فجر فيروس “كورونا” روح التضامن بين الجزائريين الذين راحوا يتطوعون ويتبرعون برواتبهم وجعلوا من التضامن “سلاحا” لهزم جائحة كورونا، ويرى خبراء اقتصاديون أنه لابد من تفعيل ما يعرف بـ”الإقتصاد التضامني” للتمكن من الخروج من الأزمة الصحية.
“التضامن”.. سلاح الجزائريين ضد “كورونا”
يرى متتبعون أن التضامن “سلاح” الجزائريين ضد “كورونا”، حيث راح سياسيون وإطارات سامون وجمعيات وحتى إطارات الحكومة ورؤساء سابقون وحتى الرئيس الحالي عبد المجيد تبون كلهم أعلنوا تضامنهم ووقوفهم في المحنة التي تضرب الجزائر على غرار دول العالم – فيروس كورنا-، ويؤكد الرئيس تبون من جانبه في كل مرة أن الجزائر “ستنتصر على كورونا”، مشيرا إلى أن الهدف الأسمى للدولة هو التكفل بالمواطنين وحمايتهم.
التجار والحرفيون وأرباب المصانع مطالبون بضمان أجور عمالهم
يرى الخبير الإقتصادي، سليمان ناصر، أن التجار والحرفيين وأرباب المصانع الذين شملهم الغلق والذين يشغّلون اليد العاملة “مطالبون بضمان أجور عمالهم خاصة وأن منهم الفقراء والمحتاجين”.
وأوضح الخبير في منشور فايسبوكي بالقول: “أعتقد أننا في وقت يجب أن يبرز فيه التضامن بين الجميع، وهذا ليس غريباً عن الشعب الجزائري، لذا أنصح إخواني الأغنياء وأرباب الأموال أن يشترون السلع الغذائية بكميات كبيرة لتوزيعها على الأسر المعوزة، وذلك عن طريق الجمعيات الخيرية”، وقال إن ذلك من شأنه أن يخفف من معاناة الفقراء من جهة خاصة من شمله توقيف العمل، وأن يساعد على الالتزام بالحجر المنزلي من جهة أخرى”.
وأسهب قائلا: “التجار والحرفيون وأرباب المصانع الذين شملهم الغلق والذين يشغّلون اليد العاملة، لا يجب عليهم أن يسارعوا إلى تسريح العمال خاصة منهم الفقراء والمحتاجين فهذا تصرف رأسمالي متوحش، وأن يضمنوا لهم أجورهم طيلة فترة الغلق”، وأضاف: “وأن يعتبروا ذلك صدقة لوجه الله، وقد ثبت في ديننا الحنيف أن الصدقة تدفع البلاء، ونحن ندعو الله في هذه الأيام أن يرفع عنا الوباء”.
ويؤكد المصدر ذاته أن: “الأغنياء وأرباب الأموال المالكين للعقارات والتي يؤجرونها لحركات تجارية وحرفية مسّها الغلق، عليهم أن لا يطالبوا أصحاب هذه الحركات من المستأجرين بالأجرة الشهرية، لأن هذا التوقف خارج عن نطاق الجميع، وأن يعتبروا ذلك صدقة وحماية لأبدانهم وللمجتمع ككل كما ذكرنا سابقاً، ولفت قائلا:” المجتمع الغربي يعاني الآن من فقدان الوظائف وتزايد معدلات البطالة..أما نحن فلدينا أيضاً الربح والخسارة المعنويين”.
وأضاف المتحدث: “إنه الوقت الملائم لتجسيد الاقتصاد التضامني، هذا الاقتصاد يعترف به الغرب نفسه عن طريق خبرائه ومنهم Joseph Stiglitz الحائز على جازة نوبل في الاقتصاد سنة 2001، ولكنه يتنكّر له (أي الغرب) وقت الأزمات”.
وقال الخبير الإقتصادي في حديثه مع “الجزائر” إن الإقتصاد التضامني يعتمد على الجمعيات الخيرية وغيرها وأهم أهدافه هو تحقيق” العدالة الإجتماعية” وإدماج الفقراء وغيرها ، لافتا أنه لابد من تفعيل “الإقتصاد التضامني في ظل ما تمر به الجزائر بسبب تداعيات “كورونا” على جميع الأصعدة.
جزائريون يسابقون الزمن للتبرع للفقراء والمحتاجين
يسابق الجزائريون الزمن لمد يد العون للفقراء والمحتاجين، وجعلوا من منصات التواصل الإجتماعي “بوابة للتبرعات” من خلال مبادرات جماعية وفردية للتبرع بالمواد الغذائية الأولية والمستلزمات الضرورية وحتى بالكمامات والأجهزة الطبية للمحتاجين والمعوزين.
ورغم أن مساعي الكثير من الجزائريين طيبة وعن حسن نية إلا أن البعض الآخر اتخذ من “الأزمة الصحية” سبيلا لإبراز العضلات والظهور في الواجهة، ما جعل الحكومة تتحرك وتضرب بيد من حديد كل الاستغلاليين و حتى المضاربين، ويشار الوزير الأول، عبد العزيز جراد، دعا المسؤولين إلى وضع حد للترويج الإعلامي لعمليات توزيع الـمواد، على العائلات المعوزة .
خديجة قدوار