الأحد , نوفمبر 17 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / عثمان لحياني محلل سياسي متابع للشأن التونسي لـ "الجزائر"::
“الانتخابات البلدية تحول ديموقراطي مهم في تونس”

عثمان لحياني محلل سياسي متابع للشأن التونسي لـ "الجزائر"::
“الانتخابات البلدية تحول ديموقراطي مهم في تونس”

كيف تقيمون أول انتخابات بلدية تشهدها تونس بعد سقوط النظام السابق؟ 

أعتقد أن أهم انجاز بالنسبة للمسار الديمقراطي في تونس هو إنجاز الانتخابات بعد فترة تشكيك من أطراف حاولت عرقلة هذا المسار، أو العودة به إلى نقطة البداية، ولذلك هناك إجماع من التونسيين على أن إجراء الانتخابات في موعدها بعد تأجيل مرتين هو منجز هام، إضافة إلى أن تركيز مؤسسات الحكم المحلي  مهم جدا لأنه يؤسس للقاعدة الديمقراطية التشاركية في تونس، بعد مسار طويل من صياغة الدستور التوافقي وإنشاء مجلس نواب وتركيز مؤسسات الانتقال الديمقراطي والمؤسسات الدستوري التي تؤطر هذا الانتقال، بمعنى أن تونس تتجه من الانتقال الديمقراطي إلى التحول الديمقراطي. 

وصف البعض نسبة المشاركة بالضعيفة لماذا هذا العزوف عن المشاركة في التصويت، في وقت تعرف فيه تونس تحول ديموقراطي مهم؟ 

نسبة تصويت 35 في المائة نسبة مقبولة في الديمقراطيات الطبيعية، لكنها تعد نسبة صادمة في تونس ، بسبب إخفاق الأحزاب السياسية في تحقيق وعودها التي طمح إليها التونسيون من جهة، ومن جهة ثانية الكلفة الاجتماعية مازالت ضاغطة في تونس، وبرغم المنجز السياسي في علاقة بالحريات وتركيز مؤسسات الانتقال الديمقراطي، إلا أن جملة من التطلعات الاجتماعية والتنموية مازالت لم تتحقق ومازالت التنمية والصحة والبطالة وعطالة خريجي الجامعات وعددهم 80 ألف جامعي، تمثل أبرز الاكراهات الراهنة في تونس، وبعد سنوات وجد التونسيون خاصة في المناطق الداخلية أن مطالب الثورة الاجتماعية لم تتحقق بعد، ولذلك حصل هذا التباعد بين الناخب التونسي والصندوق، وبرز العزوف الانتخاب بشكل لافت، ولم تحقق المجالس البلدية في غضون المدى المنظور منجزات أو على الأقل لم تعط مؤشرات طيبة عن إمكانية الإقلاع التنمية وتحسين إدارة الشأن المحلي للتونسيين فإني أتوقع أنه سيتصاعد العزوف الانتخابي. 

مواصلة حكم الثنائي نداء تونس والنهضة أليس بإمكانه فتح الهوة مع المعارضة في البلاد ؟ 

التوافق السياسي بين النهضة والنداء محسوم بمسألة لا يمكن إلغائها في الوقت الحالي، وأظن أن النداء يجد نفسه مكرها على الإبقاء على هذا التحالف بسب الاستحقاقات الرئاسية والبرلمانية المقبلة، وأيضا لأنه غير مستعد في الوقت الحالي لأنه قد يخسر شريكا سياسيا قويا كالنهضة خاصة وأنه يعيش حالة تفتت، وهذا يفرض عليه تنزيل التحالف القائم في مجلس النواب والحكومة لأن يصبح تحالفا واقعا أيضا في المجالس البلدية والجهوية. 

ما هو حسبكم رهان أحزاب المعارضة بعد إخفاقهم في مزاحمة الائتلاف الحاكم في الانتخابات البلدية ؟ 

 أحزاب المعارضة  في تونس اتجاهان، أحزاب ثورية وجدت مع الزخم الثوري وهي أحزاب ترفض بشكل قاطع العمل والتحالف مع  من تصفه بالأحزاب النمطية الوريثة للحزب الدستوري والنظام السابق، كالتيار الديمقراطي وحراك الإرادة للرئيس السابق محمد المنصف المرزوقي، وهناك أحزاب يسارية كالجبهة الشعبية وهي أحزاب ترفض من جانب آخر العمل مع حركة النهضة، وكل من هذه الأحزاب أعتقد أن خسارتها في هذه الانتخابات ستدفعها إلى مراجعة مواقفها، لأنه صحيح أن 65 في المائة من الناخبين التونسيين لم يصوتوا، لكن أحزاب المعارضة لم تستطع إقناعهم لا بالتصويت  لصالحها ولا بالتصويت أصلا، و70 في المائة من المصوتين صوتوا لأحزاب الحكومة كالنهضة والنداء أو للمستقلين. 

هل لنتائج هذه الانتخابات البلدية علاقة بالاستحقاقات المقبلة في 2019 ؟ 

بالنسبة لتأثيرات هذه الانتخابات على استحقاقات 2019، أعتقد أنه ظهر أن النهضة ثابت سياسي في المشهد التونسي، ولكنه سيتحول إلى ثابت مؤثر على اعتبار أنها ستكون في موقع قوة للمفاوضة مع الأطراف المرشحة في الانتخابات الرئاسية ، واذا كان نداء تونس يراهن مبكرا على رئيس الحكومة يوسف الشاهد فإنه سيكون مضطرا للاستمرار على تحالفه مع النهضة لربح رئاسيات 2019، خاصة وأن النهضة أعلنت بأنها غير معنية بهذه الانتخابات.

حاوره : إسلام كعبش

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super