مع استمرار الغضب الشعبي بن صالح يستدعي الهيئة الناخبة لرئاسيات 4 جويلية المقبل وقع رئيس الدولة عبد القادر بن صالح أول أمس المرسوم الرئاسي المتضمن استدعاء الهيئة الناخبة للانتخابات الرئاسية المقررة يوم 4 يوليو المقبل، حسب ما أفاد به أمس بيان لرئاسة الجمهورية. و جاء في البيان الذي نشرته الوكالة الرسمية: “وقع عبد القادر بن صالح، رئيس الدولة، بتاريخ 9 أبريل 2019، يوم توليه وظيفته، المرسوم الرئاسي المتضمن استدعاء الهيئة الناخبة للانتخابات الرئاسية المقررة يوم الخميس 4 جويلية 2019″. و التزم عبد القادر بن صالح في أول خطاب له للأمة بعد تنصيبه رئيسا للدولة بالتشاور مع الطبقة السياسية والمجتمع المدني على القيام من باب الاولوية والاستعجال بإحداث هيئة وطنية جماعية سيدة في قرارها تعهد لها مهمة توفير الشروط الضرورية لإجراء انتخابات وطنية شفافة ونزيهة والاضطلاع بالتحضير لها واجراؤها”.هيئة وطنية سيدة في قرارها تتكفل بتوفير الشروط الضرورية لإجراء انتخابات رئاسية “نزيهة”.وقال بن صالح :”عازم بالتشاور مع الطبقة السياسية، المدنية المواطنية على القيام من باب الاولوية والاستعجال بإحداث هيئة وطنية جماعية سيدة في قرارها تعهد لها مهمة توفير الشروط الضرورية لإجراء انتخابات وطنية شفافة ونزيهة والاضطلاع بالتحضير لها واجراؤها”. وأكد بن صالح على تسخير الحكومة والمصالح الإدارية المعنية لدعمها في أداء مهامها بكل حرية ومرافقتها داعيا “الجميع لتجاوز الاختلافات و التوجسات والتوجه نحو عمل جماعي تاريخي في مستوى رهانات المرحلة قوامه التعاون والتكافل والتفاني للوصول الى الهدف الأساسي وهو وضع حجر الزاوية الأولى لجزائر المرحلة المقبلة”. وأكد بهذا الخصوص حرصه على أن يتم إعداد العدة القانونية ذات الصلة بهذه الهيئة الوطنية وصياغتها في أقرب الآجال”، مضيفا أنه سيطلب من “الطبقة السياسية والمواطنية أن تتحلى بالإبداع والاسهام والثقة من أجل بناء معا هذا الصرح القانوني الذي سيمهد لبناء نظام سياسي جديد كليا يكون في مستوى تطلعات شعبنا”. واعتبر بن صالح أن إقبال الشعب على إرساء اختياره بحرية وسيادة على ما يريده “سيمكننا من تنصيب رئيس جديد للجمهورية في الاجال الدستوري” و أضاف أن “الاختيار هذا سيكون حرا بقدر ما تكون ظروف ممارسته ظروفا يسودها الهدوء والرصانة فيما بيننا.
الجزائريون في الشارع لحماية حراكهم الشعبي
“13 نقابة وطنية تشل القطاعات الحيوية”
خرج آلاف الجزائريين أمس في مسيرات حاشدة ألهبت شوارع العاصمة وكذا عدة ولايات بالوطن، تنديدا بتولي عبد القادر بن صالح لمنصب رئيس الدولة لمدة 90 يوما، و تضامنا مع الحراك الشعبي دخلت 13 نقابة مستقلة أمس في مختلف قطاعات التربية والتعليم العالي والبحث العلمي، والصحة والسكان والتكوين والتعليم المهنيين، والنقل، في إضراب، مرفوقا بمسيرة وطنية بالعاصمة، رفضا للعمل مع تشكيلة الحكومة الجديدة المعلن عنها من طرف الوزير الأول نور الدين بدوي.
ووسط إنزال أمني غير مسبوق لعناصر مكافحة الشغب التي حاولت التضييق على المتظاهرين وتطويق الاحتجاجات في مكان انطلاقها بساحة أول ماي في العاصمة، واستطاعت جموع المحتجين اختراق كل الحواجز بأسلوب سلمي حضاري بعيدا عن أي مواجهات مع عناصر الأمن التي عمدت إلى عرقلة المسيرات باستخدام خراطيم المياه وإطلاق الغازات المسيلة للدموع التي لم تثن إصرار المحتجين على مواصلة مظاهراتهم في اتجاه ساحة البريد المركزي، رافعين صوت التنديد و الرفض لبن صالح و لحكومة بدوي.
هذا ودخلت 13 نقابة مستقلة أمس في مختلف قطاعات التربية والتعليم العالي والبحث العلمي، والصحة والسكان والتكوين والتعليم المهنيين، والنقل، في إضراب، مرفوقا بمسيرة وطنية بالعاصمة، رفضا العمل مع تشكيلة الحكومة الجديدة المعلن عنها من طرف الوزير الأول نور الدين بدوي، وأكدت هذه النقابات في بيان لها أنها تعلن وبصفة رسمية النشاط تحت عنوان كونفدرالية النقابات الجزائرية، ودعما للحراك الشعبي السلمي قررت إضراب الدخول في إضراب وطني ليوم واحد بتاريخ 10 أفريل2019 في مختلف القطاعات مرفوقا بمسيرة وطنية بالجزائر العاصمة، وجددت النقابات التزامها و مساندتها لمطالب الشعب في التغيير السلمي المنظم الهادئ في إطار قوانين الجمهورية ومحاربة كافة أشكال الفساد تجسيدا لمطالب الحراك الشرعي للشعب الجزائري الذي يتطلع إلى مستقبل أفضل.
وأضافت النقابة أن الصياغة الجديدة لحياة مهنية عادلة كانت دوما البعد الثابت للائحة المطالب الخاصة لنقابة بالأسلاك المشتركة والعمال المهنيين التي تمثل اكبر فئة عمالية مدحورة في النظام الوظيفي الاجتماعي الوطني ولا خلاص لهذه الطبقة التي تعيش ويلات الحرمان وغيرها في رفاه مترف إلا الجزائر الجديدة التي يشارك في بنائها الجميع دون إقصاء أو تمايز والتي دعا إليها الحراك الشعبي السلمي المتحضر.
محاصرة مسيرة النقابات المستقلة وسط العاصمة
هذا ومنعت أمس قوات الشرطة انطلاق مسيرة كونفدرالية النقابات المستقلة، بساحة أول ماي وسط العاصمة، حيث شكلت طوقا أمنيا مشددا، وقد استجاب الآلاف من النقابيين لنداء الكونفيدرالية، بتنظيم مسيرة وطنية تعبيرا عن رفضها لتشكيلة الحكومة الجديدة، والتجند لدعم و مواصلة الحراك الشعبي السلمي، وتفرق المحتجون لاحقا على الأزقة الثانوية لساحة أول ماي، ليتمكنوا من الإلتحاق بساحة البريد المركزي في قلب العاصمة.
الطلبة يواصلون رفضهم لبن صالح
هذا وواصل الطلبة احتجاجاتهم لليوم الثاني على التوالي من بعد تعيين عبد القادر بن صالح رئيسا للدولة، حيث يتظاهر الطلبة في مختلف الولايات رافضين لهذا القرار الذي يعد خرقا صارما للمطالب التي باشر بها الطلبة والمواطنون من خلال بدايات مسيراتهم السلمية منذ 20 فيفري.
وفي نفس السياق خرج الطلبة من عدة جامعات وطنية منها المركز الجامعي بولاية البيض أين خرج الطلاب في مسير احتجاجية جابت مختلف شوارع الولاية، منددين بتثبيت بن صالح رئيسا للبلاد مطالبين بتغيير النظام.
و بمدينة ميلة خرج الآلاف من المواطنين في مسيرة حاشدة تعبيرا عن رفضهم المطلق لتعيين بن صالح رئيسا للدولة، خلافا لإرادة الشعب الذي استطاع بحراكه الإطاحة ببوتفليقة، ساعيا لتصحيح الأوضاع وكنس الفلول من الحكم، الملايين حملوا لافتات والتحفوا الراية الوطنية مرددين شعارات “بن صالح ديڤاج”، “ارحلوا”، ورسائل صريحة لقائد الأركان ڨايد صالح لمرافقة الشعب وتحقيق مطالبه كاملة غير منقوصة كما وعد بذلك في خطابه التاريخي يوم2 أفريل وتطبيق المادة7و8 من الدستور، وجاب المواطنون شوارع مدينة ميلة في سلمية تامة وتحت أنظار عدد محدود من رجال الأمن الذين واكبوا المسيرة دون أي تدخل، وقال المتظاهرون إن المسيرات لن تقتصر بعد اليوم على الجمعة بل ستتواصل طيلة أيام الأسبوع حتى سقوط الفلول واستقالة بن صالح وتطهير الساحة السياسية من بقايا النظام.
ونفس الصورة شهدتها ولاية سعيدة أين تم تنظيم مسيرة حاشدة، رفع فيها المتظاهرون الرايات الوطنية، وكذا لافتات كتبت عليها شعارات تندد بتثبيت بن صالح في منصب رئيس الدولة وتطالب بتغيير النظام.
ولم تختلف الصورة عن باقي ولايات الوطن والتي عرفت تنظيم مسيرات كبيرة خاصة في ولاية الوادي المدية قسنطينة والمسيلة باتنة وتيزي وزو وبجاية.
رزاقي.جميلة