا ما خاصة و أن الفضاء الخارجي حين رؤيته نحسب الجميع في حديقة و ليس بمعرض و ما يزيد الطين بلة هو ترك النفايات ورائهم ما جعل الطبقة المثقفة تستاء لمثل هذا الوضع، مع تكرر مثل هذه المشاهد في كل طبعة من طبعات الصالون، في انتظار أن يتحلى الزوار بثقافة الصالون و بثقافة حماية البيئة و عدم ترك المخلفات و النفايات وراءهم.

فلة-سلطاني – ياسين سوادني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super