بعدما قررت السلطات المحلية بالجزائر العاصمة غلق مذبح رويسو الذي يعد الأكبر على المستوى الوطني بشكل نهائي، وتحويل العمال والمتعاملين الى مذبح الحراش اشتكى التجار من انعدام وسائل التبريد بمذبح الحراش، بحيث أصبحت اللحوم تحفظ لمدة نصف يوم فقط عوضا من 21 يوما مثلما كان الأمر بمذبح رويسو، وتبقى مرمية خارج غرفة التبريد إلى غاية فسادها، ضف إليها انعدام النظافة ومعها بعض السلوكات كربط العجل بعد سلخه بالخيط لنقله، وهذا يتسبّب في فساد اللحم، مؤكدين في معرض شكواهم أن الروائح الكريهة تصل إلى مسافات بعيدة، وأن الأمر يتأزم أكثر خلال شهر رمضان المعظم الذي لا يفصلنا عنه إلا أسابع قليلة، غير أنّ القطرة التي أفاضت الكأس بالنسبة لهم، هو توقّف نشاط أغلبهم، بسبب ضيق المساحة التي تسمح بذبح 700 خروف يوميا، بينما تصل قدرة مذبح رويسو الذي تم غلقه إلى 3 آلاف رأس يوميا، ما يجعل الجمع بين عمال المذبحين في مكان واحد مستحيلا، كما أن هذا الوضع يؤدي إلى انتشار الميكروبات المتنقلة عند تنظيف الأحشاء والتصاقها باللحم الموجّه للاستهلاك.
وفي هذا السياق كشف عضو بالمجلس الشعبي الولائي للعاصمة، سعيد رويبح، في تصريحات اعلامية ـ، أكد أن غلق مذبح “الرويسو” وتهديمه حتمية لا مفر منها، نظرا لقدمه، وإدراج العقار المتواجد فوقه لإنجاز هيئات سيادية، غير أنه أوضح أن قرار الغلق وتحويل عمال المذبح إلى جهة أخرى، “سيحتم على الجهات الوصية بطبيعة الحال الاستنجاد بالمذابح الأخرى من مختلف ولايات الوطن، من أجل تمويل العاصمة باللحوم الحمراء”، بالنظر إلى عدم قدرة المسالخ والمذابح الصغيرة المتواجدة بإقليم ولاية الجزائر، على استيعاب الطلب الكبير على اللحوم على مدار السنة، وهو الطلب الذي كان يلبيه مذبح “الرويسو” وكان يلبي حاجيات العاصميين من هذه المادة على مدار السنة وخلال شهر رمضان خاصة. وعن احتمالية حدوث “أزمة لحوم” بعد أن أقدمت سلطات العاصمة على غلق مذبح “الرويسو” الذي كان يموّل العاصميين بكميات كبيرة من اللحوم الحمراء.
من جهتهم، يرى منتخبون بالعاصمة، أنه لتفادي أزمة لحوم بعد غلق مذبح “الرويسو” وتحويل عماله إلى مذبح “الحراش” الضيق، ستضطر السلطات إلى الاستنجاد بالمذابح من ولايات أخرى، لتمويل عاصمة البلد بهذه المادة، لاسيما مع اقتراب شهر رمضان الكريم الذي يعرف بالاستهلاك الواسع لمختلف اللحوم الحمراء، في وقت يطالب آخرون بضرورة التحلي بالصبر والمسؤولية إلى حين افتتاح المذبح الجديد الذي ما يزال مجرد مشروع.
من جانبها، تسعى لجنة الاقتصاد والمالية والميزانية، بالمجلس الشعبي الولائي للجزائر العاصمة، إلى الضغط على الوصاية بغية تنفيذ القرار الذي تم المصادقة عليه قبل أكثر من 13 سنة، والمتعلق بتجسيد مشروع مذبح براقي الذي خصّصت له ميزانية مقدّرة بـ 100 مليار سنتيم كشطر أوّل، ومتابعة ذلك ميدانيا لاستلام هذا المرفق في الوقت المناسب، ووضعه تحت تصرف التجار والعمال، لاسيما أن المشروع المرتقب سيغطي كامل احتياجات مستهلكيها من اللحوم، تجسيدا للوعود التي قدمت لعمال مذبح الرويسو الذين تم تحويلهم مؤخرا إلى الحراش، وسط رفض واستنكار واسع من قبلهم بعد أن أحيل العديد منهم على البطالة التقنية، بسبب انعدام أماكن مخصصة للعمل لضيق مذبح الحراش، كما هو الحال بالنسبة للمهن الملحقة.
ف-س
الرئيسية / المحلي / بعد غلق مذبح "الرويسو":
الاستنجاد بالمذابح الأخرى من أجل تموين العاصمة باللحوم الحمراء
الاستنجاد بالمذابح الأخرى من أجل تموين العاصمة باللحوم الحمراء
بعد غلق مذبح "الرويسو":
الوسومmain_post